الرئيسية - عربي ودولي - صمود المقاومة يضاعف شعبية حماس ويكسر عزتها الخارجية
صمود المقاومة يضاعف شعبية حماس ويكسر عزتها الخارجية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بيروت/وكالات بعد أن كانت تعاني من مصاعب كثيرة قبل بدء حملة الإبادة الإسرائيلية الواسعة على قطاع غزة تمكنت حركة حماس من تسجيل نقاط سياسية في مواجهة إسرائيل رغم الخلل الكبير في ميزان القوى العسكري بين الطرفين حسب ما يرى محللون فلسطينيون وإسرائيليون. فمنذ إقالة الرئيس المصري محمد مرسي في (يوليو) 2013 بدت الحركة معزولة وضعيفة. وسارعت السلطات المصرية إلى إقفال الأنفاق بين قطاع غزة ومصر وتشديد فترات إغلاق معبر رفح ما أدى إلى خنق هذا القطاع اقتصاديا وهو الخاضع أصلا لحصار إسرائيلي خانق منذ العام 2006م. وبدأ التذمر يطاول السكان بسبب هذا الحصار حيث لم تعد حماس قادرة على دفع رواتب نحو 40 الف موظف ولا على مواجهة بطالة ضربت نحو 40% من اليد العاملة. ويقول عدنان ابو عامر استاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة انه بعد العزلة التي عانت منها الحركة اثر عزل مرسي والازمة الاقتصادية التي ضربت القطاع فإن دولا كبرى ومن بينها الولايات المتحدة بدأت تجري اليوم اتصالات غير مباشرة مع حماس. ويضيف “الحرب أعادت حماس الى الواجهة السياسية الاقليمية والدولية بقوة” متوقعا انها ستجني “مكاسب سياسية” من وراء ذلك. ينما يرى استاذ العلاقات الدولية في جامعة غزة جمال القاضي أن “شعبية حماس تصاعدت فلسطينيا وعربيا بعد ان اوجعت إسرائيل”. وتابع “يمكن ان تحافظ حماس على هذه الشعبية اذا تصرفت بذكاء وبرغماتية ونجحت في تحويل الانجاز العسكري الى انجاز سياسي اقله رفع الحصار بالكامل”. ونجحت حماس في رفع شعبيتها عندما وزعت مثلا شريط فيديو يظهر فريقا من مقاتليها يخرج من نفق داخل الاراضي الإسرائيلية ويقتل خمسة جنود إسرائيليين. كما اعتبر “انتصارا كبيرا” نجاحها في اصابة ضواحي مطار تل ابيب بقذيفة في الثاني والعشرين من يوليو ما ادى الى توقف الكثير من شركات الطيران عن استخدام هذا المطار لايام عدة. ويرى مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر أن العملية العسكرية الإسرائيلية تحقق عكس ما كانت تريده إسرائيل. وقال “بدلا من ان تكون النتيجة دفع الفلسطينيين للانتفاضة على حماس ادى القصف العشوائي الى تبنيهم موقف حماس والالتفاف حولها لانهاء الحصار على الاقل”. كما يعتبر وجيه ابو ظريفة استاذ العلوم السياسية في جامعة فلسطين أن حماس “قدمت نموذجا لإدارة المعركة في وجه الة القمع الإسرائيلية الهمجية واستطاعت كسب ود الشعب في التعبير عن مطالبه برفع الحصار”. ويضيف “رغم حجم الدمار المرعب قرر الناس التضحية والموت بسرعة بدلا من الموت ببطء لكن يجب ضمان تحقيق انجاز يوازي حجم التضحيات”. الا ان القاضي يرى انه “ينبغي ان تؤكد حماس ان الدم غالي الثمن والتوجه الى حل سياسي لان قدرة الناس على الصمود والتحمل قد لا تستمر”. وبحسب القاضي الذي يتوقع ان تتحسن علاقة حماس بمصر فانه “لا ينبغي أن تصر حماس على فتح معبر رفح لانه يمكن حل قضية المعبر لاحقا مع مصر من خلال تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية” مشيرا الى ان على حماس ان تدرك انه “لا يمكن الحصول على كل شيء”. وفي الإطار نفسه يقول ابو ظريفة أن أزمة حماس الاقليمية “لن تحل لأنها جزء من ازمة الاخوان المسلمين”. ويحذر ابو ظريفة الحركة الاسلامية “من ان تصاب بالغرور داعيا اياها الى انجاز المصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية”. ويؤكد ابو سعدة أن حماس قادرة على الصمود “لبضعة اشهر” مؤكدا ان مقاتلي الحركة “يضربون ويختفون حماس لا تخسر وإسرائيل فشلت في استهداف قادة الحركة او كوادرها في الميدان”. ويرى ابو سعدة ان “الحرب اثبتت ان الحصار والعزلة لم يضعفا حماس لانها طورت قدراتها بشكل هائل في ظل الحصار”. على الجانب الإسرائيلي يقول الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور في كلمة القاها امام مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية أن حركة حماس لم تنهزم “ولا يزال مقاتلوها يواصلون اطلاق الصواريخ على إسرائيل ويقاتلون بشراسة لحماية انفاقهم”. ومع أن هذه الصواريخ لم تتسبب سوى بمقتل ثلاثة مدنيين إلا أنها اضفت جوا من التوتر داخل المدن الإسرائيلية. وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت قال فيها انه “حتى ولو تم التوصل إلى تهدئة طويلة فسيكون على إسرائيل القبول بامرين كانت حتى الآن ترفضهما: الأول الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة التي تضم مستقلين إلا أنها مدعومة من حماس والثاني تخفيف الحصار على قطاع غزة كما تطالب حماس”. وأعلنت حماس عدة شروط لقبول وقف إطلاق النار أبرزها فتح المعابر التي تربط غزة بإسرائيل ومعبر رفح بين القطاع ومصر وإطلاق سراح 57 فلسطينيا شملتهم صفقة لمبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011م إلا أن إسرائيل أعادت اعتقالهم أخيرا.