الرئيسية - عربي ودولي - انتخابات مصر الرئاسية
انتخابات مصر الرئاسية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشهد جمهورية مصر العربية يوم غد الاثنين أول انتخابات رئاسية بعد عزل الرئيس محمد مرسي حيث يتنافس في هذه الانتخابات كل من المرشح المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي سابقا والمعارض السياسي حمدين صباحي في وقت تواجه فيه مصر تحديات كبيرة أكان ذلك على الصعيد الأمني أو الاقتصادي فضلا عن التحديات الخارجية المحيطة بمصر في الظرف الراهن. وهذا يتطلب قدرا عاليا من الوعي السياسي وعدم المراهنة على المساعدات الخارجية لكي تتحاشى مصر حاضرا الانعكاسات السلبية لتلك المساعدات خصوصا إذا كانت مشروطة فإنها تؤدي بالتأكيد إلى املاءات سياسية على اعتبار أن المراهنة الحقيقية يجب أن تكون على إرادة الشعب المصري من خلال تماسك جبهته الداخلية وتقوية وحدته الوطنية خصوصا والمرشح عبدالفتاح السيسي يدرك كما قال انتشار خارطة الإرهاب في المنطقة مؤكدا أن للغرب دورا في ذلك وهذا الفهم بالتأكيد يضع مصر قبالة تحديات كثيرة على أساس أن التجارب السابقة أثبتت أن الغرب يسعى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى زعزعة استقرار الاقطار العربية وتلك مسألة قديمة وليست جديدة ومصر في طليعة تلك البلدان المستهدفة سياسيا وأمنيا واقتصاديا الأمر الذي يتطلب حشد الطاقات وتضافر الجهود الوطنية المخلصة من أجل بناء مصر على أساس الرهان على الداخل في مسار مواز لإيجاد علاقات خارجية متكافئة على نحو من التعاون والتكامل بعيدا عن ربط المساعدات الخارجية بالشروط السياسية كون مصر أكبر دولة في الشرق الأوسط وتأثيرها في المحيط الاقليمي المجاور لها يجعلها قادرة على إيجاد بدائل مختلفة لتنمية العلاقات الاقليمية في سياق مكانتها ضمن المنظومة الدولية لجهة بناء العلاقات الخارجية المتكافئة خصوصا ومصر كما اشرنا تواجه تحديات داخلية وخارجية أبرزها ذلك على الصعيد الداخلي إعادة هيكلة الاقتصاد المصري بما يجعله قادرا على تجاوز الأزمة الراهنة لكي تستطيع مصر حل مشاكلها بشكل يعطي الأولوية للخيارات الوطنية كما تواجه أيضا تحديات خارجية لا تريد لها أن تكون دولة قوية بقد ما تستهدف تلك التحديات زعزعة أمنها واستقرارها. وبغض النظر عن الفائز في تلك الانتخابات الرئاسية فإن الأولوية تقتضي بدرجة أساسية ان تكون تلك العملية الدستورية بوابة عبور حقيقية لإخراج مصر من الأزمة الراهنة وتجاوز كافة المشكلات القائمة وهذا يتطلب تأسيس مرحلة جديدة لما بعد الانتخابات تعطي أولوية لإيجاد الحلول والمعالجات للمشاكل الأمنية والاقتصادية وكذلك إعطاء أولوية أيضا لفهم أعمق وإدراك أشمل لجهة التحديات الخارجية المتزايدة حول مصر تحديدا والمنطقة العربية بصفة عامة. ومعنى ذلك ان لا يكتفي المرشح الفائز بما لديه من برنامج أو أفكار تبدو جديدة بذلك الجانب لأن الرؤى التي تتبلور حاليا توجب إرادة جماعية تأخذ بعين الاعتبار الكفاءات المهنية العالية في ظل فوز أي مرشح بالرئاسة في مصر يفترض فيه الاستعانة بمجلس أعلى يضم خبراء متخصصين في معالجة كافة التحديات بالنظر إلى اختلاف الظروف الموضوعية والذاتية للمرحلة لأن المهمة الأساسية لا تكمن في إجراء الانتخابات الرئاسية فحسب ولكن في نجاح تلك الانتخابات على صعيد القضايا العامة بما ينعكس بشكل ايجابي على أمن مصر واستقرارها وإنهاء كافة المشاكل من خلال إعادة بناء منظومة سياسية جديدة تكون عند مستوى مصر ومكانتها الكبيرة في السياستين الإقليمية والدولية.