الرئيسية - عربي ودولي - علاقات مصر الخارجية
علاقات مصر الخارجية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ارتبط اسم مصر بالقارة الأفريقية كونها جزءا لا يتجزأ من النسيج الأفريقي لمراحل تاريخية طويلة قادت جمهورية مصر العربية خصوصا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر القارة السمراء من خلال تأسيس العديد من الروابط والتكتلات والتي كان أبرزها المنظمة الأفريقية التي ساهمت القاهرة في تأسيسيها عام 1963م وبالتالي لم تغب مصر عن أفريقيا بقدر ما كانت ولا زالت وستظل الاسم الحركي للقارة السمراء لöم لا والقاهرة هي من قاد أفريقيا في أشد لحظات الحرب الباردة التي كانت تجري بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي. استطاعت مصر خلال تلك الفترة أن تستنهض القوى الكامنة فكانت عاملا مهما في إنجاح مؤتمر باندونج الذي قاده عبدالناصر في الخميسنيات ونكرومة وسكروني ثم ساهمت القاهرة في إحياء الروح الثورية لحركات التحرر ضد القوى الاستعمارية لا سيما في القارة الأفريقية التي جعلت منها قطب التوازن الفاعل في كتلة عدم الانحياز ولذلك كانت مصر جزءا من الأحداث والتطورات التي جرت داخل القارة ولم تغب عن تلك الأحداث حتى تعود لها مرة أخرى بقدر ما حصل باعتراف القيادة السياسية المصرية نوعا من الجمود والرتابة. في ظل إنشاء الاتحاد الأفريقي كانت مصر عضوا فاعلا فيه لتظهر مجددا وبشكل أقوى مما كانت عليه في القمة الأفريقية التي عقدت مؤخرا في العاصمة الموريتانية نواكشط وسط ظروف وتحديات سياسية واقتصادية تواجه القارة ناهيك عن مشاكل عديدة توجب رفع مستوى التضامن بين دول تلك القارة وكذلك رفع مستوى التنسيق لكي تكون كتلة واحدة في مواجهة التحديات المحيطة بها. وهو ما نبهت إليه كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الأخيرة داعيا إلى المزيد من المساندة بين الأفارقة مشيرا إلى أن مصر لم تكن بمعزل حتى تعود إلى أفريقيا ولكنها جزء حيوي وفاعل وظلت على الدوام لصيقة بالأحداث طيلة فترة ثوة 23 يوليو الناصرية أعطت تلك الثورة أولوية واهتماما بالغا بالقارة السمراء وجعلت من الدائرة الأفريقية إحدى أهم أهداف التحرر لثورة يوليو المجيدة وأكد السيسي أن ثورة 30 يونيو جنبت مصر الانزلاق في حرب أهلية وأنها أسفرت عن فتح خارطة طريق كان أبرزها إجراء الانتخابات الرئاسية وأخرجت البلاد من أزمتها الراهنة بحسب تعبير الرئيس المصري في القمة الأفريقية. الأمر الذي يظهر العلاقة الجدلية بين مصر وأفريقيا تاريخا عميقا من الارتباط والتواصل تأسست بموجب معطيات التفاهم ضمن ما يمكن وصفه بكيمياء الذات المشتركة بين القاهرة ودول القارة السمراء فالعلاقات الاستراتيجية شكلت أحد أهم المحاور القائمة ليست في السياسة الإقليمية فحسب ولكن على مستوى السياسة الدولية كانت ولا زالت وستظل أفريقيا رقما مهما وفاعلا في تلك السياسة. وإن كان بالتأكيد لدى القوى الاستعمارية حسابات وتقديرات مختلفة تبدو أبرزها بالمرحلة الراهنة كما في مراحل سابقة تغييب دورها لكي يتسنى لتلك القوى الاستعمارية الانفراد بالقارة الأفريقية بما تمتلكه من مقدرات وإمكانيات وثروات تستطيع من خلالها حل ما تعانيه من مشاكل مثل الجوع والفقر والبطالة لأن مقوماتها تجعلها قادرة على تجاوز مشكلاتها الآنية والاستراتيجية شرط رفع عملية التضامن بين دول القارة وبناء سياسة جديدة تعطي الأولوية للمصالح المشتركة. وذلك من خلال إعادة النظر في الوحدة الأفريقية وكذلك الاتحاد والشروع في تفكير جديد نحو أفريقيا كمنظومة تاريخية وجغرافية لا يمكن تجزئتها في المسميات السياسية ما لم يكن الهدف الاستراتيجي إنقاذها من المشاكل التي تعاني منها والحد من تنامي القوى الاستعمارية التي تتدخل من وقت لآخر في شؤونها وما نتج عن ضعف تأثيرها بسبب الأجندة الخارجية التي تعمل على تغييب دورها.