الرئيسية - السياسية - تنفيذ مخرجات الحوار هو خارطة الطريق للوطن
تنفيذ مخرجات الحوار هو خارطة الطريق للوطن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في حوار خاص للسياسية أوضح المحلل السياسي فؤاد الصياد أنه مازالت المسئولية كبيرة على عاتق القيادة السياسية في التصدي لكل أدوات التخريب في البلاد وأن حجم المسؤولية اليوم مضاعف لإنجاح المرحلة والعملية السياسية , والتصدي للقوى التي تتمادى وتهدد خارطة طريق البلاد التي تمضي وفق نتائج الحوار الوطني , وقال: إن على الساسة في البلاد إدراك حجم التحديات والاستفادة من أحداث المنطقة من أجل حماية وصيانة مقدرات هذا الوطن وشعبه وعدم الزج به نحو مصير مجهول, تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الحوار الآتي .. نتابع

• لجوء بعض القوى السياسية إلى العنف في مرحلة انتقالية حساسة بعد توافق نسبي تاريخي .. كيف تقرأون ذلك¿ – العنف والتخريب للأسف صار الغاية التي تلهث من ورائها بعض القوى لجني بعض المكاسب ولو على حساب هذا الوطن ولكن من وجهة نظري يظل أسلوب التفاوض والحوار هو الحالة الإيجابية والمنطقية لتجنيب البلاد المزيد من الدمار ويظل نجاح تلك المفاوضات مرهوناٍ بقوة وهيبة الدولة حتى تمضي قدما في عملية التسوية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار ولا بد من القيادة السياسية أن تكون حاسمة في التصدي للقوى التي تتمادى وتهدد خارطة طريق التي تمضي وفق نتائج الحوار الوطني وبخاصة أن المجتمع الدولي يتابع باهتمام ودعم لإنجاح هذه المرحلة الانتقالية.

وتيرة العنف • برأيك .. ما سر ارتفاع وتيرة العنف والاغتيالات ¿ – نستطيع القول أن المناخ الذي تعيشه البلاد من اختلال أمني كبير ووجود تقاعس رسمي عن التصدي لتلك الأفعال قبل حدوثها مع نقص في الجاهزية والخبرة المعلوماتية لدى الجهاز الأمني في الدولة وهذا بالفعل هو ما ساعد على زيادة وتيرة العنف والتخريب والاغتيالات وهو ما نجده على أرض الواقع حيث إن تلك الجرائم كانت تتم في وضح النهار وفي أماكن عامة وهذا أمر معيب في حق الجهاز الأمني للدولة إلا أن ذلك لا يمنع من أن هناك مخططاٍ حقيقياٍ بالفعل بشأن استئصال عدد من أفراد وضباط في الأمن والجيش وقائمه ما تزال منهم في الطريق والقصد هنا إيجاد حالة من الخوف والذعر بين أوساط أولئك الجنود والضباط عن أداء مهامهم على أكمل وجه في مخطط خبيث .

استحقاقات المرحلة • باعتقادك ما هي الركيزة الأساسية لتنفيذ استحقاقات المرحلة ¿ – إن إجماع المجتمع الدولي بشأن تجاوز اليمن لأهم مرحلة في حياته تعد بالفعل ركيزة قوية وذات أهمية بالغه بالنظر إلى ما حدث في الشأن السوري من انقسام للمجتمع الدولي وكان ضحيته الشعب السوري الشقيق ولكن بالنسبة للوضع في اليمن – وبحمد الله – فإن الأمر كان مختلفاٍ حيث كان على العكس فقد كان داعماٍ حقيقياٍ للتسوية بل ومباركاٍ للقرارات التي صدرت بهذا الشأن والتي كانت بامتياز ووصفت بالمرونة والشجاعة من قائد هذه المرحلة وبالرغم من وجود بعض العراقيل وإثارة الفوضى هنا وهناك من بعض القوى لإفشال كل ما تحقق وتعطيل تنفيذ مخرجات الحوار الذي كتب له النجاح ونال إجماع كل الفرقاء في الساحة إلا أن الغطاء الذي شكله مجلس الأمن والمجتمع الدولي للرئيس هادي والقيادة السياسية في الدولة وذلك بما يسمى (تحت البند السابع) لأي طرف أو جماعه تسعى لإفشال هذه العملية الانتقالية وبنود التسوية السياسية فإنه سيضع نفسه في خانة من العقوبات وأضف لذلك أنه ترك المجال وكامل الصلاحية للرئيس في اتخاذ ما يلزم حيال المعرقلين لهذه التسوية وبحماية ودعم من كل المجتمع الدولي ومجلس الأمن وهذا كان له مردود إيجابي على الواقع .

