الرئيسية - الدين والحياة - الإرهابيون انعدم في قلوبهم الإيمان وخرجوا بأفعالهم البشعة من دين الإسلام
الإرهابيون انعدم في قلوبهم الإيمان وخرجوا بأفعالهم البشعة من دين الإسلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع /أمين العبيدي – حفظ النفس ضرورة دينية والاعتداء عليها يعادل جريمة الشرك بالله

على أبناء اليمن المحافظة على قيم الأخوة بينهم وتعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض

يتفق كل العقلاء باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم على إدانة الإرهاب بكل صوره وأشكاله واعتباٍره عملاٍ مقيتاٍ ينافي الكرامة الإنسانية فضلاٍ عن مخالفته الدين والعقل والمنطق. كيف لا وهو الذي حرم الشباب شبابهم والأطفال آباءهم والآباء أبناءهم باسم الدين الإسلامي الذي لا علاقة له بما يدعون إليه من العنف والتقتيل وتمزيق أوصال المجتمع. في البداية أوضح فضيلة الدكتور عبدالله اليوسفي أن قتل النفس التي حرم الله تعالى إلا بالحق من أحرم الحرام ومن أفظع الأعمال جرمٍا وأكبرها إثمٍا وقد توعد الله قاتل المسلم عمدٍا بأنواع العقوبات كل واحدة أعظم من الأخرى وأنزل غضبه عليه قال جل شأنه: {وِمِنú يِقúتْلú مْؤúمنٍا مْتِعِمدٍا فِجِزِاؤْهْ جِهِنِمْ خِالدٍا فيهِا وِغِضبِ اللِهْ عِلِيúه وِلِعِنِهْ وِأِعِدِ لِهْ عِذِابٍا عِظيمٍا} وأشار اليوسفي أن قاتل الجنود الأبرياء تنتظره هذه العقوبات الأربع: الخلود في نار جهنم مع الغضب واللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله والعذاب العظيم.

إنه وعيد رهيب قاصم أشدْ على سمع المؤمن من أي عقابº إذ ليس بعد هذا الوعيد وعيد وليس بعده جزاء وذلك كله دليل واضح على حرمة الدم وحرص الإسلام على المحافظة على النفس وصيانتها من الاعتداء عليها وإزهاقها وسفكها بغير حق. وأضاف اليوسفي إن هؤلاء المجرمين والجريمة البشعة التي ارتكبوها وراح ضحيتها أربعة عشر جندياٍ في محافظة حضرموت وماتعرض له الجنود من ذبح بصورة بشعة, تنكرها الشريعة الإسلامية أشد الإنكار. ونوه اليوسفي أن توبتهم أن تابوا غير مقبولة لحديث ابن عباس رضي الله عنهم لما روى أبو داود عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركٍا أو قتل مؤمنٍا عمدٍا». فقد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين من مات مشركٍا ومن أصاب دمٍا حرامٍا في عدم رجاء المغفرة لكل منهما فدل ذلك على عظم جريمة من قتل مؤمنٍا متعمدٍا وعلى عدم قبول توبته. لقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى كثيرة من الاعتداء على نفس المؤمن بغير حق وبين الوعيد الذي ينتظر القاتل فقال صلى الله عليه وسلم: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق». قال ابن العربي رحمه الله: “قد ثبت عن النبي النهي عن قتل البهيمة بغير حق وبِيِنِ وعيد من ارتكب ذلك فكيف بمن اعتدى وذبح الجنود والنفس التي حرم الله !” وِعدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من الكبائر والموبقات فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قيل: “يا رسول الله وما هن¿” قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» رواه البخاري ومسلم.

