الرئيسية - عربي ودولي - حوادث المناجم مأساة إنسانية بلا عقاب
حوادث المناجم مأساة إنسانية بلا عقاب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* ليس هناك إجراءات سلامة في هذا المنجم.. والنقابات مجرد دمى وإداراتنا لا يهمها سوى المال” .. هكذا تحدث أحد عمال المناجم في تركيا عقب تعرض البلاد الاسبوع الجاري لأسوء كارثة في انفاق المناجم.. في اطار مسلسل مأساوي لكوارث المناجم التي تضرب دول عدة في هذا الاتجاه مخلفة قصص حزينة. وتعرضت تركيا يوم الثلاثاء الماضي لأسوأ كارثة صناعية في البلاد قتل فيها نحو 300 عامل في منجم للفحم غرب البلاد , وهو ما اثار حالة غضب في البلاد وردود فعل واسعة. ولا تزال القضية تتفاعل حتى اللحظة , وخرج الالاف من الاتراك في احتجاجات منددة بالحادثة , وسط اتهامات متبادلة بمن يقف وراء الحادثة والاسباب الخاصة بذلك. وذكر بيان للنقابات العمالية التركية أن ” ترك المئات من العاملين في (سوما) للموت منذ البداية من خلال إجبارهم على العمل في عمليات إنتاج تتسم بـ(الوحشية) من أجل تحقيق أقصى قدر من الأرباح (في إشارة إلى منطقة سوما الواقعة على بعد مائة كلم شمال شرقي أزمير التي شهدت الكارثة) حيث تشعر النقابات بالغضب بسبب الافتقار إلى معايير السلامة في المرافق التي كانت تديرها الدولة قبل تأجيرها لشركات خاصة”. وأعلن اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا الذي يضم 240 ألف موظف على موقعه الإلكتروني “هؤلاء الذين يمضون بعمليات الخصخصة وسياسات تهدد أرواح العمال من أجل خفض الكلفة.. هم مسؤولون عن مجزرة سوما ويجب أن يحاسبوا”. بدوره وعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بإطلاق تحقيق في أسباب الحادث لكنه رفض تحميل الحكومة المسؤولية قائلا إن «مثل هذه الحوادث تحصل». وأضاف بعد تفقده مكان الكارثة: «لقد شهدنا أحد أكبر حوادث العمل في تاريخنا الحديث» فيما كان أقرباء الضحايا يطالبونه بالاستقالة. ويرى مراقبون بان ” كارثة منجم الفجم” تهدد وصول اوردغان الى الرئاسة , في ظل تراجع شعبيته واتساع دائرة الاحتجاجات في البلاد عقب الكارثة. هذا وتشير الاحصائيات الرسمية لهيئة الإحصاء التركية, إلى ان عدد ضحايا حوادث المناجم في تركيا منذ عام 1941 وحتى الحادثة الأخيرة تجاوزت 3 آلاف شخص وإصابة نحو 100 ألف آخرين وتبرز حادثة منجم “زونغولداك” عام 1992 عن واحدة من أكبر الحوادث التي خلفت مقتل نحو 263 شخصاٍ. ولا تزال كوارث المناجم تضرب بين الحين والآخر مناطق عدة بالعالم مخلفة ضحايا كثر , وقصص مأساوية, وتعيد كارثة منجم “سوما” بولاية مانيسا غرب تركيا إلى الأذهان الكوارث التاريخية التي وقعت في المناجم. وخلال عشرات السنيين الماضية رصدت عدد من كوارث المناجم في مناطق عدة بالعالم , أسوأها حادثة المنجم الصيني عام 1942م. وترجع كوارث المناجم عادةٍ إلى أسباب عدة منها ضغط الغاز وانفجار بفعل غاز الميثان والتسمم بغاز أول أكسيد الكربون وانفجار غبار الفحم. وحتى اليوم تتربع كارثة منجم الفحم الصيني “هونكيكو” بولاية لياو نينغ الصينية التي وقعت عام 1942م باعتبارها أكبر كارثة بتاريخ حوادث المناجم في العالم والتي راح ضحيتها ألفاٍ و 549 شخصاٍ.. بالاضافة الى حادثة منجم الفحم “لاو باي دونغ” وقعت قرب مدينة “داتونغ” بولاية شانزي الصينية