الرئيسية - عربي ودولي - داعش .. الأبعاد والمخاطر
داعش .. الأبعاد والمخاطر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يرى بعض متابعين لما يشهده العراق حاليا من اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي وما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). في طلب رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من الولايات المتحدة الدعم والمساعدة الأمنية والعسكرية لمواجهة التنظيم تكتيكا سياسيا يظهر بشكل أو بآخر وجود علاقة محتملة للقوى الغربية مع ذلك التنظيم وما يعزز ذلك الاحتمال هو أن الإدارة الأميركية استجابت لطلب المالكي بشكل جزئي. حيث ارسلت واشنطن ما يقارب 300 جندي أوضحت أن مهمتهم حماية السفارة الأميركية في بغداد وكان سبق لها أن ارسلت عام 2002م حوالي 150 ألف جندي وذلك لإسقاط النظام السابق وهو ما يظهر أن ما يتناقله الاعلام الدولي عن قوة داعش وانها باتت تثير مخاوف الشرق والغرب حول مصير العراق يتناقض مع حجم الجنود الذين تم ارسالهم سابقا من قبل واشنطن لاجتياح العراق. يأتي هذا في ظل اتساع وتنامي مراكز الابحاث والدراسات الغربية وخصوصا في لندن وواشنطن واهتمامها بذلك التنظيم ناهيك عن إعلان وزير الخارجية البريطاني إعادة فتح سفارة بلاده بطهران تحت دوافع وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة تنظيم داعش الذي سبق وأن اعلن عن وجوده في ابريل 2012م عبر قناة الجزيرة وفقا لكلمة صوتية لأحد زعمائه بثتها القناة. أي أنه تنظيم حديث النشأة والتكوين وإن كان بحسب تلك الدراسات نتاجا طبيعيا لتنظيم القاعدة الذي سبق وأن تأسس في افغانستان وصار يقاتل داخل سوريا بقوة جرى تقديرها بحوالي 5000 مقاتل ولا يختلف الحال عن تواجده بنفس تلك النسبة في العراق وان كان بالتأكيد يحظى ببعض مؤيدين من زعماء العشائر وكذلك في سوريا ومع انه توحد مع جبهة النصرة ثم انشق عنها ودخل الطرفان بعدها في قتال حيث تأخذ عليه جبهة النصرة أنه متشدد وأنه يعطي أولوية لقتال المسلمين خلافا كما يطرح عنه طبقا لأبحاث عديدة لتنظيم القاعدة وفي كلتا الحالتين فإن القوى الغربية ليست بمعزل عن تفريخ مثل تلك التنظيمات بحسب ما يراه الكثير من المتابعين وأن الهدف من ذلك هو تشويه الدين الإسلامي وتقديمه على أساس أنه دين يحض على العنف والإرهاب عوضا عن جملة أهداف تسعى تلك القوى من خلال تلك التنظيمات إلى تنفيذها في الواقع ولعل أبرزها إشعال حرب طائفية في العراق خاصة وأن ذلك التنظيم يقدم نفسه وفقا لمرجعية سنية كما يطرح في أدبياته ووثائقه انطلاقا من عقيدة جهادية بين العراقيين مع بعضهم البعض خصوصا وهو يحظى بدعم وتأييد من قبل بعض دول الجوار للعراق وكذلك علاقته غير المعلنة مع القوى الدولية لا سيما في المرحلة الراهنة. الأمر الذي يجري تقديمه طبقا لاستراتيجيات ترجع بالتأكيد إلى دوائر غربية تستهدف من خلالها كما أوضحنا الزج بالعراق وبلاد الشام عموما في أتون حرب طائفية لدواع ومبررات الهدف المحدد منها خدمة المصالح الأجنبية والتأثير السلبي على الأوضاع الجارية لتكريس مزيد من الصراعات القائمة وبالذات في منطقة الشرق الأوسط والعمق الاستراتيجي لها والمتمثل ببلاد الشام. ولعل ما يعزز ذلك أن الكيان الصهيوني وهو محور التأثير في النشاط السياسي والاقتصادي لا سيما في العراق وسوريا كونه يحتل فلسطين بوصفها جزءا حيويا ومهما في بلاد الشام وتقع ضمن ذلك النسيج الجغرافي تعتبر بمعزل تام عن اطروحات داعش وهو ما يثير جملة من الاستفسارات حول العلاقة القائمة أكانت سرية أو علنية لجهة الغرب تحديدا في دعم وتمويل ذلك التنظيم ما دام والكيان الصهيوني ليس من أهدافه الاستراتيجية طبقا لما يراه أولئك المراقبون.