قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
لا يصح فرض الإنفصال بالقوة ، ولا يصح فرض الوحدة بالقوة ابتداء ، لكن الحفاظ على وحدة أي بلد موحد مثل اليمن، أمر مشروع بكل الوسائل، ويؤكد عليه العرف والقانون الدولي ودساتير وقوانين الدول .
وحدة اليمن مثل وحدة دول(states ) أمريكا، أو ما نسميه الولايات المتحدة الأمريكية، تكونت في بدايتها طوعا لكنه لزم أمريكا في عهد أعظم رؤسائها لنكولن، حربا أهلية طاحنة للحفاظ عليها عندما أعلن الجنوب الإنفصال .وكل الأمريكيين الآن يشكرون لنكولن الذي حمى وحدة بلدهم. ولو تقسمت أمريكا لكانت الان في مستوى البرازيل أو الأرجنتين في أحسن الأحوال..!
وحدة الدول دائما ما تكون خطاً أحمر، وما تزال الصين تطالب بتايوان، ولم تسمح بانفصال التبت وهي قومية أخرى.. وتفعل الشيء ذاته أسبانيا مع كاتلونيا، وقال جواهر لال نهرو أن حق تقرير المصير مبدأ جميل لكنه لا يقبله في كشمير..!
اندلعت حرب 1994 في اليمن بسبب النزاع على السلطة، في الأصل، بين فصيل علي سالم البيض في الحزب الإشتراكي وتحالف علي عبد الله صالح.. وقلت دائما أن البيض لو كان محل صالح رئيسا، لما لجأ إلى الإنفصال أبدا ، وكان يمكن أن يفعلها صالح المتشبث بالسلطة لو كان محل البيض يعانى قدرا من التهميش، ولن يعدم الشعارات التي تدغدغ عواطف السذج، ولتبعه كثيرون من أصحاب المصالح، ووجد من يقف خلفه ويدعمه من الخارج، مثلما يحدث الآن، وحدث من قبل.
النزعات والحركات الإنفصالية موجودة في كثير من بلدان العالم، مثل أوروبا وأمريكا والصين والهند وغيرها.. وإذا اتبعت أي حركة إنفصالية منهج القوة فإنها عادة تواجه بقوة أشد.
عرفت اليمن نزعات انفصالية ، وأتذكر أنني سمعت مثل هذه النزعة في محافظتي البيضاء عندما كنت صغيرا ، قبيل انتهاء الحرب الأهلية في عام 1970، عندما اختلف بعض النافذين فيها مع السلطة في صنعاء ، وحدث ذلك أيضا في بداية عهد الإمام يحيى، حيث كانت إمارات وسلطنات مثل البيضاء ترفض الإنضواء في مملكة الإمام، وحدث الشيء ذاته في تعز وإب وتهامة، وكان يحدث التململ في بدايات عهد الدول، أو عندما تضطرب السلطة المركزية أو تشتد الصراعات على السلطة والنفوذ أو يُكرَّس التهميش والمظالم ، أو ما يشبه من الأسباب والخلافات.
قال لي الشيخ محمد يحيى الرويشان أنه تم تعيين عمه صالح بن ناجي الرويشان، رجل الدولة الحكيم محافظا لتعز ، لاحتواء النزعات الإنفصالية بعد ثورة سبتمبر 1962.. ولا بد أن الرجل الحكيم الرويشان هو الذي احتوى النزعة الإستقلالية في البيضاء، التي مكث فيها أطول فترة في العهد الإمامي حتى قيام ثورة سبتمبر 1962 ، وما يزال أهل البيضاء يذكرون الرويشان بخير .
في الجنوب كانت السلطنات والمشيخات تفوق العشرين، وبطبيعة النزعة القبلية لا يرضى أحدهم أن يخضع للآخر.. واخبرني الأستاذ عبد الله محمد الشعيبي، أنه اصطحب مرة وفدا من أعيان بيحان إلى عدن خلال الثورة في الجنوب في أوائل ستينات القرن الماضي، وعندما قرأ الأسماء في الطائرة، اختلفوا على من يكون اسمه الأول..! ما يزال الصديق عبد الله الشعيبي بصحة طيبة ، وهو يعرف وأعرف مثله أن مثل هذا قد يحدث عندنا في الظاهر أيضا..!
بين 1967 و 1990 لم يشهد الجنوب نزعات أو حركات انفصالية داخلية، حيث كانت قبضة الدولة حديدية، وكان الحشد والتعبئة تتم في اتجاه وحدة اليمن.وفي الحقيقة فإن النزعة الإستقلالية في مناطق الجنوب يمكن أن تكون أكثر إذا ما أخذ بعين الإعتبار تاريخ السلطنات الطويل في الجنوب وخاصة حضرموت .. ولا تعد حضرموت جنوبا في الحقيقة، فهي شرق اليمن، وحضرموت وشبوة أقرب إلى محافظه البيضاء، من يافع والضالع الحبيبتين..!
ومنذ الأزل إلى 1967 لا حواجز ولا موانع بين اليمن شماله وجنوبه، عدا الفترة من 1967 -1990..
والحقيقة فإن ما ينشده الناس في أعماقهم وقرارة أنفسهم هو العدل والمواطنة المتساوية، أما الإنفصال فهو شأن بعض السياسيين الطامحين أو الطامعين، وخاصة الديماغوجيين الذين يستغلون حالات عدم اليقين ويعبئون الجماهير نحو أهدافهم الشريرة الآنية، وقصيرة الأمد في الغالب.
وقد تلتقي مصالح الخارج أو حساباته في تقسيم اليمن، وفي لحظة ضعف وطنية يطفو على السطح من لديه الاستعداد في البيع بأي ثمن، حتى وإن كان يدرك في قرارة نفسه ويقر بأن ليس في تفكيك بلده مصلحة عامة حقيقية.. وتتراوح مواقف بعضهم بين الوحدة والانفصال حسب مقتضيات اللحظة الراهنة والمصلحة الآنية.. ويظهر أحد أكثر القادة المتحمسين للانفصال حاليا، في تسجيلات سابقة ، وهو يسخر ويستهجن دعوات الانفصال ويعده جريمة وظلما.. وقال في أحد التسجيلات بأنه يقبل الوحدة حتى مع الصين التي فيها ثلاثمائة مليون مسلم، حسب قوله .. لكنه الآن يقاتل بدعم من الإمارات من أجل تقسيم ثلاثين مليون عربي ومسلم يمني، يفترض أنهم كلهم بني جلدته..!
سنرفض ذلك تماماً وحتماً وأبداً ، حتى لو وقفت معه الصين، وأكثر من مليار من البشر هناك.! لكننا واثقون بأن الصين العظيمة المكونة من أربع وخمسين قومية ولغة لن تفعل.. لكن أشقائنا العرب المشرذمين، يفعلون ذلك، في هذا الزمن، للأسف .. يالظلم ذوي القربى..!
* سفير الجمهورية اليمنية لدى المملكة الأردنية الهاشمية