الرئيسية - عربي ودولي - مفاوضات النووي الإيراني تدخل الفرصة الأخيرة رغم الخلافات
مفاوضات النووي الإيراني تدخل الفرصة الأخيرة رغم الخلافات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دخلت المفاوضات بين طهران والدول الكبرى حول الملف النووي الإيراني أمس في فيينا مرحلة أخيرة مكثفة قد تمتد حتى الـ20 من الشهر الجاري وهو موعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق نهائي. حيث تسعى الدول الكبرى إلى اتفاق سيكون في حال التوصل إليه أحد أكبر الأنجازات الدبلوماسية فيما يخص تحجيم الرؤؤس النووية في المنطقة بداية القرن 21 والذي قد يضع قيودا على البرنامج النووي الإيراني لضمان طبيعته السلمية. وسيوجد مثل هذا الاتفاق الظروف الملائمة لتطبيع العلاقات بين الغربيين والجمهورية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه مخاطر انفجار أكثر من أي وقت مضى مع استمرار النزاع في المنطقة . أما في حال فشل المفاوضات فذلك سيعيد الطرفين إلى خانة المواجهة مما سيولد منطقة اضطرابات جديدة في المنطقة وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع أنه “في هذا العالم المضطرب لا تسنح الفرصة دوما للتوصل بالطرق السلمية إلى اتفاق يستجيب للحاجات الأساسية التي عبر عنها جميع الأطراف علنا يجعل العالم أكثر أمانا يهدئ التوترات الإقليمية ويتيح ازدهارا أكبر”. وكتب كيري في صحيفة واشنطن بوست “لدينا مثل هذه الفرصة ومن الممكن تحقيق انجاز تاريخي. أنها مسألة أرادة سياسية واثبات النوايا وليست مسالة قدرة. أنها مسألة خيارات. دعونا جميعا نقوم بخيارات حكيمة”وتحدث كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن إمكانية التوصل إلى اتفاق “تاريخي”. وسبق أن ألتقت دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) وإيران خمس مرات في فيينا سعيا للتوصل إلى اتفاق بحلول يوم 20 من يوليو الجاري موعد انتهاء اتفاق مرحلي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي بجنيف. إلا أن الخلافات في وجهات النظر لا تزال كبيرة إذ تطالب الدول الست الكبرى طهران بالحد بشكل كبير من أنشطتها النووية بحيث يصبح من المستحيل عليها حيازة سلاح نووي وهو ما تنفي إيران باستمرار سعيها إليه. وهذه الشروط المطلوبة من إيران تشمل الحد من قدراتها على تخصيب اليورانيوم. غير أن الجمهورية الإسلامية غير مستعدة من جانبها للتخلي عن هذه الأنشطة التي تشكل موضع اعتزاز وطني حتى لو أن الدول الست والأمم المتحدة مستعدة لقاء ذلك لرفع العقوبات التي تخنق اقتصادها. وباشر الطرفان في جولة المفاوضات الأخيرة بين 16 و20 يونيو صياغة الاتفاق النهائي غير أن المفاوضات حول النقاط الشائكة من الملف مثل عدد اجهزة الطرد المركزي ووتيرة رفع العقوبات ارجئت إلى وقت لاحق. وحذر ظريف في مقالة نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية بأن الجمهورية الإسلامية “ليس لديها ما تخفيه” في برنامجها النووي “لكننا لن نساوم على تقدمنا التكنولوجي”. واستعرض ظريف في المقالة تاريخ هذا الملف الذي يسم علاقات إيران الدولية منذ عشر سنوات فذكر بشكل مفصل بالجهود التي وافقت إيران على بذلها لجعل أنشطتها شفافة مؤكدا مرة جديدة أن بلاده لا تريد حيازة القنبلة النووية سواء لأسباب “اخلاقية” أو “دينية” أو “استراتيجية”. وسعى اخيرا ليثبت أن العقوبات المفروضة على إيران لم تمنعها من مواصلة برنامج نووي مدني محذرا الدول الكبرى من “التوهم” بإمكانية تخلي إيران عن هذا البرنامج. ويمكن نظريا تمديد مهلة التفاوض بالأتفاق المتبادل لمدة أقصاها ستة أشهر ويرى بعض المحللين أن هذا التمديد هو موضع نقاش حاليا. وكان كيري أكد الثلاثاء أن “الولايات المتحدة وشركاءها لن تقبل باي تمديد أن كان الهدف اطالة أمد المفاوضات”.