الرئيسية - الدين والحياة - الدعاء في رمضان
الدعاء في رمضان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحمد لله القائل “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” والصلاة والسلام على رسوله القائل أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه والقائل صلى الله عليه وسلم “الدعاء هو العباد” والقائل صلى الله عليه وسلم “للصائم دعوة لا ترد” ولكن ليس كل من يدعو الله سبحانه وتعالى يستجيب منه الدعاء فللدعاء أسباب لإجابته وآداب وفضائل كثيرة خاصة إذا ما كان في رمضان فهو شهر فضيل عظيم عند الله سبحانه وتعالى فأسباب إجابة الدعاء: 1 – السلامة من الموانع .. يقول الإنسان دعوت فلم يستجب لي ففتش في نفسك هل عندك موانع منعت إجابة الدعاء إن كنت ممن يأكل الحرام الربا أموال الناس بالباطل ولما جاء في صحيح مسلم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له . وقال صلى الله عليه وسلم “يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. 2 – ما يتعلق بالمكان فإن هناك أمكنة يجاب فيها الدعاء كما يكون العبد داخل الكعبة وحجر إسماعيل فالدعاء فيه يرجى أن يكون مجابا ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة ودعا في نواحيها وكذلك في الملتزم ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة وكذلك فوق الصفاء والمروة وعند المشعر الحرام. 3 – ما يتعلق بالداعي نفسه. كأن يكون مضطراٍ . قال تعالى “أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء” والصائم فله دعوة مستجابة والمسافر دعوته لا ترد والوالد على ولده ودعوة المظلوم والحاج والمعتمر. 4 – ما يتعلق بالزمان . هناك أزمنة فاضلة لإجابة الدعاء الثلث الأخير من لليل وكذلك ساعة الجمعة ما بين أن يدخل الإمام إلى أن تقضى الصلاة والساعة الأخيرة من عصر يوم الجمعة وليلة القدر ولذلك قالت السيدة عائشة يا رسول الله ما أقول إذا أدركت ليلة القدر فقال لها قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عنا وفي دبر الصلوات المكتوبة وما بين الأذان والإقامة. 5 – ما يتعلق بالدعاء نفسه أن يدعو الإنسان ربه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وباسمه الأعظم كأن يقول: اللهم إني أسالك بأنك أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواٍ أحد”. أما عن فضائل الدعاء فكثيرة 1 – أنه سنة الأنبياء والمرسلين ودأب الأولياء والصالحين فمن تركه فهو سبيل الأشقياء والمتكبرين .. قال تعالى “إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين”. 2 – أن الله أمر به وحث عليه وكذلك رسوله الكريم قال تعالى “وسألوا الله من فضله” وقال “ص” من لم يسأل الله يغضب عليه. 3 – إن أهل الجنة عللوا به نجاتهم من النار قال تعالى “فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم أنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم”. 4 – أن الله أمر نبيه أن يجالس ويلازم أهل الدعاء قال تعالى “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه”. 5 – أنه من أفضل العبادات قال تعالى “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم أن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”. 6 – أن الله نهى عن الإساءة إلى أهل الدعاء تشريفا وتكريماٍ لهم قال تعالى “ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه”. 7 – أن الله وصف به أهل الإيمان . قال تعالى “إنما يؤمن بآيتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداٍ وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاٍ وطمعاٍ ومما رزقناهم ينفقون”. 8 – أن الله وعد بإجابة الدعاء فقال “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”. وبم يكون الدعاء “آداب الدعاء” 1 – الاقتصاد على جوامع الكلم من الدعاء ويدع ما سوى ذلك ولذلك إذا تتبعت دعاء النبي “ص” وجدت فيه المعاني العظيمة والألفاظ المختصرة أسمع مثلاٍ ماذا كان يدعوا به النبي “ص” اللهم أني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين. 2 – أن يسأل العبد ربه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. 3 – أن يكرر الدعاء ثلاثاٍ فقد كان النبي يعجبه إذا ما دعا أن يدعو ثلاثاٍ. 4 – عدم الاعتداء في الدعاء “أدعوا ربكم تضرعاٍ وخفية أنه لا يحب المعتدين”. 5 – أن يكون على وضوء وكان النبي “ص” إذا أراد أن يدعو توضأ. 7 – استقبال القبلة “كان النبي “ص” يستقبل القبلة في دعائه كما في الصحيح أنه استقبل القبلة وقال “اللهم أهد دوساٍ” 8 – الصلاة على النبي وحمد الله تعالى أن يبدأ دعاءه بالصلاة والسلام على النبي محمد “ص”والحمد لله تبارك وتعالى. 9 – رفع اليدين إلى السماء فقد تواترأن النبي “ص” إذا أراد أن يدعوا رفع يديه إلى السماء. 10 – الإسرار في الدعاء ولا يجهر إذا كان منفرداٍ فاستجب له الأسراء في الدعاء قال تعالى “ادعوا ربكم تضرعاٍ وخفية” إذ نادى ربه نداءٍ خفياٍ” فالدعاء أيها الموحدون هو سبب لانشراح الصدور وتفريج الهموم وزوال الغموم وتيسير الأمور بل وهو سبب لدفع الغضب من الله تعالى قال “ص” من لم يسأل الله يغضب عليه” ولله در القائل لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب. فهو سبب لدفع المحظور وكشف البلاء وهو مقرع المظلومين وملجأ المستضعفين فالمظلوم أو المستضعف إذا انقطعت به الأسباب وأغلقت في وجهه الأبواب ولم يجد من يرفع عنه مظلمته ويعينه على من تسلط عليه وظلمه ثم رفع يديه إلى السماء وبث إلى العظيم الجبار شكواه نصره الله وأعزه وانتقم له ممن ظلمه ولو بعد حين ولهذا دعا نوح على قومه عندما استضعفوه وكذبوه وردوا عليه دعوته. وكذلك موسى عليه السلام لما دعا على فرعون عندما طغى وتكبر وتسلط ورفض الهدى ودين الحق فاستجاب الله لهما . وقال الشافعي: أتهزأ بالدعاء وتزدريه .. وما تدري ما صنع الدعاء سهام لليل لا تخطئ ولكن .. له أمد وللأمد انقضاء وتلقى هذا الإرث النبوي الصحابة الأطهار واتباعهم الأخيار فكان الصالحون من أتباع وأصحاب النبي “ص” ومن بعدهم إذا دعوا الله تعالى جاءت دعوتهم مثل فلق الصبح . ونحن في شهر عظيم . شهر رمضان عظم الله فيه جميع الأعمال ومن بينها الدعاء فقال “ص” للصائم دعوة لا ترد صدق رسول الله “ص” فاللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وقراءة القرآن والدعاء وكل عمل يرضيك عنا يا أرحم الراحمين “اللهم آمين” وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

عضو البعثة الأزهرية باليمن