المنغصات السياسية • ملامح الدولة الحديثة في ظل هذه المنغصات السياسية .. كيف ترونها ¿ – طالما وقد اتجهت كل الأطراف السياسية وباقي مكونات المجتمع من خلال ما أسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني بشأن تنفيذ مخرجاته والتي قد رسمت لنا بالتأكيد شكل وملامح الدولة اليمنية الحديثة والذي قضى بتحولها من دولة بسيطة موحدة إلى دولة اتحادية تعتمد في حكمها على اللا مركزية الإدارية وبالتالي فإن هوية هذا النظام ما تزال قائمة في إطار الوحدة وهو ما تم الاتفاق عليه وتأكد ذلك عند التوقيع على مخرجات هذا الحوار وقد كانت مسألة توزيع الأقاليم وتحديدها مشكلة واجهتها القيادة السياسية مع اللجنة المشكلة بهذا الخصوص ولكنها بعد جهد ومداولة ومواكبة ومعادلات هامة خلص الجميع إلى تقرير وتحديد عدد الأقاليم وتسميتها وبالحديث عن كيفية تقبل الناس وتفهمهم لهذا النظام الجديد وتعزيز الهوية الوطنية في ظل المهاترات السياسية المناهضة لهذا المشروع فإن ذلك يكمن في دور الدولة بل وما يتوجب عليها بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنية والأهلية بشأن وضع وإعداد آلية واستراتيجية معينة تهدف إلى توعية الناس وتعريفهم بقيم ومبادئ الوحدة الوطنية وتعزيز مفهوم الولاء وتجسيد روح الانتماء لهذا الكيان.

المشروع الحضاري • وكيف يتم ذلك مع وجود قوى تعرقل تنفيذ تلك المخرجات وتموه المشروع التغييري الحضاري للبلاد ¿ – يتم ذلك من خلال وضع النظم والتشريعات الكفيلة باستتباب الأمن وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة وتطبيق النظام والقانون على الجميع دون استثناء كما لا ننسى الدور الهام للإعلام الرسمي والخاص بكل أنواعه وأصنافه وفي شتى الميادين في تولي هذه المسئولية المشتركة بشأن إزالة وطمس كل الأفكار الهدامة والمشوشة لوحدة الصف وتجاوز الماضي بكل سلبياته والتصدي أيضا للمفاهيم الخاطئة والهدامة كالمناطقية والعصبية بكل أشكالها وذلك بعقد العديد من اللقاءات والندوات ومن خلال المنتديات الثقافية والفعاليات الفنية وتضمين مناهج التدريس وإلقاء العديد من المحاضرات في المعاهد والجامعات وعبر خطباء المساجد والذي يعد هنا مطلباٍ شرعياٍ وواجباٍ وطنياٍ وتعريفهم بأهمية الوحدة وغرس مفهوم المواطنة المتساوية وإن حب الوطن من الإيمان وأننا اليمانيين سنظل إخوة تجمعنا هويتنا الدينية والتاريخية وجغرافية المكان ومهما اختلفنا في الآراء أو المفاهيم والأفكار فإن حبنا لهذا الوطن هو من يجمعنا.

فعالية المبادرة • هل ترى بأن المبادرة الخليجية في ظل التغيرات الراهنة على الشارع اليمني مازالت تمثل حلا للاحتكام ¿ – عندما نتحدث عن المبادرة الخليجية والتوقيع عليها من كل الأطراف السياسية يتأكد لنا أمر مهم وحقيقة لم تغيب وأيقن بها غالبية اليمنيين تمثلت في ما توصل إليه الجميع من قناعة تامة بكل ما جاء فيها وأنها كانت بالفعل الحل الأمثل والوحيد في ذلك الوقت وحتى اليوم للخروج باليمن إلى بر الأمان وإيقاف حالة الاحتقان السياسي التي لازمت الجميع ونتج عن ذلك ركود اقتصادي كاد يعصف بكل مقومات الدولة ونذير بقرب انهيارها وما صاحب ذلك من تردي الحالة المعيشية لغالبية الشعب وكل هذه المعطيات دفعت بأصحاب القرار السياسي نحو إنجاح المبادرة وتنفيذ بنودها خاصة وأنها قد جاءت تحت مظلة قوى فاعله ونافذة سواءٍ على الصعيد الدولي أو الإقليمي متمثلاٍ بمجلس الأمن ودول الخليج في ضرورة الدفع وإتمام ما اتفق عليه كل أطراف المبادرة وعدم عرقلة أو إفشال أي بند أو جزء منها من أي طرف كان وإلا فإنه سيضع نفسه في دائرة العقوبات التي ستطاله بكل وجه وبأي شكل سواء داخل اليمن أو خارجه وهذا ما منح الأخ الرئيس هادي القوة والحصانة والذي مضى في تنفيذها بسلاسة وبمرونة شديدة فاقت الإعجاب حتى تحقق منها الكثير والذي ربما تجاوز ما نسبته 90% أو أكثر بالرغم مما رافق ذلك من عوائق وإرهاصات وأعمال شد وجذب فيما بين أصحاب المبادرة إلا أن ذلك لم يمنع من تحقق غالبية بنودها وتبقى القليل منها وبالنظر إلى ما تحقق بشأن الاحتكام للمبادرة والتوقيع عليها وإنجاح عقد مؤتمر الحوار الوطني فإن ذلك قد شكل تجسيداٍ حقيقياٍ لمنطق الحق والعقل وضرب اليمنيون بذلك مثالاٍ حضارياٍ للعالم في مدى ما توصلوا إليه من حكمه نالت إعجاب واستحسان كل دول العالم القريب منها والبعيد رغم وفرة السلاح حيث شكل نموذجاٍ يحتذى به في حل مشاكلهم وقضاياهم وعلى كافة المستويات والأصعدة وهو دليل على مستوى الرقي للفكر اليمني الواعي بنفسه وبحاضره وما يمليه عليه واجبه الديني والوطني وما يتطلبه مستقبل هذا الوطن من أمن واستقرار ورخاء.