وبين صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يظل مطمئنٍا منشرح الصدر في حياته مسرورٍا فإذا ارتكب هذه الجريمة وقتل نفسٍا بغير حق صار منحصرٍا ضيق الصدر لا تسعه الدنيا بطولها وعرضها فيرى أنها قد ضاقت به وذلك لشدة العقوبة وعظيم الوعيد الذي توعده الله به فقال صلى الله عليه وسلم: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمٍا حرامٍا» رواه البخاري. وفي حديث آخر يوضح نفاسة دم المؤمن وحرمته عند خالقه فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: «ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك» رواه ابن ماجة. بل ورد الوعيد لمن أعان على القتل المحرم أو كان حاضرٍا يستطيع منعه أو الحيلولة دون وقوعه أو شجع القاتل على القتل فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمنُ لكبهم الله عز وجل في النار » رواه الترمذي. هذه العقوبات العظيمة والأهوال الشديدة أعدها الله تعالى لمن قتل مؤمنٍا متعمدٍا فالنفس المؤمنة معصومة محفوظة وحرمتها عند الله كبيرة فالاعتداء عليها من الموبقات ومن أكبر الكبائر وأشد المنكرات. وأخيراٍ دعا اليوسفي جميع أبناء اليمن للمحافظة على الأخوة الإسلامية فيما بينهم وتعظيم حرمة الدماء. وأما الشيخ صابر النوفاني فقد استهل حديثه بقوله: الحمد لله رب العالمين القائل (منú أِجúل ذِ?لكِ كِتِبúنِا عِلِى? بِني إسúرِائيلِ أِنِهْ مِنú قِتِلِ نِفúسٍا بغِيúر نِفúسُ أِوú فِسِادُ في الúأِرúض فِكِأِنِمِا قِتِلِ النِاسِ جِميعٍا وِمِنú أِحúيِاهِا فِكِأِنِمِا أِحúيِا النِاسِ جِميعٍا). وإن من أبشع الأفعال التي تنافي الإيمان الصادق جريمة القتل وصدق الله القائل: (وِمِا كِانِ لمْؤúمنُ أِنú يِقúتْلِ مْؤúمنٍا إلاِ خِطِأٍ), أما هؤلاء المجرون الذين قاموا بالجريمة البشعة التي راح ضحيتها أربعة عشر جندياٍ فقد انعدم من قلوبه الإيمان وقد خرجوا بفعلهم من تعاليم الإسلام. وأشار النوفاني أن هذا الفعل لا يمثل الإسلام فحفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية ومصلحة شرعية وفطرة سوية وطبيعة بشرية وغريزة إنسانية. ودم عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة لا يحل سفكها ولا يجوز انتهاكها وقتل النفس المعصومة عدوان آثم وجرم غاشم وأي ذنب هو عند الله أعظم بعد الشرك بالله من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق¿! لما في ذلك من إيلام المقتول وإثكال أهله وترميل نسائه وتيتيم أطفاله وإضاعة حقوقه وقطع أعماله بقطع حياته مع ما فيه من عدوان صارخ على الحرمات وتطاول فاضح على أمن الأفراد والمجتمعات. وإنه لمن المؤسف حقٍا ومن المحزن حقٍا أن يسمع المسلم بين وقت وآخر ما تهتز له النفوس حزنٍا وما ترجف له القلوب أسفٍا وما يتأثر به المسلم عندما يسمع عن قتل نفس مسلمة على أيدي آثمة وأنفس شريرة مجرمة تسفك دم مسلم إنها لجريمة شنيعة ترتعد منها الفرائص وتنخلع لها القلوب إنها لجريمة فاحشة ولجزاء مخيف. إن الاعتداء على دماء وأعراض المسلمين ليس من خلق المؤمن الصالحº لأن الإيمان حاجزَ قويَ دون الشر والفساد يأمر بالعدل وينهى عن الظلم في الدماء والأموال والأعراض والحقوق كلها فالمؤمن حقٍا لا يغدر ولا يفجرْ ولا يغش ولا يخدع ولا يطغى ولا يتجبر. ألا فليعلم هؤلاء وليعلم غيرهم أن الخلق كلهم عباد الله عز وجل وأنه سبحانه يحب من الناس أن يكونوا إخوة يحب كل فرد منهم لأخيه ما يحب لنفسه وأن يتعاملوا بالتسامح والعدل والتعاطف والود لا بالظلم والتناحر وأن لا يسفك بعضهم دماء بعض قال تعالى: (وِإذú أِخِذúنِا ميثِاقِكْمú لا تِسúفكْونِ دمِاءِكْمú وِلا تْخúرجْونِ أِنúفْسِكْمú منú ديِاركْمú). ودعا النوفاني وسائل الإعلام إلى تبني سياسة إعلامية رشيدة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وتحافظ على النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب اليمني للحفاظ على سفينة البلاد والوصول بها إلى بر الأمان . كما دعا جميع أبناء اليمن للمحافظة على الأخوة فيما بينهم وتعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض امتثالاٍ لقوله صلى الله عليه وسلم ” كْلْ الúمْسúلم عِلِى الúمْسúلم حِرِامَ دِمْهْ وِعرúضْهْ وِمِالْهْ ”. وأخيراٍ قال النوفاني على جميع أبناء الشعب أن يسرعوا للتوبة, والرجوع إلى الله والبعد عن الذنوب والمعاصي