الرئيسية - السياسية - حزب يصر على وحدة الواحد والعشرين
حزب يصر على وحدة الواحد والعشرين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع / صقر الصنيدي – ” أخشى أن يكون التواضع في الكلمة التي القيتها يعني تواضعاٍ في الطموح ” شقت هذه العبارة طريقها من وسط الحاضرين تجاه المنصة حيث يجلس ثلاثة من سياسيي التنظيم الوحدوي الناصري وحتى لا تبدو انطباعاٍ غاضباٍ أضاف المتكلم ” عندما كنت تنزل إلى الحديدة قبل عقدين كان الناس ينتظرون تصوراٍ جديداٍ يوضح لهم خطة المستقبل ” . ” ما هو دور تنظيمنا ” كان هذا السؤال أهم ما أراد عشرات الحضور في ندوة خاصة اقيمت للاحتفاء بيوم الـ22 من مايو وكان المطلب واضحاٍ من كوادر حزب ظل يسعي ويرسم طريقا لوحدة اكبر ما زال يصر على أنها السبيل الوحيد للخروج من المشاكل التي تحيط بالوطن العربي . أوضح الرجل الذي عاش أهم مراحل وهج البلاد العربية أنه يعني بتواضع الطموح التراجع عن الحلم القديم الذي يدور حول اتحاد الدول العربية – فهل من المنطقي وبعد ظهور تصدعات جديدة في البيت العربي أن يبقى الحلم كما كان عليه حين كان رئيساٍ واحد يخطب في القاهرة فيظهر التأثر في إحدى أرياف اليمن شمالاٍ أو جنوباٍ¿ يقول محمد سيف ناجي وهو أحد المتمسكين بالوحدة الكبيرة: إن الوضع الطبيعي هو أن تكون الأمة متحدةº مستنداٍ إلى فكر عبدالناصر الوحدوي الذي سعى بكل طاقاته لتوحيد العرب وانطلق من مصر وسوريا وكانت تلك النواه لولى التآمر الخارجي حد وصف ناجي معتبرا أن انفصال تلك الوحدة لم يتم بموافقة ناصر بل إنه أراد أن يقاتل لأجل أحد منجزاته لولا أن الجيش الأول لم يذهب للقضاء على الانفصالين . ويضيف المحلل السياسي أن الوطن العربي قد تمزق بفعل الاستعمار البريطاني والفرنسي اللذين اقتسما المنطقة وتركاها هدفاٍ سهلاٍ للإمبريالية الامريكية التي لن تسمح بإقامة أي وحدة في أهم منطقة تتوسط العالم حيث ان هذه المنطقة كما نشاهد اليوم تمتلك موقعاٍ استراتيجياٍ خطيراٍ ولا يمكن أن يستقر العالم مالم تكن مستقرة فقد كانت مهبط رسالات السماء وهي ممر خطوط الطيران وأغنى المناطق بالنفط وحتى الطاقة البديلة الشمسية توجد فيها أكثر من أي بقعة أخرى وبالتالي أن اتحاد لها يشكل ضغطاٍ كبيراٍ . ويربط ناجي وحدة اليمن بالوحدة العربية فإذا بنينا وطننا مدنياٍ حديثاٍ نستطيع من خلاله أن ندعو إلى وحدة أكبر وليست هناك أي مشكلة تعترض هذه الوحدة , نحن نعتبر أن أي وحدة بين قطرين هو اقتراب من الوحدة القومية الكبرى . ومهما يذهب البعض إلى استبعاد مثل هذه الوحدة التي قد تلتصق لدى كثيرين بلفظة مستحيلة فإن الناصريين متمسكون بالمبدأ الذي يقوم عليه تنظيمهم وتنظيمات قومية أخرى شهدت ازدهاراٍ مطلع ستينات القرن الماضي ثم توارت عن الأهداف لتغدوا مهمومة بمشاكلها الداخلية وأحياناٍ بالانقسامات التي تعاني منها فكثير من الأحزاب القومية تحولت إلى السير في طريق