إصابة مواطن برصاص قناص من مليشيات الحوثي غرب تعز
السعودية تفوز برئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني
امير قطر يبحث مع الرئيس الروسي العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في غزة
مؤتمر دولي يناقش تعزيز وتطوير قدرات خفر السواحل اليمنية
الإرياني: اختطاف مليشيا الحوثي للتربوي أحمد النونو يؤكد أن لا أحد في مناطق سيطرتها بمأمن
لقاء في عدن يناقش تأمين مقرات المنظمات الأممية
وزير الصحة يلتقي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان
البنك المركزي اليمني يوقف تراخيص خمس شركات صرافة مخالفة
اليمن تترأس الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لبحث سياسة مواجهة جرائم الاحتلال الاسرائيلي
هيئة المساحة الجيولوجية تشارك في مجموعات التنسيق لمنتدى معادن المستقبل
![](images/b_print.png)
عباس غالب – منذ عقود كانت ــ ولا تزال ــ مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الغرب تحديدا , تقدم افكارا ورؤى عن تقسيم المنطقة العربية وتفتيت الدول داخلها إلى ((كانتونات)) طائفية وجزر متناثرة تعبر كل واحدة منها عن مرجعياتها المذهبية والجهوية داخل مكونات الديانة الواحدة .
لقد رأينا في الفترة الاخيرة – وفي عدد غير قليل من الدول العربية – فرزا مذهبيا واضحا بين الشيعة والسنة , بل ووصلت حدة هذه التباينات جلية في تلك الصدامات العسكرية المؤسفة والتي لا تزال ماثلة في سوريا ولبنان و العراق بكل ما تحمله من مخاطر حقيقية على مستقبل دول هذه المنطقة خاصة بعد التداعيات الخطيرة التي تشهدها تلك البلدان .
وإذا ما توقفنا قليلا عند بعض الآراء الأميركية والغربية حيال تنامي هذه الاشكالية القائمة , فإن الرئيس الأميركي باراك اوباما ــ منذ اسابيع ــ يقدم رؤية بانوراميه لما يمكن ان يكون عليه حال هذه المنطقة خلال الفترة القليلة القادمة( تحديدا العراق وسوريا ) حيث يؤكد الرئيس الأميركي ان الصراع المسلح سيستمر لعقود طويلة بين مكونات هذه المجتمعات .. ومن ثم يصار إلى تقسيم العراق ــ على سبيل المثال ــ جغرافيا بين مكونات الشيعة والسنة والاكراد .. وما ينطبق على العراق , كذلك هو الحال بالنسبة لسوريا التي كثر الحديث مؤخرا عن تقسيمها الى دولتين علوية وسنية كمخرج سلمي للحرب الدائرة منذ قرابة اربعة اعوام .
وفي الوقت الذي يتسلل فيه احياء مثل هذه المشاريع الخطيرة على استقرار المنطقة وتبديد ثرواتها القومية وتفتيت وحدة نسيج مكوناتها , وذلك لأن المعنيين لا يعيرونها أدنى اهتمام , بل ويمضون في تغذية حالة الانقسام وتهيئة الارضية الملائمة امام تنامي الصراعات المذهبية والطائفية والاحتراب الاهلي دون ادراك واع لمآلات استمرار هذا الصراع على مستقبل الامة .. وتحديدا الدول الخليجية التي تقع وسط بؤرة هذا النزاع واكثر عرضة لنتائج وخطورة خارطة التقسيم .
ومما يعزز الاعتقاد بإمكانيات تنفيد مشاريع التقسيم هذه , استفحال الاختلاف بين المذاهب , فضلا عن المحاولات الدؤوبة من قبل الاطراف جميعها لفرض قناعاتها الفكرية واجنداتها السياسية بمعزل عن المصالحة الوطنية والتعايش الاجتماعي واتكاء بعضها على المرجعيات الاقليمية الطائفية التي لا تدخر وسعا في توسيع وترسيخ حدة تلك التباينات داخل الصف العربي بهدف توسيع مناطق نفوذها وفقا لمنظور استراتيجي بعيد المدى .
وإذا كان واقع الحال – راهنا – يدعو إلى القلق على مستقبل الأمة ووحدة كيانها تبعا لمخاطر مشاريع تقسيم دولها فإن الأمر لا يدعو – بالضرورة- إلى السخط على الآخرين .. وانما يتطلب توجيه اللوم والعتاب للنخب السياسية العربية التي لا تزال تراهن على تغليب منطق الاحتكام إلى قوة السلاح عوضا عن اللجوء إلى لغة الحوار فضلا عن ضرورة التحلي بالشجاعة لمعالجة اشكاليات التنمية والمشاركة الوطنية وكفالة حقوق الاقليات والتوزيع العادل للثورة وبما يتماشى مع قيم العصر ومتغيراته.