الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - قضايا وناس - الألعاب النارية تسرق السعادة وتجلب الأحزان
الألعاب النارية تسرق السعادة وتجلب الأحزان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحقيق/ وائل شرحة – رغم إقرار وزارة الداخلية منع استخدامها الألعاب النارية في الأعراس والمناسبات والأعياد إلا أنها ما تزال متوفرة بكثرة في الأسواق.. وتفترش بسطات المحلات التجارية ويمارس بيعها وشراؤها في العلن. وفي ظل ذلك يقف الأب عاجزاٍ ما بين خوف وقلق على سلامة طفلة وتلبية رغبته الطفولية غير مدرك بمخاطر ما يسعى للحصول عليها بكل ما يملك من الدموع والتأثير على والديه.. لكن لا محالة لديك ولا مجال هناك للهرب من الأمر.. سيكون عليك أن تشتري ألعاباٍ ومفرقعات نارية لأولادك حتى وإن كنت تعلم خطورتها وكيف تتحول من رمز للفرح إلى مصدر للحزن والألم.. السطور التالية تعرض المزيد عن خطورة تلك الألعاب وكيف يتم منع بيعها واستخدامها. وهل إقرار منع استخدامها حد من تواجدها..¿!.

تعتبر الألعاب النارية من الرموز والطقوس التي لا بد من حضورها واستخدامها وإطلاقها حتى تتلون السماء من ألوانها وتمتلئ الأرض من عبواتها ويتلوث الهواء ببارودتها وسمومها الكيماوية. وتعتبر دولة الصين.. الدولة المبتكرة لهذه الألعاب والمصنعة.. إذ أن القصد من تصنيعها كان ليس لإطلاقها في الأعراس والاحتفالات والأعياد وإنما لاستخدامها كسلاح حربي وكصوت قوي يطرد الشياطين وذلك كان في القرن السابع. وهناك فرق بين الألعاب النارية والمفرقعات.. إذ أن الألعاب هي تلك التي تنطلق إلى السماء لتنثر ألواناٍ مختلفة وجميلة تبهر من يشاهدها وتأسر ناظر من يطلقها ويتأمل فيها وكيفية تم دمج هذه الألوان بين علبه بلاستيكية.. بينما المفرقعات فهي تلك التي تحدث صوتاٍ مدوياٍ ومتوسطاٍ وصغيراٍ دون أن ألوان الطيف السبعة أو تشكل لوحة فنية لونية بالسماء. ومع كل ما تجلبه تلك الألعاب من إحساس ومشاعر بالفرح والبهجة.. إلا أنها وفي الوقت ذاته تجلب أصواتها القوية خوف ورعب في قلوب الأطفال والنساء.. وتصيب مستخدميها بإصابات وحروق وتشوهات قد تصل إلى عاهات مستديمة للأبد. للألعاب النارية خطورة كبيرة.. قد لا يعلمها إلا من جربها أو عاش قصة أحد المتضررين منها وسأروي لكم هنا قصة عاش تفاصيلها ورافق ضحيتها كاتب التحقيق. كان لدي صديق الطفولة وزميل الدراسة, اسمه “زيد علي الخالد”.. كان يجيد فن التعامل مع الألعاب النارية, ففي أي حفل زفاف يتم الاستعانة به لإطلاقها, وإمتاع الحاضرين بما تنثره من ألوان.. كان صديقي زيد بارعاٍ في كيفية إطلاقها وتوزيعها باتجاهات السماء وكأنه يبني مدينة ألوان سمائية سرعان ما تنطفئ أنوارها وتغيب عن ناظريها. وفي ذات يوم.. وخلال زفاف أحد أبناء قرية المحطة “الأكراد” مسقط رأس صديقي.. حدث ما كان متوقعاٍ لدى البعض.. ومستبعداٍ من رأس زيد.. في غضون دقائق تحول الفرح إلى ترح ومأتم مليء بالحزن والصراخ والألم.. الكل يردد ويتساءل كيف حدث.. لماذا حدث.. وما العمل.. هل هناك أمل في استرجاع يد زيد.. هل سيتمكن الأطباء من استعادة الجزء الذي انفصل للتو من اليد اليمنى لزيد..