الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - تحقيقات - مستقبل الطعام والغذاء للبشر .. ماذا سنأكل في غضون 20عاما ¿
مستقبل الطعام والغذاء للبشر .. ماذا سنأكل في غضون 20عاما ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

خبراء الغذاء : اللحوم المستنبتة صناعيا ستكون أكثر فاعلية وأقل ضررا على البيئة زراعة الطحالب يمكن أن تصبح أضخم صناعة لإنتاج المحاصيل في العالم …

سيشهد العالم خلال العقدين القادمين تقلبات في أسعار الغذاء وتزايدا كبيرا في أعداد السكان .. ويقول علماء المستقبل ان التغيرات التي سيشهدها العالم تتطلب منا إعادة التفكير فيما نأكل.. ويتساءلون : ما هو الطعام الذي يمكن أن نوفره بعد عشرين عاما¿ وماهي العلاقة بين وكالة الفضاء الأميركية ناسا وأسعار اللحوم وفرق الموسيقى النحاسية بما سنأكل مستقبلا ¿.. ويرى خبراء مستقبل الغذاء ان هذه الأطراف الثلاثة تلعب دورا في تشكيل طبيعة الطعام الذي سنتناوله مستقبلا وكيف سنتناوله. ويرون ان ارتفاع أسعار الغذاء وزيادة عدد السكان والمخاوف البيئية هي فقط عدد قليل من القضايا التي أثارت قلق المنظمات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة والحكومة البريطانية في شأن ما سنأكله في المستقبل. ومن المتوقع أن يكون لارتفاع أسعار اللحوم في بريطانيا تأثير كبير على وجباتنا الغذائية وبحسب تقديرات العاملين في صناعة الغذاء فإن هذه الأسعار قد تتضاعف خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة وهو ما سيجعل اللحوم سلعة ترفيه. خبير مستقبل الغذاء مورغاين غاي ” يقول : في الغرب الكثير منا تربى على لحوم رخيصة الثمن ووفيرة ويعني ارتفاع أسعار الغذاء أننا بدأنا نرى عودة اللحوم لتكون سلعة ترفيه ونتيجة لذلك فإننا نبحث في سبل جديدة لسد الفجوة في اللحوم”. ويرى غاي أن الحشرات أو ما يمكن أن يطلق عليها الثروة الحيوانية الصغيرة ستصبح مكونا رئيسا من وجباتنا. ويعتقد الباحثون في جامعة “فاغننجن” بهولندا إن الحشرات توفر قيمة غذائية بالقدر نفسه الذي توفره اللحوم العادية وتمثل أيضا مصدرا كبيرا للبروتينات وإن تربيتها أيضا أقل تكلفة من الماشية وتستهلك كميات أقل من المياه ولا تحتوي على كمية كبيرة من البصمة الكربونية. بالإضافة إلى ذلك فإن هناك ما يقدر بـ1400 نوع من الحشرات تصلح طعاما للإنسان. ويذهب غاي الى أن “حشرات مثل الصراصير والجنادب سيتم طحنها واستخدامها كمكون غذائي في أطعمة مثل البرغر”. وتضخ الحكومة الهولندية أموالا كبيرة لجعل الحشرات جزءا من الوجبات الغذائية السائدة حيث قامت أخيرا باستثمار مليار يورو في أبحاث ذات صلة ومن أجل إعداد تشريع ينظم عمل مزارع الحشرات. هناك قطاع كبير من سكان العالم يتناولون بالفعل حشرات كجزء معتاد من وجباتهم الغذائية ويشيع تناول اليسروع والجراد في أفريقيا بينما تعتبر الدبابير وجبة شهية في اليابان ويتناول التايلانديون الصراصير. لكن غاي الذي يعمل أيضا لمصلحة جمعية الغذاء التجريبية في بريطانيا يشير إلى أن الحشرات بحاجة إلى تحسين كبير للصورة إذا كان لها أن تصبح قابلة للأكل من جانب الأوروبيين وسكان أميركا الشمالية الذين يشعرون بحساسية شديدة من تناول الحشرات. وقال “إنها ستصبح أكثر شيوعا حينما نتخلص من وصفها بكلمة حشرات ونستخدم شيئا مثل ثروة حيوانية صغيرة”. غذاء محسن صوتيا: من المعروف أن شكل الطعام ورائحته يوثران على ما نأكله لكن التأثير الصوتي على الطعام يمثل مجالا موسعا للأبحاث. حيث توصلت دراسة حديثة لعلماء في جامعة أوكسفورد إلى أن نغمات معينة يمكن أن يضفي على الأشياء مذاقا أكثر لذة أو مرارة. وقال روسل جونز من شركة تمييز الأصوات “كوديمنت جونكي” الذي شارك في الدراسة “لا توجد خبرة تمثل خبرة إحساس فردية الكثير من الاهتمام يتم إيلاؤه لشكل الطعام ورائحته لكن الصوت يمثل عنصرا هاما تماما”. وتوصلت هذه الدراسة التي أجراها تشارلز سبنس أستاذ علم النفس التجريبي في جامعة أوكسفورد إلى أن مذاق الطعام يمكن أن يتغير من خلال تغيير الخصائص الصوتية للخلفية الموسيقية. وأجرى كبير الطهاة هستون بلومنثال تجربة على الصوت والغذاء ويوجد في مطعمه الخاص وجبة تدعى “ساوند اوف ذا سي” أو “صوت البحر” والتي تقدم مع أصوات مياه الشاطئ باستخدام “آي بود”. وتردد أن هذه الأصوات تجعل مذاق الطعام أكثر إنعاشا. ويجري الآن تطوير المزيد من الاستخدامات على نطاق واسع في هذا