الرئيسية - تحقيقات - متى تصبح “ســـــــلاح” المجتمع المدني لمواجهة التطرف والإرهاب¿
متى تصبح “ســـــــلاح” المجتمع المدني لمواجهة التطرف والإرهاب¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

*د.الفقيه: لا بد من تكاتف كل شرائح المجتمع للعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان

*طاهر: الأحزاب والمنظمات والعلماء والإعلام والمؤسسات التعليمية أساس التوعية والتوجيه

*د.الزنداني : لا بد من رؤية موحدة للأحزاب السياسية تدين وتستنكر الإرهاب بكل أشكاله

* د.المطري: وضع الخطط التوعوية الارشادية في المدارس والجامعات خطوة هامة وتحصين الشباب مهمة مجتمعية

لم يحدث أن رأينا على أرض اليمن مشاهد دموية كالتي تقوم بها عناصر الإرهاب والظلام والتي جعلت من ثقافة الموت وكراهية الحياة والوطن محورا لانطلاقتها ..تستهدف من خلالها مقدرات ومقومات البلد.. وطبقا لمتخصصين فإن هذه الأعمال الإرهابية نتيجة طبيعية لأفكار باطلة يزرعها منظرو قوى الشر والظلام في كل منطقة يحلون بها ويهدفون من خلالها إلى استقطاب العديد من الشباب الذين لا يملكون الوعي الكافي فيتحولون في ليلة وضحاها إلى نار وقودها الأبرياء من أبناء جلدتهم . والسؤال الذي تبدو الإجابة عليه واضحة لكنها تستدعي المزيد من الاسئلة القلقة.. لماذا غابت عملية التوعية والتوجيه والإرشاد في اوساط المجتمع التي تحصن الشباب من التعبئة الباطلة..¿ وأين تقف الاتجاهات السياسية والثقافية والاعلامية والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء من محاربة التطرف والفكر الهدام..¿ أسئلة كثيرة طرحناها على عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية وهنا آراؤهم:

الدكتور محمد الفقية استاذ الاتصال السياسي بجامعة صنعاء يعيد تنامي الافعال الإرهابية الى الأوضاع التي تمر بها بلادنا والتي هيأت البيئة الخصبة لأفكار تنظيم القاعدة ومن المعروف بأن هذه الافكار تدعو إلى العنف والقتل والخروج على ولي الأمر وفي نفس الوقت تسعى التنظيمات الارهابية إلى خلق بؤرة صراع عن طريق استقطاب الشباب واستغلال المجتمع القبلي المسلح الذي يقل فيه الوعي بخطورة مثل هكذا افكار والإرهاب وكثير من الدول استطاعت التخلص من هذه الآفة عبر تجفيف منابع هذه الافكار بالإضافة إلى التعامل القوي والحاسم مع عناصر هذه الجماعة. ويقول: من المؤكد بأن موقع اليمن وسواحلها التي تمتد إلى اكثر من 2000كم قد أسهم في تنامي هذه الظاهرة ودخول العناصر الارهابية. ويرى أن مكافحة الارهاب بحاجة إلى دور المجتمع فلابد ان يستشعر كل مواطن ضرورة مساندة القوات المسلحة والأمن عبر نبذ كل ما هو دخيل على مجتمعنا وديننا كالتطرف والعنف والاسهام في توعية المحيطين به وان تدرك القبائل أهمية دورها في رفض تغلغل الارهابيين في صفوفها وعدم ايجاد أي غطاء لهم و تدرك الاحزاب السياسية خطورة استغلال الاوضاع التي تنتج عن الاعمال الارهابية كورقة سياسية فإننا سنغرق جميعا ولن ينجو منا أحد لذا لا بد من تكاتف كل شرائح المجتمع لكي نعبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان.

