قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
الشيخ/ ياسين محمود عبدالله – الحمد لله وبحمده يستفتح الكلام والحمد لله حمده من أفضل ما تحركت به الألسن وتعالى على الدوام وأشكره على ما هدانا للإسلام وأبان لنا الحلال وبين لنا الشرائع وأحكم الأحكام وأمرنا بالبر والاجتماع على الحق والإعراض على سائر الآثام وأشهد أن نبينا محمداٍ عبده ورسوله هو للأمة بدر التمام ومسك الختام وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله البررة الكرام وصحبه الإئمة.. أما بعد: أيها الإخوة المسلمون من أهم ما يميز هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أمة متراحمة متكاتفة متلائمة متحابة تبني أفرادها وتقيم مجتمعاتها على أسس وتؤسسها على قواعد الحب المتبادل والتعامل الر والسلوك الرقيق بعيدا عن الأنانية البغيضة والفردية المتسلطة. ولقد أحاط الإسلام المجتمع الإسلامي بسياج منيع وحصن حصين يحول دون تصدع بنيانه وتزعزع أركانه ويعلى أعلام المحبة خفاقة على أسس الإخاء مخيمة على جنباته وأقام الضمانات الواقية والحصانات الكافية التي تمنع عوامل الهدم والتخريب أن تتسلل إلى جبهته الداخلية فتعمل عملها فرقة وتأليباٍ. وعلى أهل الإسلام أن يعيشوا بالمحبة في الله ورعاية إخاء الإسلام وفي منأى عن الحزبيات والحزازات وأن يسعوا لإصلاح ذات البين ولما للوحدة والتضامن والاجتماع والإخاء من منزلة عظيمة وآثار فريدة ولما للفرقة والتنازع والثقافة من آفات وأمراض كثيرة وشرور مستطيرة فقد جاء ديننا الحنيف بالبحث عن التآلف والمودة واجتماع الكلمة ووحدة الصفوف والتحذير الشديد من التنافر والفرقة فقال تعالى” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا”. آل عمران 103. وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم قال” إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصروا من ولاه الله أمركم”. ويقول جل وعلا “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” الأنبياء 92س ويقول تعالى:” فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم” الانفال 1 ويقول جل وعلاء ” أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه” أيها المسلمون” ما شرعه الله من صلاة الجمعة والجماعة والعيدين والزكاة والحج إلا لمواساة المسلمين بعضهم بضعا وليحصل الوئام والتآلف وما آخى النبي “ص” بين المهاجرين والأنصار وقضى ما كان بين الأوس والخزرج إلا طلبا لمصلحة الاتحاد والإخاء وما ظهر أمر المسلمين وعلت شوكتهم وانتصروا على أعدائهم وفتحوا البلاد وقادوا العباد وصاروا أئمة هدى إلا باتحادهم وما للضعاف المتفرقين الذين استحكمت فيهم الأثرة والبغضاء وسرى فيهم الخلاف والتفكك إلا أن يدفعوا عن أنفسهم غوائل الأعداء ومكر الألداء.
عاقبة التفكك والفرقة في الأمة. أمة الإسلام لقد مرت على هذه الأمة فترات من تاريخها اتحدت فيها صفوفها واجتمعت كلمتها فعاشت عزيزة كريمة مرهوبة الجانب ولما دب إليها داء الفرقة والخلاف انقسمت الأمة الواحدة إلى أحزاب متناثرة ولا يزال هذا الداء العضال والمصاب الجلل جاثماٍ في جسد هذه الأمة مستحكماٍ على قلوب الشعوب وأعظم محنة وأشد فتنة أصيبت بها هذه الأمة اليوم هي محنة الفرقة المستحكمة والخلاف المستمر على كل صعيد ومن كل مستوى حتى في أبناء الأسرة الواحدة يزكيه الشيطان ويغلب عليه الهوى فغلب الشقاق على حياة كثير من الناس إلا من عصم الله وسادت القطيعة وعم الجفاء والشحناء وتنافرت القلوب وسادت الوحشة والظنون السيئة وراجت سوق الغيبة والنميمة وتناول أعراض الناس والسعي في الفساد بينهم فتعمقت الفجوة واتسعت الهوة فأصبحت حالة كثير من الناس