الرئيسية - عربي ودولي - الصين تركز على الماضي العسكري لليابان للتقرب من كوريا الجنوبية
الصين تركز على الماضي العسكري لليابان للتقرب من كوريا الجنوبية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة ألقاها في سيول الجمعة على معاناة شعبي الصين وكوريا الجنوبية في ظل الاحتلال الياباني وذلك بعد أيام فقط على إعلان اليابان تغييرا مهما في سياستها العسكرية. وقال شي في كلمة ألقاها في جامعة سيول الوطنية “في النصف الأول من القرن العشرين شن يابانيون من أنصار النزعة العسكرية حروبا وحشية وعدوانا ضد الصين وكوريا فضموا كوريا واحتلوا نصف أراضي الصين القارية”. وأضاف “عندما كانت الحرب ضد اليابان في اوجها كان الشعبان الصيني والكوري يتقاسمان المعاناة وساعدا بعضهما البعض بالعرق والدم”. وتأتي كلمة شي في اليوم الثاني والأخير من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى كوريا الجنوبية والتي فضل فيها زيارة الجنوب قبل بيونغ يانغ في تعبير ضمني عن بعض الاستياء لدى بكين من نظام الشمال. لكن شي بالكاد تناول البرنامج النووي الكوري الشمالي في كلمته باستثناء أشارة سريعة إلى “ضرورة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية” والحاجة الى حل كل المشاكل والتوترات من خلال الحوار. ولم يصعد شي اللهجة إلا عندما أتى على ذكر الماضي الاستعماري لليابان وعدوانها الحربي وهي رسالة ستلاقي ترحيبا دون شك في سيول. وسارعت اليابان إلى الرد معتبرة أن الإشارة إلى ماضيها الحربي “غير مفيدة” بينما يؤدي التوتر حول الماضي إلى تغيير التحالفات في شرق آسيا. وصرح سكرتير الحكومة يوشيهيدي سوغا في مؤتمر صحافي في طوكيو أن “أي محاولات من الصين وكوريا الجنوبية للتنسيق من اجل إعادة النظر في الماضي بشكل لا داع له وجعل منه قضايا دولية أمر غير مفيد اطلاقا لإرساء السلام والتعاون في المنطقة”. وتعتبر العلاقات بين سيول وطوكيو في أدنى مستوياتها منذ سنوات وهي متوترة بسبب الخلافات المستمرة منذ احتلال اليابان لشبه الجزيرة بين 1910 و1945. كما تتواجه الصين في خلاف حدودي مع اليابان ويقول محللون ان جهود شي لإيجاد قضية مشتركة مع كوريا الجنوبية هي انعكاس لسياسة دبلوماسية أوسع نطاقا. وكوريا الجنوبية واليابان حليفان رئيسيان للولايات المتحدة في المنطقة واستغلال أي خلاف بينهما يمكن ان يساعد الصين في مواجهة سياسة الرئيس الأميركي باراك اوباما التي تتركز حول اسيا. وكان لحديث شي حول الماضي العسكري لليابان صدى خاص بعد إعلان رئيس وزراء اليابان شينزو ابي هذا الأسبوع إن الجيش الياباني القوي له الحق في خوض معارك للدفاع عن دول حلفية. ويشكل الانتقال إلى سياسة “الدفاع الجماعي” تغييرا مثيرا للجدل في موقف اليابان كبلد مسالم واثار شكوكا كبيرة لدى بكين وسيول. كما أن تقارب شي من سيول حيث عقد حتى الأن قمتين مع الرئيسة بارك غوين هيه يضع كوريا الجنوبية أمام مهمة حساسة لموازنة سياستها الدبلوماسية. فالبلدان يقيمان علاقات تجارية قوية وسيول تريد أن تمارس بكين نفوذها القوي ازاء بيونغ يانغ لكبح طموحات الشمال النووية. إلا أن التحالف العسكري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والمستمر منذ 60 عاما يظل الركن الاساسي للسياسة الدفاعية الكورية الجنوبية كما أنها لا تريد أن تصبح ورقة ضغط في الصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة. وتنشر الولايات المتحدة حاليا 29 ألف جندي في كوريا الجنوبية التي تحظى بحماية الدرع النووية الأميركية. وكانت سيول تأمل بأن تؤدي القمة مع شي إلى بيان مشترك يتضمن تحذيرا واضحا لكوريا الشمالية حول طموحاتها النووية. وبالكاد تضمن النص النهائي جديدا باستثناء إعادة تأكيد الجانبين على “معارضتهما الحاسمة” لتطوير اسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية. وتبنت بارك في حديثها إلى صحافيين لاحقا لهجة أكثر قسوة وقالت أنهما اتفاقا على استخدام “كل الوسائل الممكنة” لحمل الشمال على التخلي عن مساعيه لتطوير سلاح ذري. في المقابل شدد شي على اتفاق للسعي إلى إعادة أحياء المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية والتي تعتبرها سيول وواشنطن شرطا لتثبت بيونغ يانغ انها تبدي التزاما ملموسا لنزع سلاحها النووي.