الفكر يصنع الارهاب. ويستعرض الكاتب والمفكر السياسي عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب رؤيته بالقول:الكل يعرف بأن مهمة الجيش والأمن هو الدفاع عن البلد وحماية المواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والصحافة وخطاب المسجد ومؤسسات التعليم والعلماء كل هذه يجب أن تقف في صف واحد ضد العنف والحرب والفتن لان هذا الامر اساس وظيفتها التي يجب أن تؤديها . واضاف :كذلك عليها أن تناصر وتدعم الجيش والامن في حربه مع الارهاب وعليها أن توفر البيئة الملائمة لأبناء هذه المؤسسة البطلة من خلال حشد التأييد الشعبي ورفع معنوياتهم في مهمتهم الوطنية والعظيمة . ويتابع بالقول: كما لا بد أن نتخلص من الفساد بكل أشكاله وأن نسعى لبناء حياة مدنية آمنة ومستقرة وعلينا جميعا أن نتعظ من الصومال وافغانستان والعراق وسوريا وليبيا وأن نكون حريصين على عدم تمكين هؤلاء الارهابيين من نشر افكارهم الهدامة في اوساط المجتمع فهذه الأفكار هي من تصنع الارهاب والارهابيين.

منظمات المجتمع المدني من جانبه تحدث الدكتور زندان الزنداني استاذ العلاقات الدولية في جامعة صنعاء قائلا: في حقيقة الامر الهدف الرئيسي لعمل منظمات المجتمع المدني هو ايجاد الوعي الكافي في اوساط المجتمع إزاء مختلف القضايا والتي على رأسها الحفاظ على السلم الاجتماعي ومكافحة التطرف والارهاب وتجنيب الشباب مخاطر هذه الجماعات وكل هذا عن طريق التوجيه عبر الندوات والمؤتمرات ووسائل الاعلام المختلفة كذلك ايصال هذه التوعية إلى شريحة الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات ومن خلال متابعتي لدور هذه المنظمات لم نر لها أي دور فعال وحقيقي رغم انها شاركت في مؤتمر الحوار الوطني وأجمعت إلى جانب كل القوى على ضرورة مكافحة الإرهاب بشتى الطرق الممكنة . ولفت باستغراب قائلا: الملاحظ أن هذه المنظمات التي يتعدى عددها أربعة آلاف منظمة تتواجد في العاصمة وتغيب عن محافظات الجمهورية الاخرى وكأنها تبحث عن مقر دائم ودعم حكومي وأجنبي لا أكثر. وعن دور الاحزاب السياسية قال: أتساءل هنا: هل ادانت كل الأحزاب السياسية الارهاب بكل أشكاله والوانه..¿ هل اجتمعت على بيان واحد تْجمع من خلاله على هذه المسؤولية الوطنية..¿ فالشعب يريد الآن رؤية موحدة لكل الأحزاب تدين وتستنكر كل مايهدد أمن واستقرار اليمن سواء تنظيم القاعدة أو الاعمال التخريبية التي تطال انابيب النفط وابراج الكهرباء واليوم يجب على كل الأحزاب أن تؤدي عملها كقوى وطنية وليس كاحزاب سياسية.

دور الأسرة بدورها تحدثت الأكاديمية فائزة المتوكل حول هذه القضية بالقول: إذا ما استشعرت كل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية وكل وسائل الاعلام وكذلك الاكاديميين والمثقفين دورهم في مكافحة الارهاب كلا في مجال تخصصه فإنه سيكون هناك أثر ايجابي وتوعوي كبير كون كل من سبق ذكرهم يشكلون الجزء الأساسي في مفاصل الدولة ويستطيعون الوصول إلى كل مواطن وشاب قبل أن تصل إليه افكار وسموم الجماعات الارهابية. وتضيف:(الام مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق) فالأم هي التي تراقب تصرفات أبنائها وتْقوم مسار تربيتهم في الاتجاه الصحيح وهي التي تمنعهم من الانجرار إلى التطرف والارهاب باختيارها لهم التعليم المناسب وتنمية حب الوطن في قلوبهم . واطلقت المتوكل تحذيرا للأسر قائلة : نحذر من أن تغفل الاسر عن أولادها فكم من أسر ضاع من بين يديها أولادها فادركت بعد مرور الأيام انهم أصبحوا عناصر في تنظيم القاعدة يقتلون الأبرياء ويحملون الكراهية لكل ماهو جميل حتى الوطن.

