الرئيسية - تحقيقات - رمضان يكشف المستور!
رمضان يكشف المستور!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

فقراء: هناك انتقائية في توزيع الصدقات

عقال حارات : الجهات المتصدقة في الغالب لا توفر الكميات المطلوبة.. وهذا يسبب لنا الحرج

المجالس المحلية : نحرص على أن تقوم الجمعيات والمؤسسات المانحة بالإشراف على توزيع الصدقات

يشهد شهر رمضان المبارك من كل عام انتعاشا في عملية التكافل الاجتماعي لمساعدة المحتاجين والمعسرين من الفقراء والمساكين من خلال توزيع صدقات عينية او نقدية من قبل جهات مختلفة تدأب على هذا العمل سواء كانت على مستوى مؤسسات أو جمعيات خيرية أو حتى أفراداٍ .. وقد اْستحدثت في السنوات الأخيرة آلية عمل لتوزيع تلك الصدقات يتم بموجبها تحديد الفئة الأكثر احتياجاٍ عبر عمل دراسة مسحية أو بحسب كشوفات ترفع من الجهات القريبة من تلك الحالات سواء كانت من المجلس المحلي أو أمناء وعقال حارات.. وسط هذا التهافت على الخير في رمضان ..تبقى فئات اشد فاقة واحتياجاٍ خارج دائرة تلك الصدقات..مما يطرح أسئلة من نوع : ما هي معايير توزيع تلك الصدقات¿ وهل تلعب الحزبية دورا في توزيعها.. ولماذا تغيب العدالة في التوزيع وفق شكاوى كثيرة من محتاجين .. ¿ « سلوى « من منطقة هبرة بأمانة العاصمة تقول : كانت صدقات رمضان تشملنا وكنا نستلمها من عاقل الحارة وفجأة توقفت ولا نعلم لماذا ¿.. وحين سألنا عاقل الحارة برر ذلك بعدم إدراجنا ضمن الكشوفات الخاصة بالمحتاجين لهذا العام لكنه وعد انه سيتم إدراجنا ضمن كشوفات العام القادم وهذا العام نحن في الانتظار . أما «حسن جميل « فيقول : يقوم التاجر في منطقتنا بتكليف عاقل الحارة برصد أسماء جميع سكان الحارة سواء كانوا محتاجين أو غير ذلك معتبرا (التاجر) ذلك من باب المساواة والعدالة في توزيع الصدقات المقدمة منه كونها في الأخير صدقة ويعم خيرها عليه . أم مصطفى تقول بأن الصدقات توزع على المحتاجين في الحارة لكنها تؤكد «أن عاقل الحارة لم يدرجها ضمن المحتاجين والذين توزع لهم الصدقات» واصفة ذلك بالظلم كون القائمون على التوزيع لم يشملوا جميع المحتاجين في الحارة وأن التوزيع تم بشكل انتقائي.. يشاركها الرأي يزيد مفلح قائلاٍ : صحيح اننا لسنا بحاجة للصدقات والحمدلله لكن ما يحدث في محيط الحارة يثير الغضب حيث وهناك أشخاص خلت من قلوبهم الرحمة وانعدمت منهم الذمة في توزيع الصدقات حيث يستحوذون عليها ولا يتركون المجال لمن هم فعلا بحاجتها فتسول لهم أنفسهم الاحتيال والكذب في هذا الشهر الفضيل سميرة عبدالله تشتكي حالها إلى الله وترفض التحدث معنا عن أمر الصدقات وإن كانت تستحقها إلا أنها عادت لتقول على استحياء « يريدون منا تقديم بيان عن حالتنا ومعيشتنا وإجراءات طويلة حتى يعتمدونا ضمن كشوفات توزيع الصدقات ونحن نرفض أن يعاملونا بهذه الطريقة وزادت بالقول :لسنا من المتسولين ولا نسأل شيئاٍ الناس مهما اشتد بنا الحال.»

