* انتهت الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها اسرائيل أمس لسبع ساعات في قطاع غزة باستثناء منطقة رفح تحت ضغوطات أميركية وأممية جراء قصف آلة الحرب الاسرائيلية مدرسة للاونروا في غزة وهرع سكان القطاع لانتشال الضحايا من تحت الانقاض حيث اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنه تم اخراج ما يقارب 20 جثة. وأكد تقرير أممي أن معظم ضحايا العدوان الاسرائيلي في غزة هم أطفال ونساء فيما ارتفع عدد الشهداء إلى 1865 شهيدا وأكثر من 9000 آلاف جريح وأكثر من مليون مشرد واظهرت لقطات تلفزيونية مدى الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع والذي لقي ادانات بريطانية وفرنسية للجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي بحق أبناء قطاع غزة. تزامن ذلك مع تقديم الوفد الفلسطيني بالقاهرة لرؤية موحدة إلى القيادة المصرية التي ترعى المباحثات الفلسطينية- الفلسطينية والمتضمنة وقف اطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي من غزة بالاضافة إلى فتح المعابر واطلاق الدفعة الرابعة من الاسرى والمعتقلين قبل اتفاق اوسلو وكذلك رفع الحصار. وعقد الوفد الفلسطيني المتواجد حاليا في القاهرة أمس اجتماعا فلسطينيا ضم جميع أعضاء الوفد وخلص الاجتماع الفلسطيني – الفلسطيني الى الاتفاق على موقف موحد من خلال ورقة عمل تسلم الى المصريين تتضمن النقاط التالية : وقف اطلاق النار, الانسحاب الاسرائيلي من غزة, انهاء الحصار وفتح المعابر وحرية التنقل للافراد والبضائع, وحرية العمل والصيد في المياه الاقليمية لبحر غزة بمسافة 12 ميلا, الغاء ما يسمى بالمنطقة العازلة التي اقامتها اسرائيل, اعادة الاعمار وتقديم المساعدات الى قطاع غزة من خلال حكومة التوافق الوطني, عقد مؤتمر دولي للمانحين لاعادة الاعمار وتقديم المساعدات الدولية, الالتزام بصفقة شاليط والافراج عن المعتقلين السياسيين بما فيها اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني, اطلاق الدفقة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل اتفاق اسلو. وكان الوفد الفلسطيني قد وصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المصريين بشأن المبادرة المصرية. وأكدت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب لن ترسل وفدا إلى القاهرة لأنه لا جدوى للمسار الدبلوماسي في ظل إصرار حماس على عدم وقف إطلاق النار بحسب تعبير هذه المصادر. فيما أكد السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي أن بعض أعضاء الوفد الفلسطيني وصلوا إلى القاهرة على أن يصل آخرون اليوم صباحاٍ. ونوه الشوبكي بأن الوفد الفلسطيني موحد وبأنه جاء إلى مصر بناءٍ على الدعوة المصرية. وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكل الوفد الفلسطيني الذي سيتوجه إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف إطلاق النار في غزة. وسيضم الوفد 12 ممثلا عن حركة فتح بزعامة عباس وعن حماس التي تسيطر على قطاع غزة وعن حركة الجهاد الإسلامي. وأوضح البيان “قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني إلى القاهرة من عزام الأحمد رئيساٍ وماجد فرج رئيس المخابرات العامة (من فتح) وموسى أبومرزوق وخليل الحية وعزت الرشق (عن حماس) وزياد نخالة وخالد البطش (عن الجهاد الإسلامي)” كما يضم الوفد ممثلين عن فصائل أخرى. من جانبه أدانت كل من فرنسا وبريطانيا ما تفعله إسرائيل في غزة واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن حق اسرائيل بضمان أمنها لا يبرر ارتكابها مجزرة بحق المدنيين في غزة مطالبا المجتمع الدولي بضرورة فرض حل سياسي على الطرفين. وجاء تصريح فابيوس عقب إدانة بريطانية مشابهة لاسرائيل اعتبرت فيها أن استهداف المدنيين اللاجئين في مدارس الأونروا غير مقبول. ميدانياٍ قصف الجيش الإسرائيلي منزلاٍ في مخيم الشاطئ بغزة بعد دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ. واعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل طفلة فلسطينية في قصف اسرائيلي لمنزل في مخيم الشاطىء بعد بدء التهدئة. وكانت إسرائيل أعلنت أن جيشها سيوقف إطلاق النار في معظم قطاع غزة لمدة سبع ساعات من يوم أمس لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية ولعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم.. ولكن سيرد إذ تعرض لهجوم. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن هذه الهدنة الإنسانية لن تسري على المناطق التي ما زالت القوات الإسرائيلية تعمل فيها أي في مدينة رفح بجنوب القطاع. ومن جهته حذر مسؤول العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة الجنرال يواف موردخاي في البيان من أنه “في حال انتهاك التهدئة فإن الجيش سيرد بإطلاق النار على مصادر النيران الفلسطينية”. كذلك دعا موردخاي سكان قريتي عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة الواقعتين شرق خان يونس للعودة إلى منازلهم . ومن جهتها اعتبرت حركة “حماس” في بيان صدر عن سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة إعلان الجيش الإسرائيلي عن تهدئة إنسانية هو إعلان “من طرف واحد” وبمثابة محاولة لصرف الأنظار عن ما وصفته بـ”مجازر الاحتلال”. وأضاف أنه “لا يثق بهذه التهدئة” داعياٍ الفلسطينيين لأخذ الحيطة والحذر. وفي السياق ذاته أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أمس استشهاد 296 طفلاٍ وفتى فلسطينياٍ على الأقل منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من يوليو. وأوضحت يونيسف أن “الأطفال يشكلون 30% من الضحايا المدنيين”.. مضيفةٍ “عدد الضحايا بين الأطفال الشهداء في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة قد يرتفع بعد عمليات التحقق الجارية”. وأشارت يونيسف إلى أنه من بين هؤلاء الأطفال 187 صبيا و 109 فتيات لافتة إلى أن أعمار 203 منهم تقل عن 12 عاما.