محزنة للصديق مفرحة للعدو. فلماذا الاختلاف يا أمة الإسلام والدين واحد¿ لماذا الفرقة والأصل واحد والقبيلة واحدة والأمة واحدة¿ إلى متى الفرقة وأنتم تتدركون مافيها من الضرر والفساد وهل يختل نظام المجتمع وتنتشر الفوضى والاضطرابات وتتصدع أركان الأمة وتتهدد عروش فتنهد حضارتها إلا بتفرق أهلها وتنازعهم.. وهل تتعطل مصالح البلاد ومنافع العباد إلا بالتفكك والاستبداد للآراء واتباع الأهواء. إن اختلاف الأفهام وتباين الآراء ليس بمنكر ولا مستغرب بل هو من طبع البشر ولكن الشأن كل الشأن ألا يكون ذلك سبباٍ للتقاطع والشقاق والتنافر والحسد والبغضاء والخصام نداء للتضامن والتآلف. فيا أهل الرأي ويا رجال العلم والدعوة والإصلاح اتقوا الله في أنفسكم وأمتكم أحملوا ريات التضامن والتآلف بين المسلمين قادة وشعوباٍ رعاة ورعية على عقيدة التوحيد ومنهم السلف الصالح رحمهم الله وأحرصوا على رأب الصدع وجمع الكلمة ووحدة الصف وتصنيف مجاري الخلاف والقضاء على أسباب النزاع والخصومات فأعداء الإسلام يجتمعون ونحن نتفرق يتفقون ونحن نختلف فعلى الجميع أن يعمل على حب الخير وعلى سلامة الصدور وطهارة القلوب.
بعض مظاهر الفرقة بين المسلمين أيها المسلمون إن هناك مظاهر غريبة وأحداثاٍ خطيرة ووقائع كثيرة تبين مدى تقهقر العلاقات الاجتماعية بين الناس حتى بين أبناء الأسرة الواحدة والرحم والقرابة ولعلها من إفرازات ضعف الإخاء الإسلامي بين أهل الإسلام بل بين ذوي القربى وأهل الأسرة الواحدة فيؤلمك ما آل إليه كثير من الناس من التفكك الاجتماعي الرهيب حتى حصلت النزاعات ونشأت الخصومات ورفعت الدعاوى وكثرت الشكاوى من أجل خلافات يسيرة حول شيء من حطام هذه الدنيا الفانية ولربما تضخمت المشكلة وتعقدت القضية وتدخل أهل الإصلاح فيأبى المتخاصمون إلا التشفي والانتقام والثأر وتحكيم حظوظ النفس والهوى ويتملك الغضب والعجب من بيوت وأسر عصفت بها الخلافات فتقاطع الأبناء والآباء وأهمل الآباء أبناءهم وهجر الأخ أخاه وطلق الرجل زوجته وتقاتل أبناء العمومة والخئولة عياذاٍ بالله. فلا سبيل إلا إلى الوحدة والتآلف فيجب أن تتسع الصدور للخلاف في وجهات النظر وفي الفروع والوسائل مادام الإعتقاد صحيحاٍ وإن أولى الناس بتحقيق الوحدة هم علماء المسلمين فيجمعون قلوبهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ليكونوا صفاٍ أمام أعدائها يقول النبى الله عليه وآله وسلم “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداٍ كتاب الله وسنتي” ويقول صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” فالجميع في سفينة واحدة الأحزاب والقبائل والمؤسسات المختلفة والأفراد والجماعت إما أن يتوحدوا ويتكاتفوا ويتعاضدوا ويلتحموا ويدعوا النزاعات والشقاقات خلف ظهورهم لقول الله تعالى” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا وإن الله مع الصابرين” فحينئذ تعبربنا إلى الأمن والأمان ولنجا الجميع إن استمرت الخلافات والنزاعات لمغرق الجميع” نسأل الله السلامة من كل مكروه وسوء. والتوحد يكون بطاعة الله والإخلاص في الطاعة لله عزوجل لأن فيها النجاة في الدنيا والأخرة وتغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة.. ووحدة الصف بين الجميع وإن اختلفت الآراء والأفكار فالإختلاف أمروارد وهو سنة متبعة قال تعالى” ولايزالون مختلفين” ولكن بشروط ألا تؤدي هذه والافكار وتلك الآراء إلى الهدم وعدم البناء إلى التفرق وعدم الاتحاد إلى الصعف وعدم القوة. نسأل الله أن يوحد صفنا وأن يجمع شملنا وأن تنبذ الفرقة والشقاق بين صفوفنا اللهم آمين “وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه الطيبين الطاهرين”.