> لندن تصف الوضع في غزة بالصعب وتحذر من إطالة الحرب

تمضي إسرائيل بكل ترسانتها العسكرية الضخمة قدما في مواصلة حرب الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين الذين يتساقطون على وقع هول الجرائم أشلاء ودماء وسط صمت دولي واستكانة عربية غير مسبوقة إزاء إبادة ممنهجة لم يحدث لها في تاريخ الإنسانية مثيل وتعتبر وصمة عار في جبين المجتمع الدولي .. تزامن ذلك مع وصول وفد فلسطيني للقاهرة أمس لبحث المبادرة المصرية ووقف إطلاق النار بمشاركة مسؤولين من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. وقد أعلنت إسرائيل التي لا تحترم القانون الدولي الإنساني على لسان رئيس وزرائها بنيامين نيتناهو الإصرار على مواصلة العدوان على غزة دون تحديد سقف زمني لإنهاء المجازر التي استعرت وتيرتها على خلفية اعتراف جيش الاحتلال بمقتل الضابط في سلاح المشاة في قطاع غزة الذي شهد أمس سلسلة غارات جوية استشهد خلالها أكثر من 20 فلسطينيا .. بينهم 10 نازحين ونحو 30 جريحا في قصف جوي إسرائيلي لمدرسة تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الاونروا – في وسط مدينة رفح. وتستضيف القاهرة محادثات بين وفد فلسطيني يضم أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس والجهاد الإسلامي ومسؤولين مصريين وبحضور أميركي كما جاء على لسان مسؤول العلاقات الخارجية لحركة حماس أسامة حمدان في تصريحات إعلامية في ساعة متأخرة الليلة الماضية. وكان سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في غزة قال ان ممثلين عن حماس من خارج القطاع فقط سيشاركون في المحادثات التي انطلقت أمس لبحث المبادرة المصرية .. فيما امتنعت عن إرسال وفد للمشاركة في محادثات القاهرة بشأن التهدئة ويشارك في محادثات القاهرة توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام بالشرق الأوسط الذي وصل العاصمة المصرية أمس لبحث ما توصلت إليه عمليه التفاوض من اجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتهدئة في قطاع غزة. وفي العاصمة البريطانية لندن وصف وزير الخارجية البريطاني فليب هاموند الوضع الراهن في قطاع غزة بأنه “لا يطاق وينبغي تداركه”. وقال الوزير البريطاني في حديث خص به صحيفة الصنداي تلغراف اللندنية إن الأزمة المعتملة حاليا في غزة قد تتحول إلى “دائرة متواصلة من العنف.” وقال “إن طيفا واسعا من الرأي العام البريطاني منزعج بعمق من المناظر التي يشاهدها عبر شاشات التلفزيون من غزة. يشعر الجمهور البريطاني بقوة بأن الأوضاع الراهنة في غزة لا تطاق ويجب تداركها ونحن نتفق مع هذا الرأي.”

وأضاف هاموند “يجب التقيد بوقف إنساني لإطلاق النار دون قيد أو شرط. يجب علينا وقف عمليات القتل.” ويأتي العدوان الإسرائيلي بعد أقل من 24 ساعة من إعلان حكومة الاحتلال تعهدها باستمرار الهجمات بالقوة الضرورية على غزة لحين تحقيق ما أسمته أهدافها وأهمها تدمير الإنفاق في غزة.. هذا وقد استشهد أكثر من 34 فلسطينيا في سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة إحداها طالت مدرسة للأونروا وقعت عشرة شهداء في رفح. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة ان حصيلة شهداء الأحد في الغارات الإسرائيلية على القطاع ارتفعت إلى 34 فلسطينيا مع استشهاد أربعة آخرين في غارات جديدة. وقال القدرة ان “ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في غارة إسرائيلية على جباليا واستشهد آخر في رفح”. وقبلها أعلن القدرة عن استشهاد عشرة فلسطينيين في غارات إسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع. وقال القدرة ان “فلسطينيين استشهدا في غارة إسرائيلية على جباليا شمالا واستشهد ستة آخرون في رفح جنوب القطاع في غارتين مختلفتين”. وفجر أمس أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي اعتبر مفقودا منذ الجمعة فيما كان يشارك في القتال في قطاع غزة لترتفع بذلك خسائر الجيش الإسرائيلي إلى 64 جنديا منذ بدء هجومه على القطاع. واستشهد 10 نازحين فلسطينيين وأصيب أكثر من 30 آخرين بجروح وصفت المصادر الطبية حالة غالبيتهم بالحرجة جراء قصف جوي إسرائيلي لمدرسة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في منطقة دوار النجمة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة والتي تضم عشرات العائلات التي نزحت من بيوتها الواقعة شرق المدينة من شدة القصف المدفعي لتلك المنطقة. وقال أطباء ومسعفون أن عشرات الإصابات ومن قتلوا وصلوا تباعا إلى المستشفى الكويتي القريب من منطقة النجمة في رفح وأن حالة من الإرباك سادت داخل هذا المستشفى بسبب صغر حجمه وإنهم بدءوا بإلقاء المصابين والقتلى في ممرات وطرقات المشفى لعدم استيعاب غرف العناية والاستقبال لهذا العدد.