تحقيق مصور / إشـــراق دلال –

مهلا توقف.. أترى معي ذاك الرجل على زاوية من التبة هناك.. وذاك الذي على خط الحدود حاملا بندقيته هنالك لا أحد معهم سوى رعاية الرحمن فمظلتهم عين الشمس في كبد السماء وغذاؤهم قطعة خبز وقليل من الماء..

يوم مضى وآخر سيمضي وهاهو العيد قادما يطرق الأبواب ويهل على الأهل والأحباب عدا ذاك ” الرجل ” فهذه طفلة ترتدي فستانها الزهري تنتظر والدها بلهفة ليطرق الباب مع العيد لتتشبث بين أحضانه وتلح عليه أن يأخذها معه بجولة عيدية وتلك زوجة متلهفة لعيد مكتمل تجمعها مائدة المحبة مع الزوج والأبناء وحنين أب وأم لا يجدون للعيد معنى إلا حين يكون فلذة كبدهم معهم وحولهم .. لكنه هناك حاضرا جنديا للواجب فالعيد بالنسبة له يعني حفظ الأمن واستقرار الوطن لا يأبه إن عاد على قدميه أو حتى مغطى بكفنه .

الدفاع عن الوطن حدثني ” جندي ” : ” نحن جنود الواجب لا نفرق بين عيد وغير عيد إلا أن مهمتنا في العيد تزداد وهدفنا الأسمى حماية الوطن “. فالعيد بين الجنود له لمسة التضحية والبطولة فأمامهم الكثير من المهام أهمها الحفاظ على الأمن والأمان سواء كان داخل المعسكرات أو خارجها في كل مواقع الدفاع عن اليمن وأمنه. وقال أيضا : ” تعودنا في حياتنا العسكرية أن نكون جاهزين في كل مناسبة للحفاظ على سلامة المواطن وكل مقدراته وهو دور يؤديه جميع المنتسبين للقوات المسلحة والأمن المرابطين في مختلف المناطق والمحاور والقوى العسكرية في كل الأوقات والمناسبات ونرجو من الله تعالى أن يعود هذا العيد وقد توحدت القلوب بين الأخوة في اليمن الواحد وانتصرنا على الإرهاب الذي لا ينتمي لدين او عرف أو حتى قبيلة ” متمنيا أن تتحقق جهود الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ برامج التنمية الوطنية “..

رسالة “جندي” هو ذاته ذلك ” الرجل ” كان يتمنى أن يكون مع أسرته وأهله لكنه فضل أن يكون حاميا للوطن يلتحف السماء ويتنفس تراب الصحراء على أن ينعم بالراحة جالسا على أريكة مخملية متنفسا هواء نقي ومغطى بمظلة منزله الدافئ .. ويوجه رسالة لابنته التي تنتظره : ” لا تحزني بنيتي إن غبت عنك هذا العيد فربما يأتي عيد آخر وأكون معك أو يختارني الله من بين الشهداء لأكون بمكان آخر هناك عند عزيز مقتدر لتفخري بي وبتضحيتي فلأجلك وللجميع أنا بعيد عنك.. في مواقع البطولة والشرف كوني واليمن بخير”..