في 1960م نتيجة انفجار غاز الميثان راح ضحيتها 684 شخصاٍ. وتؤكد الاحصائيات الرسمية ان 80 % من عدد ضحايا مناجم الفحم في العالم هم من الصينيين وسجل العام المنصرم أكثر من 6000 ضحية , وتقول بعض المنظمات المعنية بحقوق العمال إن الرقم قد يصل إلى 20 ألفا, والسبب في ذلك انعدام إجراءات السلامة المتبعة., الا ان السلطات الصينية تؤكد بانها اتخذت اجراءات جديدة مؤخرا للحد من هذه الكوارث. الصين تملك ثالث احتياطي من الفحم في العالم بعد الاتحاد الروسي والولايات المتحدة إذ يصل احتياطي الصين المؤكد من الفحم إلى نحو ( 114) مليار طن تستخرج منها ما يعادل ملياري طن في العام. وتشير المعلومات التي نشرتها مراكز ابحاث متخصصة ان أكثر من 60 ألف منجم للفحم منتشرة في ربوع الصين تلبي سنويا ما يعادل 70% من استهلاك الطاقة في البلاد, لكن مقابل كل مليون طن يتم استخراجه من الفحم يموث ثلاثة أشخاص, ناهيك عن حوالي 5000 مريض جديد ينضمون سنويا إلى صفوف مرضى الجهاز التنفسي من عمال المناجم في كل عام.. ويضاف إليها خسارة ملايين الدونمات من الأراضي الزراعية سنويا وإتلاف آلاف الأطنان من المحاصيل الزراعية بسبب الأمطار الحامضية الناجمة عن الاستخدام المفرط للفحم إنها إذن كلفة باهظة. وتأتي اليابان ضمن الدول الاكثر في قائمة كوارث المناجم حيث وقعت حادثة في منجم فحم “ميتسوبيشي هوجيو” في جزيرة كيوشو اليابانية في 1914م راح ضحيتها 687 شخصاٍ., وكذا حادثة منجم “ميتسوي ميكي” في 1963م أسفرت عن مقتل 458 عامل و إصابة 833 آخرين جراء انفجار غبار الفحم. وشهدت فرنسا حوادث مشابهة حيث سجلت عام 1906م انفجار في منجم للفحم راح ضحيتها ألف و 99 شخصاٍ واعتبرت كثاني أسوأ كارثة منجم في العالم والتي نجمت عن اندفاع النيران من أحد آبار المنجم. وفي امريكا وقعت حادثة انفجارين في منجمين من مناجم فحم “مونونغله” في 1907م وراح ضحيتها 361 عامل منجم معظمهم من الإيطاليين. كما شهدت المملكة المتحدة واحدة من اكبر حوادث المناجم حيث سجل في منجم “سنغينيد” بويلز عام 1913م كارثة أودت بحياة 439 شخصاٍ.. بالاضافة الى حادثة منجم فحم “أوكس” جنوب يوركشير في بريطانيا في 1866م وراح ضحيتها 361 شخصاٍ. وفي زيمبابوي سجلت سلسلة انفجارات في منجم “وانكي” في “روديسه” عام 1972م غير معروفة السبب وراح ضحيتها 431 عامل منجم من جنسيات مختلفة. وفي الهند سجلت حادثة منجم الفحم “دوري” قرب مدينة “دانباد” بولاية “تجار خاند” في 1965 حيث أسفرت ألسنة اللهب عن مقتل 375 عامل منجم حرقاٍ. هذا ويطلق اسم المنجم على المنشأة الهندسية التي يستخرج منها الخامات المعدنية وهنالك نوعان من المناجم : مناجم سطحية ومناجم تحت الأرض. والمناجم تحتوى على عناصر ومعادن هامة اقتصاديا ويمكن استغلالها بطرق تعدينية مختلفة, ويتولى مهندس التعدين طريقة اختيار نوع المنجم وتصميمه ووضع الخرط الخاصة بالمنجم وكيفية تشغيله.(حسب الموسوعة الحرة ويكيبيديا). ومن المناجم يتم استخلاص المعادن القيمة أو أي معدن من باطن الأرض وعادة ما يكون المعدن في شكل عرق, صخور أو طبقات ومن هذه المعادن البوكسيت الذهب الفضة النحاس الماس الرصاص النيكل الحديد اليورانيوم الفحم والقصدير منجنيز وغالباٍ ما يْطلق لفظ التعدين على المواد التي لا يمكن زراعتها أو إيحادها فنياٍ في معمل أو مصنع.