¿!! زيد وبعد أن أشعل فتيل “الآر بي جي” أي قاذف قنابل صوتية لونية.. هو عبارة عن عصا تحتوي على ما يقارب 16 قنبلة.. صعدت من تلك العصا أكثر من 8 قنابل.. وانتثرت في السماء.. بينما واحدة كانت خالية من بارود الصعود.. بارود الدفع للأعلى.. لتنفجر في يد زيد.. ولتطلق صوتها وألونها على جسم السيارة التي كان بداخلها زيد.. وخسر بذلك زيد أصبعيه السبابة والوسطى. وزارة الداخلية خلال اجتماع لعدد من القيادات الأمنية بالأمانة ومحافظة صنعاء برئاسة وكيل الوزارة لقطاع الأمن اللواء عبدالرحمن حنش عقد منتصف يونيو الماضي أقرت منع حمل السلاح الآلي في صالة الأعراس وكذا استخدام الألعاب النارية.. إلا أن ذلك القرار لم يخرج من باب الوزارة وربما من طاولة الاجتماع. نزلنا إلى بعض المحلات التجارية دون أن نشعر أصحابها أو نضع بيننا حاجزاٍ أو معوقاٍ للحصول على المعلومات.. وجدنا في كلُ من المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة الكثير من الألعاب النارية والمفرقعات.. يمارسون بيعها دون خوف.. في العلن.. قالوا لنا ” ليس هناك ما يمنع بيع وشراء الألعاب النارية ولم تنزل أي حملة لمنع بيعها”. وكيل مصلحة الدفاع المدني العميد عبدالكريم معياد أكد على أن قرار منع استخدامها لا يكفي لمنعها.. مشدداٍ على ضرورة أن يكون هناك قانون أو قرار يمنع استيرداها من الخارج ولا بد أيضاٍ أن تضبط على مشارف الحدود وعدم السماح لها بالدخول إلى اليمن.. لافتاٍ إلى أنها تتسبب في أغلب الأوقات بحرائق هائلة ينتج عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة. ودعا العميد عبدالكريم معياد المواطنين إلى عدم السماح لأبنائهم باستخدام الألعاب النارية حفاظاٍ على أرواحهم وممتلكاتهم. قائد الشرطة الراجلة سابقاٍ العقيد عبدالغني الوجيه تحدث حول الألعاب بالقول: أخطار ا?لعاب النارية متعددة وهي سبب في القتل وفي أرواح تزهق كما أنها سبب في كثير من التشوهات التي تستمر المعاناة منها طوال الحياة .. فكم من عين من عيون ا?طفال فقدت بسبب مسدسات الخرز التي تباع في الأعياد للأطفال وكم من يد بترت بسبب لعبة نارية تفجرت في يد من يستعد لإطلاقها صغيرا كان أو كبيراٍ وفي أقل مصائبها فإنها مال وعملة صعبة تذهب للدول التي نستورد منها تلك الألعاب النارية .. ناهيكم عن مخاطر لا يتنبه لها كثير من المسئولين وكثير من أفراد المجتمع ومؤسساته وهيئاته وهي أسواق تلك الألعاب النارية حيث أنها لا تخضع لمعايير التخزين التي تضمن السلامة العامة فلو أن أحد محلات بيع هذه الألعاب النارية في صنعاء القديمة (سوق الملح) مثلاٍ تعرض لحريق ( لا سمح الله) لتسبب بانفجارات ستؤدي بحياة كثير من الناس وستدمر كثيراٍ من البيوت المجاورة التي بناؤها قديم وأثرية ولا تتحمل آثار الانفجار. وعن الحلول قال العقيد الوجيه ” الحل في منع بيعها على الحال التي هي عليه الآن وتقنين ذلك البيع بشروط السلامة وشرط تحمل مسئولية النتائج”.