الرئيسية - تحقيقات - “دراماتيكية العذاب” على إيقاع إطفاء الكهرباء
“دراماتيكية العذاب” على إيقاع إطفاء الكهرباء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الثورة / يحيى كرد – يخوض هذه الأيام طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية العامة والطلاب الجامعيون الامتحانات بمحافظة الحديدة  في ظل اوضاع مأساوية حقيقية يعيشها هؤلاء الطلاب والطالبات فرضتها عليهم الانقطاعات الكارثية وغير المسبوقة للتيار الكهربائي ولفترات طويلة في ظل موجة الحر والرطوبة الشديدة التي تجتاح المحافظة هذا العام وسط غياب وتجاهل الجهات المختصة في الدولة وكأن الأمر لا يعنيها . معاناة وآلام حقيقية يعانيها الطلبة .. هنا وهم يخوضون هذه الامتحانات النهائية والمصيرية والتي فقدوا معها التركيز وعدم الرغبة في المذاكرة  نتيجة تنقلهم من شارع الى آخر ومن رصيف الى آخر ومن حديقة إلى أخرى بحثا عن عمود كهرباء مضيئ يستذكرون تحته دروسهم استعدادا لدخول الامتحانات في قاعات امتحانية بدون كهرباء. صحيفة (الثورة) من خلال هذا التحقيق نقلت معاناة طلاب وطالبات الشهادتين الأساسية والثانوية والجامعيين الذين يخوضون الامتحانات الذين تحدثوا بأنفسهم عن حجم معاناتهم جراء جرعات الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي لعدة مرات يوميا ولفترات طويلة وتأثيرها على نفسياتهم ومعنوياتهم وتركيزهم أثناء الاستذكار لدروسهم. البداية مع  عيدروس  حسين البيضاني طالب بكلية الصيدلة مستوى ثالث الذي قال:  لا أستطيع مذاكرة دروسي التي أقوم بأداء امتحاناتها  نتيجة الانطفاءات الكهربائية المتكررة والطويلة التي  حولت حياتنا في محافظة الحديدة الى جحيم حقيقي وخاصة مع موجة الحر والرطوبة الشديدة التي تجتاح المحافظة  هذه الأيام فعندما تنطفئ الكهرباء  أكره الجلوس داخل البيت من شدة الحر والرطوبة وافقد الرغبة تماما في المذاكرة فأخرج من المنزل وأذهب الى اقرب حديقة وأجلس تحت أي شجرة للمذاكرة ولكن ملابسي تتبلل و تبتل معها الملازم التي أذاكر فيها من شدة التعرق نتيجة الرطوبة والحر فأفقد تركيزي ولا استطيع المذاكرة هذا طبعا إذا كان الانطفاء نهارا  أما إن كان انطفاء الكهرباء في الليل فأقوم بالانتقال من شارع الى آخر ومن رصيف الى آخر بحثا عن عمود كهربائي مضيئ أجلس تحته واستذكر دروسي. ويشير البيضاني الى بعض معاناته مع الكهرباء والحر خارج قاعة الامتحانات.. أما في قاعة الامتحانات فالمسألة حسب قوله أكثر سوءا :عندما تنطفئ الكهرباء أصاب بحالة نفسية وارتباك وهستيريا أفقد معها اعصابي وتركيزي وأنسى كل المعلومات التي اختزلتها أثناء المذاكرة البسيطة التي استذكرتها تحت كامبات الكهرباء الخاصة بجزر الشوارع وأرصفة المدينة والنتيجة اخرج من قاعة الامتحان وانا محبط غير واثق من إجاباتي على أسئلة الامتحانات. وطالب البيضاني كافة المسؤولين في التربية والكهرباء والمحافظة النظر الى المعاناة الحقيقية التي يعاني منها الطلاب وسكان محافظة الحديدة نتيجة الانطفاءات الكهربائية الطويلة ووضع الحلول لها حتى يستطيع الطلاب أداء امتحاناتهم بكل ثقة.     