الرئيسية - عربي ودولي - استهداف إسرائيل لمراكز إيواء المدنيين انتهاك صارخ للقانون الدولي
استهداف إسرائيل لمراكز إيواء المدنيين انتهاك صارخ للقانون الدولي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

من تمكنوا من الفرار من حرب الإبادة الإسرائيلية الغاشمة في غزة الى مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين “الأونروا” “”UNRWA تعقبتهم آلة الحرب والإبادة والدمار , مخلفة أشلاء وضحايا وقصص انسانية مؤلمة. وتصنف مدارس الأونروا في غزة , بأنها آخر الملاجئ التي يقصدها المدنيون الفلسطينيون هربا من القصف والدمار الإسرائيلي , حيث بلغ عدد اللاجئين إلى هذه المدارس والتي يقدر عددها بنحو 90 مدرسة 250 ألف مدني إلا أن هذا التصنيف تغير مع استهداف العدوان الإسرائيلي لهذه المدارس في مخالفة واضحة للقانون الدولي في ظل وضع انساني في غاية التعقيد جراء تعرض هذه المدارس للعمل العسكري الإسرائيلي المستمر , إضافة إلى نفاذ المواد والمستلزمات الاساسية. وسجل حتى اليوم استهداف سبع مدارس تابعة للمنظمة الاممية. ونفذت يوم امس قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق مدرسة أنس الوزير في رفح التابعة للأونروا والتي تضم مئات النازحين ما تسبب باستشهاد أكثر من 10 شهداء وعشرات الجرحى وهذه هي المدرسة السابعة من مدارس الأونروا التي يتم استهدافها بشكل مباشر من قوات الاحتلال.(حسب وكالات الانباء العالمية). وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن :” مجزرة مدرسة انس الوزير التابعة للأونروا تدلل أن صمت الأمم المتحدة يمثل الضوء الاخضر للعدو الصهيوني لسفك دماء الأطفال و النساء والمسنين.” وأعلنت وزارة الصحة أن حصيلة العدوان المتواصل ارتفعت حتى عصر يوم أمس إلى قرابة 1760 شهيدا وأكثر من 9100 جريح. وتعاني مدارس الاونروا من تحديات عدة جراء استهدافها وتعرض حياة موظفيها للموت, وكذا جراء نفاذ المواد والمستلزمات الأساسية في مراكز الإيواء. ونعت يوم أمس الأحد الوكالة تسعة من موظفيها قتلوا خلال الأسبوعين الأخيرين في العمليات الإسرائيلية على قطاع غزة. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول القول إن “أولئك الأشخاص كانوا أناساٍ كرسوا سنوات أو عقوداٍ من عمرهم في خدمة لاجئي فلسطين في غزة” مضيفاٍ “والعديد منهم كانوا تربويين ويغرسون في الأطفال الأمل بمستقبل أكثر إشراقاٍ ويساعدونهم على اجتياز الأوقات الأشد صعوبة”. وأضاف أن “الطرق القاسية التي فقدوا حياتهم خلالها قد أدت إلى تدمير عائلات تركوها وراءهم وإلى تدميرنا جميعنا في الأونروا”. من جانبه , قال مدير عمليات الأونروا في غزة روبرت تيرنر إن “خسارة هؤلاء الموظفين التسعة تعد مأساة لا يمكن نسيانها لقد واجهوا كل التحديات التي تؤثر على غزة ومع ذلك واصلوا تصميمهم بدعم أهلهم في ظل ظروف يائسة لقد كانوا إنسانيين بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإن خسارتهم تعد ضربة قاصمة لعائلاتهم ولغزة وللأونروا”. وفي السياق , أعلنت الاونروا أن مخزون الغذاء والدواء اللازم لإغاثة النازحين نفدت من مخازن الوكالة. وقال روبرت تيرنر في مؤتمر صحفي عقده في مستشفى الشفاء بغزة :”كل إمدادات الغذاء والدواء اللازمة لإغاثة النازحين نفدت من مخازن الوكالة”. وأضاف:” سنطلب إمدادات من مفوضية شئون اللاجئين في سوريا والأردن”. واستنكر تيرنر عمليات إجلاء السكان الواسعة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة غزة. وفي ظل نفاذ المساعدات , أعلنت الأونروا يوم أمس أنها تحتاج إلى 187 مليون دولار لمساعدة (250) ألف نازح. وقالت الوكالة في بيان لها انها بحاجة لما مجموعه (187.7) مليون دولار من أجل توفير المساعدة الطارئة إلى حوالي(250) ألف شخص نازح لفترة تصل إلى ثمانية أسابيع كما أن هناك حاجة لجزء من هذا التمويل للبدء بأنشطة الإنعاش المبكر بما في ذلك إصلاح المساكن والمنشآت لدى توقف العمليات العدائية. وبحسب البيان فان هناك( 86 ) ملجأ طوارئ تابعة لـ(الأونروا) تستضيف