جمعيات خيرية وحول آلية عمل توزيع الصدقات على المحتاجين من الفقراء والمساكين يقول خالد بهرم – عاقل حارة الجرداء بأمانة العاصمة : « نقوم في شهر شعبان بتجهيز كشوفات المساعدات الرمضانية والتأكد من الحالات الجديدة في الحارة المستحقة للمساعدات الرمضانية وضمها للكشوفات الأصلية السنوية وبعد استكمال الكشوفات نقوم برفعها للجهات المختصة بالمجلس المحلي بالدائرة وبدوره يقوم برفعها للجهات المعنية لاستكمال إجراءات صرف المساعدات الغذائية وأضاف :هناك جمعيتان خيريتان تقومان بدعمنا بالإضافة إلى رجال أعمال يقومون بتغطية العجز في حال نقص الكمية « . وحول آلية التوزيع يضيف بهرم : يتم التوزيع على مرحلتين المرحلة الأولى توزيع المساعدات الغذائية في منتصف شهر رمضان المبارك والمقدمة من رجال الأعمال والمرحلة الثانية في العشر الأواخر من شهر رمضان حيث يتم توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من الجمعيات الخيرية.. وفي حال نقصت الكمية المطلوب توزيعها على المحتاجين يتم توزيع الحالة الواحدة على شخصين محاولة لإرضاء الجميع .. وقال :بعض الأحيان قد لا نستطيع توفير الكمية المطلوبة من الصدقات الرمضانية للمحتاجين نظرا لكثرة الطلب عليها والجهات المانحة للصدقات لم توفر لنا الكميات المطلوبة وفي هذه الحالة نواجه نوعين من ردود الفعل النوع الأول يقتنع بعدم حصوله على المساعدات الرمضانية والنوع الثاني يقوم باتهامنا ومحاولة تشويه سمعتنا لكن نتحمل ذلك لأننا نريد رضاء الله عز وجل .

فرق بين الصدقة والزكاة من جانبه أوضح جمال على التركي – أمين إحدى المناطق بصنعاء: بأن الصدقة تختلف عن الزكاة.. حيث والزكاة ركن من أركان الإسلام وتسلم لجهات معينة وتسلم عن طريق الجهة المعنية بالأمر والتابعة للدولة أما الصدقات فتختلف أنواعها فالبعض يتصدق صدقه عينيه في رمضان كمواد غذائية وغيره والبعض صدقه نقدية والتوزيع تقريبا بنفس الآلية.. واشارالى أن بعض رجال المال يقومون بتسليم صدقاتهم إلى جمعيات خيريه والبعض يقوم بتسليمها إلى ممثلي المنطقة أو الحارة والبعض يقدمها من باب المن والتباهي والتفاخر..كما أن الصدقات لا يمكن جمعها إلى جهة محددة إلا في بعض المناطق وأكثرها مناطق ريفية.

الكشوفات تحدد المستحقين وفيما يخص توزيع الصدقات يقول التركي « يتم توزيعها بطريقة واحده فمثلا المؤسسات أو الجمعيات الخيرية تقوم بتسجيل أسماء المستحقين للصدقات في كل منطقه أو حارة ليتضح لهم من خلال ذلك مقدار الصدقات للمستحقين في حارة أو منطقة معينة خوفا من وصول الصدقة لشخص دون آخر ولا يتم كل ذلك إلا من خلال تعاون الجميع ابتداء من تسجيل أسماء المستحقين ورفعها لتلك الجهات وانتهاء بتوزيع الصدقات . ولفت إلى أن بعض الجمعيات أو المؤسسات تكلف مندوباٍ لتوزيعها والبعض يسلم الصدقات للأمين أو العاقل أو إمام جامع وفي الحالتين لا توزع الصدقات في كل منطقه أو حارة إلا من خلال ممثلين عن المنطقة لمعرفتهم بالمستحقين والسكان . ويضيف : بعض رجال المال يسلمون الصدقات بأنفسهم ولا يتم ذلك إلا من خلال كشوفات الأسماء التي ترفع لهم من قبل ممثلي كل حارة و على ضوء هذه الكشوفات توزع الصدقات والبعض يسعى لطلب صدقة له بنفسه من الجهات التي يعلم انها توزع صدقات .

