الرئيسية - فنون - نجوم الإنشاد: لدينا تراث زاخر من آلاف السنين..ونناشد الجهات الرسمية توثيقه والاهتمام به
نجوم الإنشاد: لدينا تراث زاخر من آلاف السنين..ونناشد الجهات الرسمية توثيقه والاهتمام به
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لون من ألوان التراث البديع جوهره الكلمة ولحنه الصوت هو فقط آلته وموسيقاه الطبيعي بطبيعة صنعاء وعبقها وأصالتها.. النشيد الصنعاني حاضر وبقوة في كل المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية .. من خلال هذا الاستطلاع حاولنا ان نبحر معاٍ في هذا التراث والفن البديع لنتعرف اكثر على سماته ومميزاته عن غيره من ألوان الفن والتراث ..

يحدثنا أحد الأصوات القوية على الساحة الإنشادية المنشد أسامة الأمير رئيس فرقة صنعاء للإنشاد قائلاٍ : التميز الرائع في تراثنا الإنشادي يكمن في عدة جوانب منها التعدد المتغاير في أطيافه والتنوع الثري في ألوانه وألحانه في جميع محافظات الجمهورية فهناك الصنعاني والحضرمي والتهامي وغيرها, ولكل لون خصائصه الفنية ومميزاته الرائعة وكل هذه الألوان ناتجة عن عناصر الحياة في المجتمع الواحد والمضيئة بأنوار اليمن الواحد والتي حققت هدف توحيد المشاعر والأحاسيس العميقة النابعة من الحضارة اليمنية.. ويضيف : يعد تنوع قصائده الشعرية التي جواهرها مختلفة الأشكال وضمت أعذب الكلمات وأصدقها فهناك الحكمي والحميني والموشح والمبيت إلى جانب تفرده بأوزان وبحور شعرية وإيقاعات مختلفة عن المعروف في بلدان العالم العربي والإسلامي ووجود ألحان خاصة بكل المناسبات والطقوس لأن الإنشاد اليمني وليد الطقوس الدينية وهو وسيلة من وسائل التعبير عن العبادة والمناجاة الروحية مع الخالق عز وجل. وأهم ما يتميز به هو خلوه من مصاحبة الآلات الموسيقية أو مصاحبة الإيقاعات خاصة تراث صنعاء الإنشادي الذي يكمن جماله وروعته في بلاغة قصائده وعذوبة وجمال ألحانه لذلك هو قائم بذاته لا يحتاج إلى أي محسنات موسيقية فعندما يؤدي المنشد الأناشيد فكأن حنجرته آلة موسيقية طبيعية بأجوائه الروحانية المتنوعة الصافية وربوعه مشرقة وأركانه ناطقة محكمة البنيان وأغصانه مطوقة بقلائد وجواهر النقاء والصفاء. مصدر الفنون يشاركه الرأي المنشد وليد مرقان نائب رئيس فرقة الأحرار الإنشادية بصنعاء ويضيف : الإنشاد بشكل عام هو رسالة سامية يتميز بها هذا الفن الهادف الراقي خصوصاٍ بنكهته الخاصة التي يحتويها بالحضارة والأصالة والتاريخ وهو مصدر لكل الفنون الإسلامية الشرقية منها و الغربية.. وأردف مرقان : والنشيد الصنعاني يعد أبرز جوانب النشيد اليمني ففيه تجد كل الألوان الفنية والصناعية و التي تميزه عن غيره وفقاٍ للمناخ والموقع الجغرافي للمدينة صنعاء الأثرية القديمة كما وصفها الشاعر أحمد بن حسين المفتي قائلاٍ: “صنعاءú حِوِتú كْل فِنú .. يا سْعúد مِنú حِلِها” وفيها جوانب كثيرة تزخر بها هذه المدينة كالحرف اليدوية والتجارة والصناعة و يميزها كثيراٍ تراثها الإنشادي و هو الفن السائد فيها.. كما ويمتاز عن غيره بعذوبة ألحانه و كلماته و عفويته بالرغم من الصعوبة الموجودة في تراكيب ألحانه وصعوبة تأديتها بالشكل الصحيح فترعرعت في صنعاء الكثير من الألحان على امتداد فترة زمنية طويلة. ويضيف : يتميز أيضا بألفاظه ومفرداته و معانيها و طربيتها و ملامستها للواقع و محاكاتها للطبيعة التي تحويها و أكثرها تفردت في الابتهالات و المناجاة و التوبة و النصح و الوعظ وذكر و محبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأيضاٍ في الجانب الحياتي الوطني منها والاجتماعي. و يحكي اللحن و الكلمة في الأنشودة الصنعانية سليقة صاحب الصوت المؤدي في المقايل و المناسبات بشتى أجوائها .