المجال وإحدى هذه الاستخدامات التي قد يكون لها تأثير هام هو استخدام الموسيقى للتخلص من مكونات غير صحية دون أن يلاحظ الناس الاختلاف في المذاق. وقال جونز ” التردد يجعل مذاق الأشياء أكثر لذة يمكنك تقليل نسبة السكر في الطعام لكن استخدام الموسيقى تجعله يبدو فقط لذيذا للشخص الذي يتناوله”. وتستخدم الشركات أيضا بصورة متزايدة الصلة بين الطعام والصوت في عمليات التغليف. حيث قامت إحدى شركات رقائق البطاطس بتغيير المادة التي استخدمتها للتغليف حيث أن صوت المضغ يجعل الرقائق تبدو أكثر لذة للمستهلكين ويمكن أيضا لقوائم التشغيل الموسيقية المحسنة أن تظهر على العبوات لتحسين مذاق المنتج. واعتبر جونز أن استخدام الصوت ينطبق حتى على السلع البيضاء وتبحث الشركات في صوت همهمة الثلاجات حيث أنه يمكن لنغمة معينة أن تجعل الناس يعتقدون بأن غذاءهم أكثر لذة. لحوم مختبرية: نجح علماء هولنديون في إنتاج لحوم داخل المختبر فيما تعرف أيضا “باللحوم المستنبتة صناعيا”. حيث قام العلماء بزراعة شرائط من النسيج العضلي باستخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من الأبقار التي قيل إنها تشبه الكاليماري في الشكل. ويأمل العلماء في إنتاج أول “بورغر أنبوبي” في العالم بحلول نهاية هذا العام. وقال عالم الاجتماع الدكتور نيل ستيفنز المقيم في مركز أبحاث “إي اس ار سي سيساجين” التابع لجامعة كارديف البريطانية إن وكالة الفضاء الأميركية ناسا مولت أول بحث علمي عن اللحوم المختبرية. وألقت هذه الورقة العلمية الضوء على اللحوم المنتجة معمليا لتحديد ما إذا كان من الممكن أن تصبح طعاما يتناوله رواد الفضاء في رحلاتهم. عشر سنوات مضت والعلماء في هذا المجال يقومون بالترويج للحوم المختبرية كوسيلة أكثر فاعلية وأقل ضررا على البيئة لتوفير اللحوم كجزء من وجباتنا الغذائية. وتوصلت دراسة حديثة لجامعة أوكسفورد إلى أن إنتاج اللحوم في المعمل بدلا من ذبح الحيوانات يمكن أن يقلل بصورة كبيرة من الغازات الدفيئة وكذلك استخدام الطاقة والمياه. ويتطلب أيضا الانتاج توفير قطعة من الأرض لتربية الماشية وبالإضافة إلى ذلك يمكن استخدامها لخفض المحتوى الدهني وإضافة المواد المغذية. وقال الأستاذ مارك بوست الذي قاد فريق الباحثين الهولندي في جامعة “ماستريخت” إنه يريد أن يجعل اللحوم المنتجة في المختبر “غير مميزة” عن اللحوم الحقيقية لكنها من المحتمل أن تبدو مختلفة للغاية. وقال ستيفنز إن هناك نقاشات جارية في هذا المجال في شأن الشكل الذي يجب أن تكون عليه هذه اللحوم المختبرية. الطحالب: ويرى علماء الاعذية إنه بالرغم من أن الطحالب قد تكون في مؤخرة سلسلة الطعام فإنها قد توفر حلا لبعض مشكلات العالم الأكثر تعقيدا من بينها نقص الغذاء. اذ يمكن للطحالب أن تكون غذاء للبشر والحيوانات ويمكن تنميتها في المحيط. ويقول العديد من العلماء أيضا أن الوقود الحيوي المشتق من الطحالب يمكن أن يساعد في تقليل الحاجة إلى الوقود الحفري. ويتوقع البعض في صناعة الغذاء المستدام أن زراعة الطحالب يمكن أن تصبح أضخم صناعة لإنتاج المحاصيل في العالم حيث أصبحت هذه زراعة رئيسية في آسيا. وهناك دول مثل اليابان لديها مزارع ضخمة. ويقول الدكتور كريج روس المدير التنفيذي لمؤسسة “سيويد هيلث فاونديشن” أن “مثل هذه المزارع يمكن أن تعمل بسهولة في المملكة المتحدة وتكون ناجحة للغاية والشيء العظيم للطحالب البحرية هو أنها تنمو بمعدلات استثنائية إنها تمثل النبات الأسرع نموا على وجه البسيطة واستخدامها في المملكة المتحدة سيزيد بصورة هائلة”. وعلى غرار الحشرات يمكن أن تصبح الطحالب جزءا من غذائنا بدون أن نعرف بالفعل. استخدم علماء في جامعة “شيفيلد هالام” في بريطانيا حبيبات من الأعشاب البحرية لتكون بديلا عن الأملاح في الخبز والأغذية المصنعة. توفر الحبيبات نكهة قوية لكنها كانت قليلة في الأملاح الذي يلقى عليها باللائمة في ارتفاع ضغط الدم والسكتات والوفاة المبكرة. ورأى العلماء أن هذه الحبيبات يمكن استخدامها بدلا في الأملاح في الوجبات الجاهزة في الأسواق الكبرى “سوبر ماركت” والنقانق بل حتى الجبن. وقال غاي “إنها (الطحالب) متعددة الوظائف والكثير من خصائصها سيتم فقط اكتشافها إنها مورد عظيم لم نستفد بالفعل منه حتى الآن”. وفي ظل وجود عشرة آلاف نوع من الطحالب البحرية في العالم من بينها 630 في المملكة المتحدة بمفردها فإن طعام كل منها قد يتنوع بصورة كبيرة.