مسح ميداني مدير عام المجلس المحلي بمديرية السبعين محمد ناجي صالح – بمديرية السبعين يوضح بالقول :هناك عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية تقوم بتوزيع مساعداتها بنفسها عن طريق عمليات المسح الميداني الذي تحدد به المحتاجين وبالتالي توزع مساعداتها مباشرة وهناك جمعيات تستعين بعقال الحارات لتحديد المحتاجين وتوزيع مساعداتها عن طريقهم أو بالاشتراك معهم وأيضا هناك مشاركة خطباء المساجد .. ومضى يقول : بعض المؤسسات الخيرية توزع مساعداتها عن طريق صندوق الرعاية الاجتماعية مثل مؤسسة الشيخ زايد الإماراتية التي تم التنسيق مع قيادة أمانة العاصمة صنعاء لتقديم مساعداتها الغذائية لجميع الحالات المعتمدة في صندوق الضمان الاجتماعي بأمانة العاصمة والمقدر عددهم بأكثر من ثمانين ألف حالة.. أما فيما يخص عدالة التوزيع يقول مدير عام المجلس المحلي بمديرية السبعين : « إن هذا راجع لأمانة القائمين على توزيع المساعدات من مسئولي الجمعيات والمؤسسات الخيرية وكذلك من يتم الاعتماد عليهم لتحديد المحتاجين كأعضاء المجالس محلية وعقال الحارات وكذا المختصين بصندوق الرعاية الاجتماعية». وبين في ذات الوقت بأن دور المجلس المحلي يتمثل في التعاون وتسهيل عمل الجمعيات والمؤسسات الخيرية عن طريق تذليل أي صعوبات قد تعترضهم وكذا موافاتهم بالمعلومات أو البيانات المطلوبة لتنفيذ العمل الخيري .. وقال :من ضمن ذلك دور المجلس في التنسيق مع بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية للقيام بحملات توعية ومساهمات مجتمعية كالنظافة وغيرها من الاعمال. وتابع مدير عام المجلس المحلي بمديرية السبعين : بالنسبة لعقال الحارات و ما يتم توزيعه عبرهم فهو مرتبط بالجمعيات والمؤسسات الخيرية وبالتالي هذه الجمعيات لديها ممثلون ومندوبون يقومون بمراقبة عملية التوزيع . وعن شكاوى الانتقائية في التوزيع يقول: «هذه حالات نادرة حيث أن الجمعيات والمؤسسات تتولى الإشراف وغالبا ما يتم إشراك شخصيات اجتماعية من الحارات والمناطق التي يتم استهداف المستحقين فيها .. وفي حال وجود أي شكاوى فيجب إيصالها إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية أما في حال إبلاغنا فنقوم بالتواصل مع القائمين على هذه الجمعيات للتأكد وعمل اللازم» .

يرفضون التعليق تجار ورجال أعمال رفضوا الحديث معنا حول هذا الموضوع معللين ذلك بأن عمل الخير يراد به ابتغاء الأجر من الله عز وجل ولا يبتغى منه الدعاية والشهرة.. وبعد محاولات عديدة وإلحاح منا لطلب توضيح حول الأمر تجاوب معنا أحدهم مشترطاٍ عدم ذكر اسمه حيث قال: « يتم اختيار عدد من المناطق بحسب نسبة عدد السكان المحتاجين فيها وذلك وفقاٍ لما حددته الكشوفات التي وصلتنا من عقال تلك الحارات.. حينها يتم رفد تلك المناطق بالكمية المطلوبة من المواد الغذائية الأساسية. وحول انتقائية التوزيع وحرمان بعض من شملتهم تلك الكشوفات من الصدقات يقول : لم تصلنا اي شكاوى بهذا الشأن وإن كان ذلك يحدث فعلاٍ فهو راجع لذمة وضمير المستلم لتلك المواد الغذائية من عقال الحارات.