الرئيسية - قضايا وناس - حالات حبس وإخفاء وقصص عن تعذيب وقيود!!
حالات حبس وإخفاء وقصص عن تعذيب وقيود!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* لم تكن الإعاقة لهم محطة جمود وإحباط أو تقييد وعزوف غير ما صنعته النظرة المجتمعية القاصرة تجاه أصحابها فكم لديهم من الآمال والطموحات وكم يخفون من وراء أعينهم من حيرة جاوزت كل الأبعاد وما بين خطوة الإقدام والعزوف واقفون.. يسأل بعضهم بعضا هل نختلف عن الناس في شيء¿ هل لهم حقوق ولنا حقوق أخرى¿ هل خطواتنا تحدها أماكن الإعاقة والركود¿ وهل سيقبلنا المجتمع¿ أم سيجعل من إعاقتنا وصمة عار وازدراء قصص معاناة وآلام تبين فداحة المعاناة وردود ومعالجات يبنيها المعنيون في سياق التحقيق الآتي.. نتابع:

اقتربنا من صلب المعاناة فجاشت قلوبنا ألما لما يكابده هؤلاء المعاقون من تجهم وازدراء من محيطهم وما عكسه ذلك عليهم من الشعور بالدونية من قبل البعض أو التحدي والرفض من قبل آخرين البداية كانت مع سليم ردمان طفل في ربيعه الخامس عشر مصاب بإعاقة حركية يتحدث معنا عن واقعه بكل مرارة قائلا: إننا عالة على المجتمع وعلى كل من حولنا فما إن نخرج من الدار حتى تراقب الناس حركتنا الزاحفة على الأرض بعين الترحم حينا وعين العار حينا آخر وكأن هذا المعاق مخلوق من كوكب آخر ليس إنسان مثلهم من لحم ودم حتى أهلي يتحرجون من إعاقتي ويمنعوني من خروج المنزل بحجة الخوف علي ولهذا تمر الأيام والشهور وأنا رهين أربعة جدران فلا تعلمت ولا اختلطت بالناس لأنهم يرونني مختلف عنهم!!

المنزل سجني * إيمان عز الدين – 10 أعوام مصابة بإعاقة بصرية: لا أعرف ما الدنيا وما شكلها ولا الناس وأشكالهم فمنذ ولادتي وأنا كفيفة أسمع صوت الأطفال يلعبون وأتمنى لو أن ألعب وأجري معهم أسمعهم يقرؤون ويدرسون فيعز علي حالي أن أظل قابعة في البيت وكأن الإعاقة قد حكمت علي بالوحدة والعزوف عن المجتمع.

وصمة عار * وربما حال سمية أحمد -19 عاما- مصابة بإعاقة ذهنية لا يختلف كثيرا عن حال سابقتها في حرمانها من أبسط حقوقها إلا أن الأخيرة أشد وأعظم حرمانا ومعاناة حيث أسرتها تقوم بتقييدها وإخفائها في غرفة منزوية تواريها عن أعين الناس. وبحسب ما أفادتنا به إحدى قريباتها فإنه يتم ضربها وتعذيبها عندما تصرخ طالبة الخروج من سجنها وتكميم فمها حتى لا يعرف من حولهم أنها معاقة ذهنيا وكأن ذلك وصمة عار في جبين الأسرة!!

أمل التوظيف * معاناة أخرى يخطها سليمان العيني -25 عاما- مصاب بالشلل في كلتا قدميه بقوله: تحدينا واقعنا واجتزنا الصعاب وأكملنا تعليمنا الثانوي والجامعي – والحمد لله – رغم كل التحديات والمعوقات النفسية والاجتماعية التي كانت تحول بيننا وبين ما نطمح إلا أن ثقتنا الكبيرة بالله وإرادتنا الصلبة كفيلة بالتغلب على ذلك . وأضاف العيني أن المعاق يواجه الكثير من المعوقات والتحديات وبعد ذلك من حقنا أن نعمل ونتوظف في المجالات التي توافق مخرجاتنا التعليمية وشهاداتنا الأكاديمية ولذلك قدمت للعمل في أكثر من مجال ولكن ما إن يروني قاعدا على كرسي الإعاقة حتى تتغير ملامحهم وتتعدد أسئلتهم (كيف تستطيع ومن أين لك القدرة وعملنا يتطلب جهداٍ ومهارة .. وبالأخير يقولون: أنت غير كفء لذلك)!!