أفقد الرغبة في المذاكرة اما الطالب رسلي علي حسين احمد فقد وصف المعاناة التي يعاني منها بسبب انطفاءات الكهرباء لفترات طويلة بالصعبة والمحبطة وخاصة في ظل موجة الحر الشديدة بحسب حديثه وأضاف قائلا : أحاول جاهدا خوض الامتحانات رغم هذه المعاناة  الشديدة من الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي التي نغصت علينا حياتنا وأصبحنا غير قادرين على المذاكرة او النوم  في ظل موجة الحر والرطوبة الشديدة التي تجتاح المحافظة هذه الأيام . ويضيف رسلي ممتعضا : مع انطفاء الكهرباء أفقد الرغبة والتركيز في استذكار الدروس التي اخذتها والتي يصاحبها ضيق في التنفس  ورغبة في عدم الجلوس داخل المنزل للاستذكار الأمر الذي يجعلني أخرج من المنزل الى الحدائق العامة والشوارع المضاءة والجلوس بها محاولا  الاستذكار رغم الحالة النفسية التي أصاب بها نتيجة انطفاء التيار الكهربائي. وأكد رسلي على أن الوضع الذي يعاني منه الطلاب في محافظة الحديدة مأساوي للغاية ويتطلب من الحكومة تحمل مسؤوليتها بتوفير الكهرباء و حمايتها من المخربين والقبض عليهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها والتسبب في معاناة الناس خصوصا في المحافظات الحارة وخاصة الحديدة. نعاني من قلق وارهاق عبدالله شائف العودي طالب بكلية التجارة بجامعة الناصر الخاصة لم تختلف معاناته عن البيضاني ورسلي مع الكهرباء فهو يقول: أصابتنا الانطفاءات الكهربائية المتواصلة بقلق نفسي وارهاق وتوترات وخاصة عندما أكون منسجما مع مذاكرة الدروس فتنطفئ الكهرباء بصورة مفاجئة أكثر من مرة في اليوم الواحد اثناء ذلك أترك المذاكرة وانطلق للبحث عن هواء يخفف علي شدة الحرارة والرطوبة الشديدتين فأجبر على ترك المنزل وأذهب الى ساحل البحر للتخفيف من وطأة الحرارة الشديدة وأحاول المذاكرة بدون تركيز. ويشعر العودي بأن مستواه العلمي تراجع بشكل كبير جدا نتيجة معاناته مع الكهرباء وحرارة الصيف الشديدة التي فقد معها الاطمئنان النفسي والتركيز في مذاكرة المواد التي امتحنها.   ونتيجة لذلك حسب قوله فهو غير واثق من نجاحه فيها كونه غير متأكد من صحة إجاباته على الأسئلة نتيجة عدم إعطائها حقها بالمذاكرة والمراجعة بسبب الكهرباء وحرارة ورطوبة الجو واختفاء المشتقات النفطية التي تستخدم في تشغيل المولد للمذاكرة والنوم في حالة عدم وجود كهرباء.    (فوق الاحتمال) من جانبه قال الطالب أبو بكر عبدالله أحمد ثانوية عامة قسم علمي بأنه يخوض الامتحانات وهو في حالة نفسية صعبة جدا نتيجة عدم قدرته على المذاكرة بتركيز والنوم براحة من منغصات الانطفاءات الكهربائية التي أصبحت غير معقولة ولا تطاق وخاصة في محافظة الحديدة التي تكون حرارة الصيف فيها عالية جدا. وطالب أبو بكر بوضع حد للانطفاءات الكهربائية وتوفير الطاقة الكهربائية الكافية للبلاد وإنهاء معاناة الطلاب على وجه الخصوص والشعب اليمني عامة مع الكهرباء التي لازمتهم منذ أكثر من عقدين من الزمن وأصبحت فوق الاحتمال. استغراب ودهشة زكريا أبكر سنة أولى بكلية الشريعة التقيته تحت شجرة بحديقة الشعب يذاكر دروسه تحدث بمرارة: مشكلة الكهرباء في بلادنا أصبحت مثيرة للاستغراب والدهشة في نفس الوقت لعدم وضع حلول ومعالجات جذرية لمسلسل “طفي لصي” والظاهر حكوماتنا المتعاقبة لم تدرك بعد أهمية الكهرباء لطلاب المدارس والجامعات في التحصيل العلمي والحركة الاقتصادية والاستثمار كونها من اساسيات الحياة. وأشار أبكر الى أنه استخدم الشمع والفوانيس والكشافات اليدوية والهاتف وإنارات جزر الشوارع وكل ما هو متاح للمذاكرة ولم ينجح في استذكار دروسه التي يخوض الامتحانات فيها بالشكل المطلوب بسبب طفي لصي وحرارة الجو والرطوبة العالية التي تفقد الرغبة في المذاكرة والنوم وحتى الجلوس في المنزل.       