الرئيسية - عربي ودولي - لغز داعش!!
لغز داعش!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

[email protected]

تواجه بلاد الرافدين تحديات داخلية وخارجية تدفع نحو الزج بها في صراعات أوسع واشمل مما هي عليه الآن على خلفية القتال الجاري بين الجيش العراقي وما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ليفتك في عضد العراق ويقطع أوصاله.. فهل صار قدر هذا البلد الذي عانى على مر التاريخ من النكبات والويلات بدءا من سقوط بغداد على أيدي التتار وحتى الغزو الانجلو أميركي عام 2002م أن لا يهنئ بالأمن والاستقرار¿. وقسرا شدني التاريخ إلى أروقته ليزيدنا ألما بواقعنا العربي المزري .. دواعش العراق ليسوا نبتة عراقية أو سورية خالصة وليسوا جريمة العراق وحده وجميع العرب يعرفون ذلك هؤلاء بالتحديد هم صنيعة حقب زمنية من العمل السياسي الصبياني ونتاج استخفاف بعضنا ببعض . العرب السنة إن كانوا اليوم قد وفروا البيئة الحاضنة لأولئك فلأنهم أصحاب قضية أوصدت في وجوههم كل الأبواب السلمية وإن كانوا هم من قام بالأحداث الأخيرة فإن عليهم أن يتبرأوا من جرائم (الدواعش) لأن أفعالهم المنكرة ستسلبهم التعاطف الدولي وتهضم حقهم الشرعي .. يجب عليهم أن يصنعوا بمساعدة إخوانهم العرب فاصلا بين فعلهم الثوري وأفعال الدواعش الإجرامية. الحالة العراقية التي يتبرم منها إخواننا العرب بسبب علاقتهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليسوا هم وحدهم المسؤولين عنها, لأن الأنظمة العربية هي من كانت لها اليد الطولى في دفعهم باتجاه إيران, وحشرهم في المعادلة الإيرانية كونهم أحد أسباب هذه المعاناة ولأنهم اقفلوا أمامهم كل منافذ التواصل عقب الغزو الأميركي فكانت إيران هي المستفيد الوحيد من هذا الحشر غير المبرر. كما أن المجتمع الدولي يتحمل جانبا كبيرا من معاناتهم لأنه من سلم هذا البلد وهي على هذه الحالة من التفكك والارتخاء الذي عمق الشقاق بين أبنائه وزرع العداوة بفعل سياساته التي قال أنها تأسيس للنموذج الديمقراطي في المنطقة دون أن يولي الاعتبارات الواقعية أية أهمية.. وبالتالي فإن المجتمع الدولي هو شريك أساسي في الذنب لأنه وبفعل الديمقراطية (العرجاء) التي لم تراع الخصوصية والتركيبة المجتمعية والثقافة السائدة لهذا البلد كانت النتيجة فقدان الأمن والاستقرار ومفهوم الدولة والمواطنة وتذبذب الهوية بين من يخدم مصلحة الحاكم ومن ورائه وبين انتمائها الطبيعي, فأصبح البلد العريق بحضارته وتاريخه نهبا للتدخلات الخارجية الإقليمية والدولية, نتيجة تعرض هويته العربية للاستنزاف . بلاد الرافدين اليوم تعود للواجهة من جديد على المستوى العالمي لأهميتها ولثقلها الإقليمي ونستطيع أن ندرك هذه الأهمية في الخطاب السياسي للقادة العرب الذين يصرخون ويحذرون من تفاقم الأوضاع فيها.. كثيرون هم أصحاب الرأي والساسة الذين نبهوا بخطورة الدفع بالعراق إلى الحجر الإيراني بسبب استمرار المقاطعة ونهج العداء والريبة الذي اتبع من قبل الحكومات التي أعقبت سقوط بغداد بيد الأميركان وحلفائهم .. بل أنهم نادوا بوجوب فتح أبواب الأنظمة العربية ومد يد العون لهم كي يشعروا بالانتماء العربي وكي لا يحشروا في الزاوية الإيرانية ولكن أحدا لم يستجب لتلك النداءات, وها نحن اليوم نغمض أعيننا من جديد وبدلا من الاعتراف بخطأ النهج الذي اتبعناه نسعى لتكريسه مجددا. إنها فرصة ثمينة فلا يجب أن يتكرر الخطأ.. وينبغي مد يد العون للعراقيين ومساعدتهم في الوصول إلى حلول للمشاكل التي يعانون منها فتكلفة الصلح بخسة مقارنة بكلفة الفتنة.