* يتواصل الهدوء في الشارع المصري قبل يوم واحد من توجه المصريين الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد وسط معارضة عدد من التكتلات السياسية والدينية في البلاد. وبدأت ليلة الجمعة / السبت في مصر فترة الصمت الانتخابي التي تتوقف فيها الدعاية للمرشحين الرئاسيين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي.. وتستمر لمدة 48 ساعة وسيبدأ بعدها الناخبون غدا الاثنين وحتى مساء الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم في عملية انتخابية مغايرة وظروف استثنائية تمر بها الجمهورية المصرية. ودعا المرشحان عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي الناخبين الى النزول للتصويت, لإحداث التغيير ولبناء دولة مصر الجديدة. ونقلت صحيفة الاهرام عن وزير الدفاع السابق والمرشح الأوفر حظاٍ للفوز برئاسة مصر عبدالفتاح السيسي قوله: “إذا كنا جادين في التغيير ولدينا إرادة حقيقية لبناء المستقبل لنا ولأبنائنا فإن أولى هذه الخطوات النزول للتصويت لنثبت للعالم أننا عازمون على بناء الوطن من جديد” محذراِ من أن “التغيير لن يحدث ونحن جالسون في المنازل.” بدوره دعا صباحي “ضرورة خروج الجماهير للتصويت” مشيراٍ إلى أن “برنامجه سيحول مصر إلى دولة جديدة لا تسامح فيها مع الفساد والإرهاب.” هذا وانهت المنظمات الحقوقية والجمعيات الأهلية المصرية استعداداتها للانتخابات حيث قامت بتوزيع 26 ألف مراقب محلي على اللجان العامة والفرعية في 25 محافظة بالإضافة إلى 10 آلاف للمتابعة خارج اللجان وشكلت 82 غرفة عمليات رئيسية لمراقبة الانتخابات(حسب الاعلام المحلي المصري).

وتحرص القاهرة على انجاح الانتخابات الرئاسية من خلال حشد الجماهير للنزل للتصويت بما يضمن نقل البلاد الى مرحلة جديدة من الامن والاستقرار. وفي السياق حث الدكتور شوقي علام مفتي مصر الشعب المصري على المشاركة بقوة وإيجابية في الانتخابات الرئاسية مراعاة لمصلحة البلاد واستقرارها. وقال المفتي في كلمة تلفزيونية مسجلة: “مصر تناديكم فلبوا نداء الوطن بأمانة ومسؤولية” مؤكدٍا أن المشاركة في الانتخابات مسؤولية جسيمة تقع على المواطنين تجاه بلدهم ووطنهم لا ينبغي لهم تجاهلها أو إدارة ظهورهم لها. وطالب المصريين بأن يتكاتفوا ويتعاملوا بإيجابية مع هذه الاستحقاقات الانتخابية المهمة وأن يحكم كل مواطن ضميره ويختار من تتوافر فيه شروط القيادة والقدرة على إدارة شؤون البلاد والعباد والالتزام بما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات. وطالب المفتي جميع أطياف الشعب بالمشاركة البناءة كل في موقعه وعدم السماح لأي شخص أو كيان بتهديد الدولة أو النيل من أمنها واستقرارها. واختتم مفتي الجمهورية كلمته بأنه على يقين بأن المشهد المرتقب سيكون انطلاقة قوية لعودة الاستقرار لمصر. هذا وتأتي الانتخابات الرئاسية المصرية وسط مقاطعة عدد من التكتلات السياسية والدينية في البلاد. ودعا “التحالف الوطني لدعم الشرعية” المؤيد لجماعة الاخوان المسلمين في مصر انصاره الى تنظيم مظاهرات احتجاج تحت شعار “قاطع رئاسة الدم”. وذكر التحالف أن “الانقلاب سيظل انقلابا مهما صنع وزيف” في اشارة الى عزل الرئيس محمد مرسي وكذلك الانتخابات التي ستجرى يوم غدا لاختيار رئيس جديد لمصر من بين مرشحين اثنين هما عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المستقيل ورأس الحربة في الاطاحة بمرسي عقب احتجاجات شعبية حاشدة في يوليو الماضي وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي وعضو جبهة الانقاذ التي عارضت حكم مرسي( حسب البي بي سي). ويتوقع بان تخرج يوم غدُ احتجاجات واسعة للإخوان , وتشهد عادة مثل هذه الاحتجاجات والتظاهرات احتكاكات وصدامات بين الشرطة ومتظاهرين مشاركين ويسقط خلالها قتلى وجرحى. وكان التحالف وكذلك جماعة الإخوان أعلنوا مقاطعتهم خارطة الطريق المعلنة بعد عزل مرسي بما في ذلك الاستحقاقات الانتخابية اللاحقة وكان اولها استفتاء على دستور جديد في مطلع العام الحالي وكذلك انتخابات الرئاسة. من جانبها اعلنت الجبهة السلفية بمصر انها ملتزمة بفتاوى المقاطعة وسط دعواتها المواطنين لعدم الذهاب للجان.حسبما ذكرت صحيفة “اليوم السابع”. وذكر المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية خالد سعيد أن “التحالف مستمر في المظاهرات الاحتجاجية في الشوارع والميادين بالمحافظات مع الالتزام بالسلمية والبعد عن اللجان الانتخابية” كاشفاٍ أن التحالف يدرس ما سماه بـ”تطوير مهم فى الفعاليات”. هذا وبدأت السلطات المصرية اجراءات احترازية لمواجهة أي اعمال قد تفسد اجواء الانتخابات الرئاسية. وقامت السلطات المصرية بإخلاء عدد من المدن الجامعية تحسباٍ لأي أعمال شغب من جانب الطلاب الموالين لجماعة “الإخوان المسلمين” خلال فترة الانتخابات الرئاسية, وفق ما أكدت مصادر رسمية امس السبت حسب (CNN). وقرر المجلس الأعلى للجامعات “إعطاء كافة العاملين والطلاب إجازة لمدة أسبوع بسبب الانتخابات الرئاسية وتحسباٍ لأي شغب أو عنف خلال أيام الانتخابات وحتى لايستغل بعض الطلاب المدن الجامعية في انطلاق أي تظاهرات أو أعمال خارجة عن القيم والتقاليد الجامعية .” ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المشرف العام على المدن الجامعية بجامعة بنها جمال سوسة أنه “تم إخلاء المدن الجامعية من الطلاب بمختلف المناطق بشبرا الخيمة ومشتهر وكفر سعد وعددهم 2150 طالباٍ وطالبة”. وأضاف أنه “تم نشر دوريات من الأمن الإداري خارج وداخل المدن الجامعية وتمشيط جميع غرف الطلاب”بحسب ما أورد موقع “أخبار مصر” التابع للتلفزيون الرسمي. كما أعلنت إدارة جامعة المنصورة عن البدء في “إخلاء المدن الجامعية من الطلاب اعتباراٍ يوم امس السبت وحتى يوم الجمعة القادمة , حسبما اوردت فضائية “النيل” الإخبارية.