تحت اعمدة الكهرباء مؤيد محمد الحمادي طالب ثانوية علمي يقول : بدل الجلوس في المنزل والمذاكرة ودخول الامتحانات بمعنويات عالية وصفاء ذهن اقوم انا وزملائي بالانتقال من حديقة الى أخرى ومن رصيف الى اخر بحثا عن انارة تحت عمود كهربائي للمذاكرة بمعنويات صفر وبدون أي تركيز او رغبة   وذلك بهدف النجاح فقط وليس التفوق والحصول على درجات عالية فهذا هو حال الطلاب بمحافظة الحديدة مع الكهرباء وحرارة الجو العالية. هذا ملخص معاناة الحمادي مع الكهرباء في المنازل اما في قاعة الامتحانات فيقول: ندخلها ونحن مرتبكون مشوشو الذهن غير واثقين من المعلومات والذي يزيد الطين بلة عندما تنطفيء الكهرباء ونحن داخل قاعة الامتحان فنصاب بحالة نفسية شديدة لا نستطيع التفكير أو التركيز وتتبلل ملابسنا من التعرق ونبذل كل جهودنا كي لا يصل العرق الى دفاتر الإجابات ونخرج من القاعة محبطين غير واثقين من نجاحنا.    كثيرة ومؤلمة أماني يحيى محمد طالبة ثانوية عامة تقول معاناتي مع انطفاءات الكهرباء المتكررة كطالبة تخوض الاختبارات النهائية كثيرة ومؤلمة جدا فعندما تنطفئ الكهرباء أصاب بهستيريا وأفقد اعصابي وأصبح غير قادرة على الجلوس داخل المنزل وأكره حياتي والمذاكرة  نتيجة  حرارة الجو ورطوبته الشديدة التي تجتاح محافظة الحديدة هذه الأيام وتبتل ملابسي من التعرق الشديد الذي يطال كتبي ودفاتري إذا حاولت المذاكرة اثناء انطفاء التيار الكهربائي . وزادت بالقول: كفتاة لا أستطيع الخروج  مثل اخواني  من المنزل للبحث عن إنارة أو إضاءة في الشارع أو الرصيف أو الحديقة للمذاكرة تحتها لهذا أجلس داخل المنزل وادعو الله سبحانه وتعالى بأن يضر كل من تسبب لنا بهذه المعاناة مع الكهرباء التي نغصت علينا حياتنا في ظل هذا الجو الشديد الحرارة. وتساءلت أماني في إطار حديثها : الى متى سنظل نتجرع الانقطاعات الكهربائية التي أصبحت كجرعات ملزمة علينا ولا بد أن نتقبلها صباحا ومساء وفجرا وعصرا ¿والى متى ستظل بلادنا متخلفة ومتأخرة في كل شيء في الكهرباء والمياه والمجاري والتعليم والصحة وفي كل شيء. معاناة يرثى لها مدير عام مكتب التربية والتعليم ورئيس اللجنة الفرعية للامتحانات بمحافظة الحديدة الدكتور علي بهلول يقول المعاناة التي يعانيها الطلاب الذين يؤدون الامتحانات بمحافظة الحديدة لا تستطيع ابلغ العبارات وأقواها أن تفيها حقها سردا او بيانا ووصفا لأن تأثيرها لم يعد يقتصر على عدم القدرة على الاستذكار والتركيز ومستوى التحصيل في ظل هذه الأوضاع المأساوية للانطفاءات الكهربائية التي امتدت الى الأداء في الامتحان نتيجة حرارة ورطوبة الجو الشديدة وتتضاعف هذه المعاناة عند انقطاع التيار الكهربائي في قاعة الامتحان التي تجعل حتى الطالب المذاكر في حالة يرثى لها مشتت الذهن والانتباه غير قادر على التركيز فيكون مشغول بتجفيف العرق وخائفا من وصول العرق الى الدفتر وضياع مجهوده خصوصا اذا ماكان يكتب بقلم سائل. ويلفت بهلول بأن الكارثة تكون أعظم في حالة إذا كان الطالب أو الطالبة مصابا بأحد الأمراض المعاصرة كالسكري أو الضغط الأمر الذي يؤثر على أداء الطالب ومستوى إجابته وبالتالي تدني معدل النجاح وارتفاع معدلات الرسوب وانخفاض معدلات النجاح للطلاب.  وطالب بهلول..بحزمة حلول عاجلة لتجاوز هذه المشكلة التي تعصف بمستويات الطلبة وتصيبهم بخيبة أمل من المستقبل.