و انفرد النشيد الصنعاني بإيقاعاته الخاصة التي تميزه عن غيره من الألوان الإنشادية في اليمن و التي ترجمت الكلمة في ألحانها و تناغمها مع إيقاعها. زخم إنشادي من جانبه تحدث أحمد شذان – مدير عام الإنشاد الديني والوطني بديوان عام وزارة الثقافة رئيس الفرقة الإنشادية الرسمية ” أحباء طه الإنشادية” قائلاٍ : الإنشاد الصنعاني يعتبر رأس الإنشاد اليمني وأم الإنشاد اليمني لأن التراث الصنعاني أو ما يسمى بالإنشاد الصنعاني يحتوي على زخم وعادة روحانية قوية التلهف من قبل المستمع للنشيد الصنعاني النشيد الصنعاني يمتاز بقوة وفصاحة الكلمة الشعرية سواء شعر حميني أو شعر فصيح.. ومضى شذان يقول: بعض مؤرخي الإنشاد أصلوا الإنشاد الصنعاني بأنه أول زخم إنشادي على مستوى الساحة الإسلامية منذ أكثر من 800عام.. ويضيف: الإنشاد الصنعاني له قبول كبير في كل المحافظات بالأفراح والأتراح لأنه يمتاز بفصاحة الكلمة وتوضيحها واللحن جازم بأوتاره.. ويشير شذان إلى أن وزير الثقافة عبدالله عوبل رعا الفرقة الإنشادية الرسمية وبنى هيكلة في هذا المجال بالوزارة وذلك بإصدار قرار بإنشاء الفرقة الرسمية ومن بعدها إدارة عامة تختص بهذا المجال للإنشاد الديني والوطني ومتابعة حقوق المنشد وتجديد التراث الإنشادي ونشره بكامل أشكاله وألوانه على مستوى الجمهورية اليمنية والعالم.. حيث تهتم الفرقة الوطنية بكافة ألوان الإنشاد إلا أنها تهتم بالإنشاد الصنعاني لأنه يحتوي على شعبية كبيرة وإعجاب كبير من داخل اليمن ومن أقطار الوطن العربي.. هذا وقد حصلت الفرقة على المركز الثاني على مستوى 62دولة بداية العام 2014م الحالي بدولة تركيا الشقيقة ووصلت لهذه المرتبة باجتهادها وبعملها ونظامها إلا أنها اجتازت هذه المرحلة لإكثار الأناشيد والأوبريتات التي كانت تقام بدولة تركيا من النشيد الصنعاني .. صنعاء حوت كل فن وعلى وجه الخصوص يحدثنا رئيس جمعية المنشدين اليمنيين – علي الأكوع قائلاٍ : تحدث الشعراء والبلغاء والأدباء بأنهم تغنوا في صنعاء أكثر مما تغنوا في أي منطقة أخرى بحكم أنها منبع الثقافة وأن صنعاء هي فن الفنون لكل المحافظات و حاضرة اليمن.. بل اعترافاٍ لما قاله الشعراء والبلغاء حين قالوا ” ما مثل صنعاء اليمن كلا ولا أهلها.. صنعاء حوت كل فن ياسعد من حلها تطفي جميع الشجن.. إلى آخر ماقال الشاعر.. مضيفاٍ إن هناك عدة مميزات يتميز بها النشيد الصنعاني أولها أنه تراث مقبول لدى العالم وليس محليا فحسب.. كذلك بأنه إنشاد طبيعي بدون مصاحبة أي آلة موسيقية ويعرف النشيد الصنعاني والتراث الصنعاني أنه يلقى في المجالس أو المهرجانات أو المآتم أو الأعراس أو في المناسبات الدينية أمثال مناسبة المولد النبوي الشريف..أو ذكرى الهجرة النبوية أو ذكرى الإسراء والمعراج أو استقبال الحج أو استقبال رمضان كل هذه المناسبات ارتبطت ارتباطاٍ كلياٍ بالتراث الصنعاني .. كما أن اغلب قصائده الإنشادية التي قالها آباؤنا وأجدادنا وأدباؤنا قصائد في غاية الجمال سواء في الغزل الإلهي أوفي المديح النبوي أو في الغزل العذري أو في مديح الذات الإلهية .. وأشار الأكوع إلى أن أغلبها تبدأ بالتوسل لله عز وجل وتتوسط بالغزل وتنتهي بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. مثل قصيدة ” ياجزيل العطا نسألك حسن الختام فرج الهم واكشف مضيقه واجعل المصطفى شافعي يوم الزحام يوم يفر الشقيق من شقيقه .. إلى أن قال : ” المعنى يقول في هوى سابي القوام قد تحملت مالا أطيقه ” أيضاٍ قصيدة : رب بالسبع المثاني وبقرآن معظم أصلح اللهم شأني واكشف الهم مع الغم أنت يارب أماني إن دجى الكرب وأظلم وإذا الخطب دهاني أنت يارب أرحم .. المعنى الكوكباني عذبه فتان أحوم.. وتغزل في منتصف القصيدة وانتهى بالصلاة والسلام على النبي .. هذا ما يميز التراث الصنعاني أيضا من مميزات التراث الصنعاني الذي اشتمل على الكثير من العادات والتقاليد وتفنن بها كثير من أبناء المحافظات أسوة بهذا التراث البديع الذي ورثناه عن الآباء والأجداد منذ مئات السنين . الجدير ذكره بأن أصدر كتاب “روائع شعر النشيد الصنعاني ” مما يحتوي مثل هذا الكتاب من تراث وإبداع حيث ويعد الأول من نوعه في المكتبة اليمنية إذ حوى أكثر من 330 قصيدة ومشرفاٍ..كذلك ما تم توثيقه في المكتبة التلفزيونية والإذاعية من أصوات كثيرين من المنشدين الأوائل .. وختم الأكوع حديثه قائلاٍ : جميع المنشدين يؤدون رسائل طوعية رغم التقصير من وزارة الإعلام لنشر هذا التراث أما وزارة الثقافة تقوم بقدر ما تستطيع أيضا نتمنى من وزارة الأوقاف أن تهتم بثقافة البلد….لدينا 150000مخطوطة هذا الزخم وهذا العدد الهائل والثقافة المتنوعة نحن بلد الثقافة والحكمة ويمن الحكمة والإيمان..