الرئيسية - قضايا وناس - البناء على مجاري السيول .. معضلة كرسها هم السكن
البناء على مجاري السيول .. معضلة كرسها هم السكن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مواطنون : خسرنا الكثير ونعيش حالة من الذعر والخوف الرصد البيئي : الموسم ينذر بأمطار غزيرة والمباني الواقعة على مجاري السيول معرضة للخطر خلفت الأمطار الغزيرة أضرااٍ بشرية و مادية كبيرة خلال الخمسة الأعوام الماضية بسبب البناء العشوائي على مجاري السيول والسهول والوديان وبحسب وكيل مصلحه الدفاع المدني عبد الكريم معياد فإن إهمال المواطن وعدم معرفتهم بأضرار البناء جوار مجاري السيول تسبب بوفاة ما يقارب ( 200) و إصابة (107 ) وكذا تدمير وانهيار (3005) منازل على هذه المناطق الخطرة مؤكدا أن من أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الكوارث هو غياب الوعي عند المواطن وضعف دور الجهات المعنية في منع إعطاء تراخيص البناء.. في هذا التحقيق تم عرض معاناة المواطنين ودور الجهات المعنية وحقائق وأسرار وراء البناء على هذه المناطق الخطرة . تضرر منزلي و خسرت الكثير من الأموال وتعاني أسرتي أمراضاٍ صحية ونفسية.. عبد العزيز أحمد محافظة صنعاء أحد الضحايا من السيول يقول بنيت منزلي في وسط السائلة ولم أكن أعلم أن السائلة سوف تعود كما في السابق فقريتي لم تعد تشهد إمطار غزيرة منذ زمن إضافة إلى أن البناء على السائلة يعتبر مجانا ونظرا لحالتي الضعيفة فقد اضطررت للبناء عليها وفي ذات يوم وبينما كان جالساٍ مع أطفاله بعد الظهر سمع عبد العزيز أمطاراٍ غزيرة ولم يمض سوى القليل إلا ويشاهد مياه السائلة الغزيرة المتدفقة متجهة نحو منزله حاملة الحجار و الأتربة قائلا كان منظراٍ مخيفا وتمنيت من الله أن يحفظ أسرتي أخذت السيول الأغنام وألحقت أضراراٍ كبيره في المنزل كما أصيب الأطفال بأمراض . من جانب آخر يضيف محمد يسكن على شارع الأربعين محافظة صنعاء أن من أهم الأسباب التي دفعته إلى البناء على منحدر للسيول هو رخص الأرض على هذه المناطق وارتفاع أسعارها في المناطق الأخرى وبعد مرور سنتين شهدت بلادنا أمطاراٍ غزيرة مرت على منزلي وأحدثت أضراراٍ بالغة فيه ولست الوحيد فقد تعرض أكثر جيراني للأضرار نفسها بعدها ذهبت إلى منزل والدي أنا وأسرتي للعيش معه وعند انتهاء الأمطار ليس لي إلا أن أعود وأصلح منزلي.

كوارث محتملة خبير الرصد البيئي من مخاطر الإمطار الغزيرة التي تشهدها بلادنا حاليا داعا المواطنين خاصة المقيمين على السوائل والوديان والسهول والمناطق المنخفضة والجهات المعنية من أخذ الحيطة والحذر من الكوارث المحتملة جراء تدفق الأمطار وجريان السيول مضيفا أن بلادنا تعيش الآن أمطار موسمية و أن حالة الأجواء متقلبة وأن هناك احتمالاٍ لهطول أمطار غزيرة بين الحين والآخر.

إسقاط واجب رغم مخاطر البناء على هذه المناطق ومعرفة المواطنين من الكوارث التي قد تلحق بهم وبأسرهم إلا أنهم يسارعون إلى السكن فيها وما زاد الطين بلة هو عجز الجهات المعنية عن ضبط المخالفين وكل جهة ترمي المسئولية على عاتق الجهة الأخرى فعند ذهبنا إلى وزاره الإشغال تواصلنا بالوكيل المساعد لقطاع الإسكان بالوزارة توفيق الأسطى والذي قال: إن الوزارة تعنى بالأراضي المخططة فقط وانه قد تم إشراك المجالس المحلية وعمل مكاتب إشغال لكل منطقة لقطع التراخيص .

غياب الوعي ويقول وكيل مصلحه الدفاع المدني العميد/ عبد الكريم معياد: إن ظاهرة البناء على مجاري سيول الأمطار والسهول والوديان قد زادت في الآونة الأخيرة.. معللا أن هناك أسباباٍ كثيرة وراء هذا البناء أهمها رخص قيمة الأرض وفي بعض المناطق تأخذ بدون مقابل أيضا عدم الوعي لدى المواطن الذي يصر على البناء في هذه الأماكن رغم خطورتها عليه وعلى الأسرة .

دور الجهات المختصة ويضيف وكيل مصلحة الدفاع المدني: ساعد ذلك ضعف دور الرقابة من قبل الجهات المختصة التي تختص بإنزال مراقبين ورفع المخالفات أيضا التأخير في إنزال المخططات أول بأولاٍ كما أن هناك عدة جهات مختصة تعنى بمنع البناء مثل المجالس المحلية ولكن دورها ضعيف أيضا عدم إشراك الدفاع المدني في قطع التراخيص وتجديدها يشكل عائقا لنا مما لا يسمح لنا بالتدخل في البناء.

ضعف الإمكانيات وأشار معياد إلى أن مصلحة الدفاع المدني تفتقر إلى الإمكانيات الكافية في امتلاك وسائل سريعة وتكنولوجيا حديثة لتحديد موقع الحادث أو الكارثة والطريق الأسرع والأنسب للوصول بسرعة وهو من أكثر ما يعيق عمل المصلحة في الوصول بسرعة وعمل اللازم كما أن هناك مشكلة أخرى وهي أنه ليس هناك مكان أخر لإيواء المتضررين أثناء وقوع الحادث أو أوان تتعاون معنا وزارة الصحة في تقديم الإسعافات والعلاجات السريعة لإنقاذ المتضررين . وبحسب ميعاد فأنه وجد أن أكثر من يسكن في هذه المناطق هم من الفقراء والطبقة المتوسطة وأحياناٍ يستغل هذه المناطق ويسكن فيها القتلة وصانعو الخمور وتجار المخدرات ومجرمو الزنا وأصحاب السرقات وكل المخالفين للقانون إضافة إلى الأفارقة والعرب كما أن الكثير من سكان الريف يتجهون إلى المدن ما شكل أزمة بناء وجعل الكثير يتجه نحو هذه الأماكن . وتجمع الآراء على انه يجب تضافر الجهود من قبل الجميع ابتداء من المواطن في رفع مستوى الوعي حول خطورة هذه الأماكن عليهم وعلى الأسرة من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقرؤ أيضا يجب ان تقوم الجهات المختصة بواجبها في منع المواطنين من البناء في هذه الأماكن.