الانشقاقات فكل حزب أصبح ثلاثة أو أربعة يكتفي بالقليل من الأعضاء والطموحات . ياسين عبدالرزاق يرى أن أفقنا لا يفترض أن يتوقف وأن توجهنا إن صدمه جدار بعض الدول الشقيقة فإن اليمن عبر تاريخه كان يستعيض بالتوجه جنوباٍ نحو القرن الافريقي واندمج معه ليشكل قوة أكبر . وهو ما لم يوافق عليه آخر قال إن اليمن لم يعش معزولاٍ واتجه إلى الساحة العربية مكوناٍ اتحادات في مجالات اقتصادية وتبادل منافع ما دفع عبدالرزاق للاستشهاد بممالك أقيمت في اليمن وذهبت إلى أفريقيا لتسجل حظورها وتمد حضارتها . لكن الوضع الحالي تواجهنا فيه تحديات كبرى لخصها ياسين بخمسة تحديات اقتصادية وطبيعية وسياسية ولم يعبر عن ارتياحه لذهاب اليمن إلى نظام الأقاليم في وضعها الحالي فقد يفضي الأمر إلى تفكيك للجسد الواحد خاصة في ظل ازدهار النعرات الطائفية والمذهبية وغياب الصوت القومي الجامع . جاء حديث الدكتور عبدالله الخولاني ليقترب أكثر من واقع الحزب ويطرح سؤالاٍ: ما هو دور التنظيم في مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد خاصة وأن هناك من يحرصون على أن لا تقام لنا دولة سوى كانت صغيرة أو كبيرة¿ ويذكر الخولاني بأن اليمن كان لها تطلع اوسع عقب ثورتي سبتمبر واكتوبر وأن ذلك التطلع تمت مواجهته بقسوة وتم الحد منه . ياسين الحمادي حث إلى التوقف عن جلد الذات وطلب أن يتم الانتقال إلى وحدة دراسات وأبحاث أي وحدة مقامة على أسس علمية وليست عاطفية, لكنه التفت أيضاٍ إلى الماضي الجميل حد وصفه . ثمة صوت أخذنا إلى وجه آخر للحديث وقال: إن الوحدة مشروع ثقافي وعلينا أن نعاملها على هذا النحو ومن لا يتعامل معها كمشروع ثقافي لا يقل خطراٍ عن اولئك الذين يتأمرون عليها . انضم إليه صوت آخر: الوحدة ليست فقط عاطفة إنها فكر صحيح إن الروابط تجمعنا لكن التاريخ وحده لا يحسمº مفيداٍ أن الأقاليم جيدة إذا كانت كنظام إداري يقلص من المركزية أما غير ذلك فلا تكن في خدمة الوحدة. ولم ينس أن يدافع عن مشروع عبدالناصر الوحدوي واصفاٍ إياه بأنه كان يتطور وقد ربط الوحدة بمصلحة الشعوب ودليل ذلك تأسيسه للاتحادات المتخصصة كالاتحاد العربي الزراعي وغيرها من التكتلات الاقتصادية . لقد كان حديث أحدهم مختالاٍ بطريقة مبالغة وهو يقول: إن الوحدة اليمنية خطت بنودها وقراراتها التنفيذية خطت بأقلام ناصرية وهو ما يجعل التنظيم معنياٍ بالحفاظ عليها قدر إمكانهº معتبراٍ أن الفيدرالية اتبعت في دول عديدة ونجحت ولدينا جاءت بداعي الحاجة إليها وللحفاظ على الوحدة . يبدو الزمن عاجزاٍ عن إقناع القوميين بالتراجع عن طموح خطة الحماس الذي أعقب خروج دول الاستعمار من أقطار عربية عدة – لا ينظرون إلى واقع الشتات الحاصل بل يتجهون بأعينهم إلى حلم كلما قدم نفخوا فيه من روحهم وجعلوه يعود وإن إلى الإعلام فقط وتمسكوا بوحدة الواحد والعشرين دولة لا تنازل عن أحدها كما تقول أهدافهم ورؤيتهم ومبادئهم .