أحداث المنطقة • هل ترى بأن اليمن استفادت من الأحداث الدموية في المنطقة العربية¿ – إن واقع المشهد الذي تشهده عدد من الدول العربية من اقتتال وصراع مؤلم يحز في النفس ونجد بالمقابل أن الوضع في الداخل قد أصيب بحالة من الاحتقان السياسي الشديد وبات هو الأمر السائد بين كل الكتل وأطراف العمل السياسي ولم يعد ذلك غائباٍ حتى على الأنظار وهو ما يهدد أمن ومستقبل تلك البلدان في شتى نواحي الحياة منها الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضاٍ والسبب في ذلك أن تلك النخب السياسية لدى هذه الدول قد خانتهم الفكرة في اتخاذ الخطوة الأهم والأجدى حيث تم تجاهل وإغفال الدعوة إلى تحقيق المصالحة الوطنية وعقد حوار جاد يمثل بدوره كل مكونات المجتمع لحل كل القضايا والمشكلات العالقة إلا أن ذلك الأمر كان غائباٍ عنهم جميعاٍ في الوقت الذي أدركه لدينا أصحاب القرار والساسة في اليمن منذ البداية يقيناٍ منهم بأهمية الحوار في تلك المرحلة الهامة والحساسة ولأنه السبيل الوحيد والأساس السليم لتجاوز كل ما يهدد كيان هذه الدولة والمجتمع من مخاطر الانزلاق نحو الهاوية وغلق كل الأبواب على الأبواق المتسلطة والمخربة والمندسة لدواع داخلية وخارجية.

المصير المجهول • وكيف تم ترويض ذلك¿ – تم ترويض ذلك من خلال ما شكله من دافع قوي نحو إنجاح هذه المرحلة التاريخية من أجل حماية وصيانة مقدرات هذا الوطن وشعبه وعدم الزج به نحو مصير مجهول وأستطيع القول أيضاٍ أن العبرة من الأحداث المحيطة بنا قد زادت من إرادتنا قوة وأكثر صلابة وإصراراٍ على أهمية التوافق والسعي لإنجاح العملية السياسية وإنجاز مقرراتها كي لا نقع في نفس المأزق الذي وقع فيه غيرنا مع اختلاف ظروف وأحداث تلك الدول إلا أن كل ذلك لا يمنع من أخذ الحيطة والحذر وأن مصلحتنا تقتضي البقاء على هذا التوافق .

القيادة السياسية • الضغوطات التي يواجهها الرئيس هادي وكيفية مواجهته للتحديات .. كيف تقرأون ذلك ¿ – مازالت المسؤولية كبيرة تجاه الرئيس هادي في التصدي لكل أدوات التخريب في البلاد والجميع وضع ثقته فيه وينظر منه موقفاٍ حازماٍ وبالأخص في هذه المرحلة والتي بالفعل يلزم لها الكثير من الشدة والحزم وبانتظار ما ستسفر عنه اللجنة المكلفه بصياغة الدستور واستفتاء الشعب عليه حتى يتم بعد ذلك الخطوات الحقيقية نحو بناء الدولة المدنية دولة المؤسسات والنظام والقانون وتحقيق العدل والمساواة والأمن والاستقرار والعيش الكريم لكافة أبناء هذا الشعب الأصيل وعندها ستتضاعف حجم المسئولية على القيادة السياسية والتي بلا أدنى شك سيتحقق نجاحا مثمرا نتيجة حنكتها وحكمتها السياسية الصلبة .