الرئيسية - عربي ودولي - ميشال سليمان يغادر بعبدا تاركا لبنان من دون رئيس
ميشال سليمان يغادر بعبدا تاركا لبنان من دون رئيس
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دخلت لبنان بعد أن ودع أمس الرئيس السابق ميشال سليمان فترة ولايته وفشل البرلمان للمرة الخامسة التوافق في اختيار رئيس جديد خلفا للرئيس الأسبق المنتهية ولايته مرحلة جديدة من الفراغ الرئاسي تبقي الأبواب مفتوحة أمام تطورات جديدة من شأنها التأثير على استقرار وأمن لبنان. وغادر أمس الرئيس السابق ميشال سليمان قصر بعبدا تاركا لبنان من دون رئيس . وعلى غرار تسلمه للسلطة من سلفه الرئيس الأسبق اميل لحود الذي انتهت ولايته من دون ان يحسم البرلمان انتخاب رئيس من بعده ألقى ميشال سليمان خطابا بمناسبة توديعه للسلطة وبحضور شخصيات اجتماعيه وطيف لبناني واسع محذرا فيه من أن خطورة الأوضاع في لبنان في ظل استمرار الانقسام وعدم وجود رئيس قادم. ولم يشأ ميشال سليمان في خطابه الذي ألقاه أن يذكر اللبنانيين بالظروف الاستثنائية التي مر بها لبنان أثناء ولايته وكيف عمل بكل وسعه من اجل الحفاظ على وحدة لبنان وتماسكه. والمواقف البارزة التي قام بها أثناء فترة ولايته لاسيما التوصيات بشأن التعديلات الدستورية التي تقوي موقع رئيس الجمهورية ودعوة النواب لفتح عقد استثنائي والنأي عن التدخل في شؤون الجوار فضلا عن جوانب الالتزام بالشرعية الدولية واحترام الدستور والقوانين اللبنانية. مؤكدا على انه حرص خلال عهده على تغليب منطق الاعتدال والحوار بالتوازي مع المواقف السيادية داعيا اللبنانيين إلى الاستمرار في التمسك بالوحدة الوطنية. وقال “أستودع أمانتي لدى حكومة “المصلحة الوطنية” برئاسة سلام الذي أثق بحكمته” معلنا في ختام كلمته انه سيوقع مرسوم دعوة مجلس النواب إلى عقد استثنائي. يذكر أن سليمان هو الرئيس اللبناني الوحيد الذي لم يشهد مراسم التسلم والتسليم اذ لم يتسلم مهامه من سلفه لأن البلاد كانت دخلت في فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود من دون الاتفاق على رئيس مقبل. كما أن سليمان لن يسلم أي رئيس بعده لعدم الاتفاق على شخصية الرئيس المقبل. ومع مغادرة سليمان لسدة الحكم من دون حسم امر اختيار الرئيس ستدخل لبنان مرحلة أخرى من الاستقطاب السياسي بين الأحزاب والفصائل اللبنانية حول اختيار شخصية الرئيس القادم . وفشل مجلس النواب للمرة الخامسة في جلساته والتي كان آخرها يوم الخميس الماضي والتي كان يعول فيها (لكونها الفرصة الأخيرة) في الحصول على النصاب القانوني الذي يحدده الدستور اللبناني 65صوتا قبل إجراء التصويت وانتخاب رئيس قادم لمقاطعة كتلة 8 آذار حزب الله والأحزاب الموالية له لموقفها من الرئيس التوافقي. ووضع توديع سليمان لسدة الحكم من دون توصل النواب لاختيار رئيس خلفا له تساؤلات عن مستقبل لبنان خاصة في ظل الانقسام الحاد الذي تشهده الساحة اللبنانية بين الكتل السياسية حول عدد من الملفات والقضايا أبرزها الأزمة السورية بالاضافة إلى قضايا أخرى والتي من شأنها بحسب البعض من المراقبين أن تكون لها آثار سلبية على امن واستقرار بلد يعتبره المراقبون اكثر حساسية وتعقيدا بسبب تعدد طوائفه. كما أن العديد من اللبنانيين لم يخفوا مخاوفهم من استمرار عدم توافق الاحزاب السياسية في حسم اختيار رئيس خلال الأيام القادمة من شأنه ان يدخل لبنان في ازمة أكثر تعقيدا ويزيد من تأزيم الموقف خاصة وأن البلاد على اعتاب موسم جذب سياحي يمكن ان يتأثر بهذه الازمة والخناق السياسي .