قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
اتفقت شرائع الإسلام جميعاٍ على حفظ الكليات الخمس وهي النفس والمال والعقل والدين والنسل وحينما جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالته الخالدة كان القتل منتشرا في الجاهلية فكان القوي يقتل الضعيف والمالك يقتل المملوك والرئيس يقتل المرؤوس فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليمنع هذه الجرائم الشنعاء ويؤكد أن النفس يجب أن تحترم فلا يجوز الاعتداء عليها وبالنظر في آيات القرآن نجد أن الله عز وجل حرم قتل المسلم إلا بالحق فقال في كتابه العزيز “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق” والحق الذي تزهق به النفوس هو ما وضحه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه سيدنا عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله إلا الله وإني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) ومن حرص الإسلام على حماية النفوس أنه هدد من يستحلها بأشد العقوبة فقال تعالى “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” وغيرها من الآيات “وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتل” وأيضا ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم أن قتلهم كان خطأ كبيرا”. وبالنظر إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن النبي عد القتل من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله حينما سئل عن أعظم الذنوب فقال صلى الله عليه وسلم الشرك بالله ثم قتل النفس ثم عقوق الوالدين ثم شهادة الزور) ثم بعد ذلك يبين لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الدنيا بما فيها وبمن فيها أهون عند الله عز وجل بجوار قتل امرئ مسلم ثم بعد ذلك ينظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة المشرفة ليبين للناس مدى حرمة الدماء قائلا (ما أعظمك وما أعظم حرمتك ولكن حرمة المسلم أعظم عند الله عز وجل منك لذلك وقف النبي أيضا يوصي أصحابه بأهم الوصايا في حجة الوداع ومعلوم أن الرجل إذا أشرف على الموت يجمع أبناءه وأحفاده ومن معه ليوصيهم بأهم الوصايا في حياته وقف من حجة الوداع أمام جمع غفير من الناس قائلاٍ (أيها الناس أن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) فأين نحن من هذا المعنى ومن هذه الآيات دماء تسفك ليل نهار وأنفس تزهق بغير حق تشكوا إلى الله عز وجل ظلم قاتليها بل إنها ستأتي يوم القيامة وتتعلق في رقاب قاتليها قائلة يا رب سل هذا فيما قتلني بل الأكثر من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما هو أقل من القتل إلا وهو ترويع المسلم ولو على سبيل المزاح ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مسير مع أصحابه فنام أحدهم فجاء بعض من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذوا نبله فحينما استيقظ فزع وخاف فضحك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم المصطفى ما يضحككم فقالوا لا يا رسول الله غير أنا أخذنا نبل هذا فقال صلى الله عليه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع أخاه ولو على سبيل المزاح) أيضا غلظ النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة من يعين أنسانا على قتل مسلم ولو بنصف كلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية البيهقي (من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشطر (بنصف) كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه أيس من رحمة الله) أيضاٍ ترويع المسلم بالإشارة فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشار إلى أخيه بحديده فهو في النار. ويستوي في التحريم المسلم وغير المسلم فجاءت الأحاديث مصرحة بوجوب النار لمن قتل غير المسلم بغير حق ففي الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) ثم بين صلى الله عليه وسلم من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه وفي رواية صحيحة يوم القيامة. وفي الصحيح من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل ولو كان المقتول كافراٍ. بعد ذلك حرم الإسلام قتل المسلم لنفسه وهو ما يسمى بالانتحار فقال الله عز وجل (ولا تقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيما) وقال (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة” ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من يقتل نفسه أنه في النار ففي الحديث الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في النار خالداٍ مخلداٍ ومن تحسى سْماٍ فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتجأ أي يضرب بها خالداٍ مخلداٍ في النار) بعد كل هذا يتبين لنا حرمة الدماء في الإسلام وأنه يجب علينا أن نحافظ على دماء المسلمين وغير المسلمين. وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ● عضو بعثة الأزهر