ما مجموعه (225.178) نازحا بزيادة قدرها (10%) خلال 24 ساعة. هذا وقوبل استهداف مدارس المنظمة الأممية من قبل الاحتلال الإسرائيلي باستنكار واسع باعتبار ذلك تحديا للقانون الدولي. وسجل خلال الأيام القليلة الماضية استهداف العديد من المدارس آخرها يوم أمس , وسبقها يوم الأربعاء الماضي استهداف مدرسة تابعة لأونروا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. واستنكرت وكالة “اونروا” استهداف احدى مدارسها في جنوب قطاع غزة والتي تأوي أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني من الذين أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة أماكن سكناهم في شرق رفح جنوب قطاع غزة. وقال “عدنان أبو حسنة” المستشار الإعلامي للأونروا في حديث لوكالة الأنباء القطرية “قنا” في غزة أن الاونروا تشعر بالصدمة لهذا الاستهداف الجديد موضحا ان شهود العيان أكدوا أن صاروخا أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية سقط بالقرب من الباب الشرقي للمدرسة وليس داخلها ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يتواجدون في داخل وخارج المدرسة. وأضاف أن هذه المدرسة تم فتحها بمعرفة الجيش الإسرائيلي كمركز إيواء وان إحداثياتها أرسلت لهم عدة مرات مع مدارس أخرى مشددا انه لم يكن هناك أي اعتراض عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ولكن ما يحدث على الأرض من استهداف لهذه المدارس يثير تساؤلات عديدة عن مدى تمتع مراكز الأمم المتحدة بالحصانة والحماية. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية قصف مدرسة تابعة للأونروا في قطاع غزة الذي أوقع الأربعاء الماضي 16 شهيدا بينهم نساء وأطفال. وقال بان كي مون “تعرضت هذا الصباح مدرسة تابعة للأمم المتحدة تستقبل آلاف العائلات الفلسطينية لهجوم يستدعي الإدانة هذا غير مبرر ويستوجب المحاسبة وإحقاق العدالة”. وأوضح أن المنظمة الدولية أبلغت السلطات العسكرية الإسرائيلية 17 مرة بالمكان المحدد لهذه المدرسة الابتدائية وكان آخرها قبل بضع ساعات من الهجوم غير أن ذلك لم يمنع استهداف النازحين داخل المدرسة. من جانبه انتقد يان ألياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة المبررات الإسرائيلية لاستهدافها المدنيين في غزة وتأكيدها أنها تعلم الفلسطينيين قبل استهداف المواقع لتمكينهم من إخلائها وقال “إن هؤلاء السكان لا يملكون خيارات كثيرة للهروب في ظل تكدس 1.8 مليون فلسطيني في مساحة ضيقة”. بدورها قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض برناديت ميهان إن بلادها تشعر “بقلق بالغ” لأن آلاف الفلسطينيين النازحين داخليا ليسوا في أمان في ملاجئهم التابعة للأمم المتحدة. من جانبها وصفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) التي يوجد مقرها ببيروت الاعتداءات الإسرائيلية على مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة بأنها “صفعة جديدة للقانون الدولي”. وذكرت اللجنة بأن استهداف مدارس الاونروا يأتي في سياق نهج من الانتهاكات المتواصلة للقانون الإنساني الدولي منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي, و أن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي واضحة وتشهد عليها أكثر من هيئة تابعة للأمم المتحدة وخاصة محكمة العدل الدولية كما وثقت هذه الانتهاكات مئات القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن وكذلك تقارير الأمين العام للأمم المتحدة. وتقدم الأونروا (وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى) المساعدة والحماية وكسب التأييد لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة, وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح. وتأسست الوكالة في أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948 بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 1948 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت الوكالة عملياتها في عام 1950.