تحديات وصعوبات * من جهتها أوضحت نجاة حمدي -المدير التنفيذي لمؤسسة التحدي لرعاية وتأهيل المعاقين: إن أبرز الإعاقات المنتشرة في اليمن مترتبة على النحو الآتي: (إعاقات حركية -شلل دماغي- سمعية – مزدوجة – وإعاقات ذهنية). متطرقة إلى الصعوبات والتحديات المجتمعية التي تواجه المعاقين في اليمن والمتمثلة بعزل أكثر حالات المعاقين حركياٍ خاصة المقعدين والمعاقين ذهنياٍ ومن ثم المكفوفين فالمعاقين سمعياٍ وبشكل خاص النساء وإعاقة شريحة الصم وعزوفهم للمشاركة في الحياة العامة بالإضافة إلى إجراءات التوظيف وصعوبتها وعدم تقبل المجتمع للمعاقين كمنتجين فعليين بالمقارنة مع اليد العاملة للأفراد الأصحاء مع تفاقم الحالات الصحية البسيطة تدريجياٍ لبعض أنواع الإعاقات في ظل عدم وجود تخصصات طبية مطلوبة محلياٍ وقلة الموارد المالية للسفر إلى دول مجاورة طلباٍ للعلاج . وأضافت حمدي أن أبرز تلك المعوقات هي عدم اقتناع الأهل بجدوى الاستثمار بشخص معاق خاصة الفتاة خارج مفهوم الرعاية المؤقتة كعمل إنساني ومسؤولية دينية.

مليونا معاق في اليمن * ومن جانبها أعلنت جمعية المعاقين اليمنيين أن أجمالي عدد المعاقين حركيا في جميع محافظات البلاد بلغ نحو مليوني معاق . وأوضحت الجمعية أن هذا العدد يمثل مختلف أنواع الإعاقات الجسدية للجنسين وفق إحصائية كشف عنها الجهاز المركزي للإحصاء في اليمن. وقد أكدت إحصائية رسمية أخرى ارتفاع عدد معاقي اليمن لتزايد أعداد المستفيدين من الخدمات التي يقدمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الحكومي والذي وصل عدد المستفيدين العام الماضي ما يزيد عن 180 ألف معاق ومعاقة. داعية إلى تدارس الصعوبات الاجتماعية والإنسانية التي يواجهها المعاقون والوقوف بجدية أمامها واتخاذ القرارات والتوصيات الكفيلة بتجاوزها وضرورة تفاعل الإعلام المستمر مع قضاياهم من باب التوعية والتثقيف المجتمعي.

التشريعات اليمنية * ومن جانبها تحدثت هدى هيثم – المدير التنفيذي لمؤسسة خذ بيدي لذوي الإعاقة- عن أهمية التوعية المجتمعية بحق المعاق وإدماجه في الحياة العامة واحترام إنسانيته وإرادته وتمكينه في شتى ميادين الحياة وفقا لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتفعيلها في التشريعات اليمنية وتجريم كل صنوف العنف الأسري والمجتمعي تجاه المعاق وكفالة بيئة آمنة لواقعه ومستقبله .

الإعلام الغائب * موضحة أن تلك النظرة المجتمعية القاصرة تجاه المعاق لن تتغير من دون تكثيف الجهد التوعوي عبر مختلف وسائل الإعلام وقالت إن هناك العديد من القضايا التي لا بد على الإعلام التطرق إليها ومناقشتها وإيصالها إلى الجهات المعنية وهو ما يحدث من قبل بعض الأسر الجاهلة في تعاملها مع الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية فيمارسون ضدهم شتى أنواع العنف والتعذيب والتحقير ظنا منهم أنهم لا يشعرون أو ازدراء لمكانتهم وتمني موتهم الأمر الذي يضاعف حجم المأساة فهذا يضرب ابنته المعاقة ضربا كادت أن تفقد حياتها بسببه وذلك يحبس ابنه مع الحيوانات ويحرمه من الأكل والشرب ويقيده بالسلاسل فأين هي التوعية الإعلامية عبر مختلف وسائل الإعلام التي دخلت اليوم إلى كل بيت ولها الدور الأبرز في تحسين أوضاع هؤلاء ضحايا النظرة المجتمعية القاصرة والتخاذل الإعلامي .