التوعية والارشاد ويعلق الدكتور أحمد العجل أستاذ مناهج البحث بجامعة صنعاء بالقول:عندما يكون الارهاب خلايا حية تتغذى عن طريق الأفكار فإنه يتنامى يوما بعد يوم ولا يمكن أن يواجه إلا بالفكر وبالمنطق وبالتوعية وبتصحيح المفاهيم المغلوطة . وقال :علينا أن نحصن شبابنا من ايديولوجيات هذه الفئة الظلامية لأن علماء التربية والنفس والدين يجمعون على أن الاسرة هي المحطة الاولى في ترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى الناشئة فيما تأتي الخطوة الثانية توعية تبدأ من المدرسة وبعدها يأتي دور الاعلام ومن ثم المثقفين والادباء والأكاديميين. ويتابع العجل:أظهرت الدراسات والبحوث أن 70% من عناصر تنظيم القاعدة هم من الشباب المغرر بهم إذن لا بد من ترسيخ الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة والتعايش السلمي في أوساط المجتمع . ونبه العجل الى دور المسجد الذي يجب أن يكون له دور كبير في التوعية والتوجيه والارشاد وتعزيز الروابط بين أفراد المجتمع وقال :نحن اليوم يجب أن نقف وقفة صادقة مع القوات المسلحة والأمن من اجل تطهير واستئصال الارهاب من بلادنا وأن لا نغامر بمستقبل اليمن ونجعلها رهن الخلافات الحزبية والطائفية.

مهمة مجتمعية فيما يقول الدكتور حميد المطري وكيل وزارة الاوقاف:حقيقة نحن في وضع لا نحسد عليه بسبب انتشار التطرف وسعي بعض الجماعات إلى تعبئة الشباب تعبئة خاطئة تحمل افكار لا تمت إلى ديننا الحنيف بأي صلة ومن أخطرها مخاصمة وتكفير الدولة وعدم الاعتراف بولي الامر واعتبار القوات المسلحة خصما وعدوا لهذا لا بد من وقفة جادة من الدولة من خلال وضع الخطط التوعية والارشادية في المدارس والجامعات وكل الاماكن التي يتواجد فيها الشباب. وشدد الدكتور المطري على دور منظمات المجتمع المدني التي لابد ان تساهم في هذه المهمة الوطنية كون هذا جوهر عملها. وعن دور وزارة الأوقاف يضيف المطري: وزارة الاوقاف لها دور أساسي ومن المعروف بأننا نشرف على المساجد والمراكز الدينية ولدينا خطط ارشادية ينفذها الخطباء والمرشدون في هذه المساجد والمراكز ومن المتوافق عليه أن مسألة التوعية ومحاربة الأفكار المتطرفة هي مهمة مجتمعية ونشدد على أهمية دور الأحزاب السياسية كونها عامل رئيسي في الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع.

حملة إرشادية محمود المختار مدير التوجيه والارشاد في أمانة العاصمة يقول: قمنا خلال الثلاثة الأشهر السابقة بعمل حملة ارشادية وتوعوية كبيرة في مدارس الأمانة وجامعة صنعاء وعدد من الجامعات الخاصة . وأشار إلى ان اكاديميين من جامعة صنعاء وعلماء ومرشدين من وزارة الاوقاف والارشاد شاركوا في الحملة كما شارك فيها أعضاء من البعثة الأزهرية وقد القى المشاركون من خلال النزول الميداني عددا من المحاضرات التي وضحت في مجملها خطورة الانجرار خلف الدعوات الهدامة التي تدعو إلى اقلاق السكينة العامة وزعزعة أمن واستقرار ووحدة الوطن كما تم تحذير الشباب من استخدام تنظيم القاعدة لأساليب مختلفة تحاول من خلالها استقطاب الشباب وتعبئتهم فكريا واستخدامهم في قتل الأبرياء من أبناء القوات المسلحة والمدنيين .