الرئيسية - عربي ودولي - شبح المجاعة يهدد أكثر من 7 ملايين في جنوب السودان
شبح المجاعة يهدد أكثر من 7 ملايين في جنوب السودان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يتهدد سكان دولة جنوب السودان المجاعة القاتلة جراء نقص الغذاء, وكذا انتشار ” الأوبئة” الامراض السارية المرعبة وسط تحذيرات لمنظمات دولية بأهمية احتواء الوضع الانساني المتفاقم في هذا البلد الذي يعاني من النزاعات العرقية واستمرار اعمال العنف المسلح. وحذر مسؤول في الأمم المتحدة في مايو الماضي من أن نحو 7.3 مليون شخص في جنوب السودان قد يتعرضون للمجاعة بحلول شهر أغسطس المقبل. وكررت منظمات إغاثية تعمل في جنوب السودان التحذير من أن 4 ملايين شخص معرضون للمجاعة خلال الأشهر المقبلة بسبب نقص الغذاء وشح التبرعات. وذكرت منظمات خيرية بريطانية إن الكميات الضئيلة من الغذاء ستنضب في شهر أغسطس القادم و إن التبرعات التي جمعتها للجانب الانساني في جنوب السودان لا تكفي لتنظيم حملة لطلب المساعدة. واكدت لجنة الطوارئ البريطانية للكوارث التي ترعى 13 منظمة غير حكومية “إن استمرار النزاع في جنوب السودان وعدم وصول المساعدات بحلول شهر أغسطس القادم سيؤدي ببعض مناطق السودان إلى المجاعة.. منبهة إلى أن الخبراء التي استعانت بهم لتقييم الوضع في جنوب السودان سبق لهم أن توقعوا الأزمة الغذائية في شرق أفريقيا عام 2011 الذي أدى إلى أول مجاعة في القرن 21 في الصومال”. وأوضحت اللجنة أنها بحاجة إلى 113 مليون دولار لتوفير الغذاء في جنوب السودان ولكنها لم تتلق إلا 56 مليون دولار. وتنبأت دراسة علمية أجريت في شهر مايو من قبل وكالات حكومية وخبراء في الأمن الغذائي بأن 3.9 مليون شخص أو ثلث سكان جنوب السودان ربما يواجهون “أزمة” أو مستويات “طارئة” من انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية أغسطس القادم ارتفاعا من 1.6 مليون شخص في العام السابق. وتمثل حالة الأزمة والطوارئ المستويين 3 و4 على مقياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المستخدم على نطاق واسع. ويصنف المستوى خمسة هو “المجاعة” التي يعرفها التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بأنها “الصعوبة المطلقة في حصول شعب بأكمله أو مجموعة فرعية من السكان على المواد الغذائية التي من المحتمل أن تتسبب في الموت على المدى القصير”.وفقا للتصنيف العالمي. ويتطلب إعلان المجاعة أن تتحقق العديد من الشروط لاسيما معدل وفيات خام يبلغ 2 لكل 10 آلاف شخص يوميا ومعدل سوء تغذية حاد عام أعلى من 30 %, وهو ما يتوفر شبه كلي حاليا في جنوب السودان.(حسب مراقبين) وبالإضافة إلى شبح المجاعة يواجه سكان جنوب السودان مشكلة تفشي الكوليرا وفقا لمنظمة أوكسفام الخيرية البريطانية. وكانت تعهدت الدول المانحة في منتصف مايو الماضي في مؤتمر استضافته أوسلو لجمع التبرعات الانسانية لجنوب السودان بمنح جنوب السودان مساعدة قيمتها 600 مليون دولار لمواجهة المجاعة التي تهدد سكان البلاد. وتعهدت حينها حكومة النرويج بدفع 63 مليون دولار للمساعدة على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في جنوب السودان وسط توقعات بتفاقم الصراع خلال الأشهر المقبلة. وتعد النرويج من المانحين الغربيين الرئيسيين لجنوب السودان إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا. وزادت الأمم المتحدة من الأموال المطلوب جمعها للمساعدات الإنسانية لأحدث دولة في العالم من 1.3 بليون دولار إلى 1.8 بليون دولار ولم يقدم المانحون منها حتى الآن سوى 590 مليون دولار. وشهدت جنوب السودان مؤخرا اضطرابات واسعة بعدما أعلن رئيس البلاد سيلفاكير ميارديت أن نائبه السابق مشار “تورط في مؤامرة انقلابية ضد حكمه” قبل أشهر لكن مشار نفى الاتهامات الموجهة إليه. وعقبها اتهمت الأمم المتحدة الطرفين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومنها القتل الجماعي وحذرت من أنها قد تفرض عقوبات على الأشخاص المسؤولين عن العنف. هذا وحذر مؤخرا , سلفاكير من أن بلاده ستواجه واحدة من أسوأ كوارث المجاعة في العام إذا لم يتوقف الصراع المسلح فورا.