صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
منصور شايع – يقول احد الاخيار ” ويل لشعب يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع ” فعن أي امن غذائي نتحدث ونحن نستورد معظم إن لم نقل جميع احتياجاتنا الغذائية الاساسية والكمالية من العالم الخارجي على سبيل المثال نستورد ما يقارب 95 % من احتياجات الاستهلاك المحلي من القمح وبنسب متفاوتة بقية اصناف الحبوب من الذرة والشعير والبقوليات وأن الاراضي الزراعية التي كانت تغطي تقريبا معظم احتياجات السكان من الحبوب بأنواعها ومنها القمح ويتم تصدير الفائض إلى الخارج قد اجتاحتها وسيطرت عليها اشجار القات ومنها الاراضي والقيعان الزراعية الخصبة كقاع جهران بمحافظة ذمار والوديان والقيعان الزراعية الخصبة المروية والمطرية في محافظة إب التي تعتبر سلة غذاء اليمن وكانت تضرب بها الامثال ومنها “سحول ابن ناجي والسياني ومساحات زراعية واسعة في محافظات صنعاء وعمران وحجة والمحويت وتعز والضالع وصعدة وغيرها .. كانت إلى وقت ليس ببعيد تزخر بزراعة أجود أنواع الحبوب والخضار والفواكه وأصبحت للأسف اليوم تتآكل وتزحف عليها زراعة تلك الشجرة الملعونة مدعومة بالصمت المريع من قبل الجهات المعنية ولو من باب النهي عن المنكر وعدم تطبيقها لقانون أو القرار الحكومي لم اتذكر هل صدر على شكل تشريع واقر من قبل مجلس النواب أم لا والذي يقضي بمنع زراعة القات في القيعان الزراعية الخصبة إلى جانب اللهث من قبل المزارع وراء الربح الوهمي والسريع . فالمطلع على البيانات الزراعية الرسمية يجد أن مساحة زراعة القات هي الوحيدة من بين مختلف المساحات الزراعية النباتية تتسع حتى تجاوزت في العام الماضي 167 الف هكتار وكل ذلك على حساب المساحة الزراعة الغذاء المحدودة اصلا وتستهلك نحو 30 % من الموارد المائية ومعظمها من المياه الجوفية .. ولو أن شجرة القات يعيش عليها ما يزيد عن 6 ملايين نسمة تقريبا قد يزيد هذا الرقم أو ينقص من السكان في مناطق زراعته والعمليات التالية لها وتسويقه .. غير انه يفقد اليمن مسألة الأمن الغذائي الاستراتيجي ويكون تحت رحمة الدول الخارجية التي ترفض مساعدة اليمن في بعض المشاريع الزراعية قبل التخلص من شجرة القات وتقول ان احلال الزراعة الغذائية محل القات قد تسد الفجوة الغذائية التي تعاني منها كما أن زراعة القات لا تمثل رقما يذكر في الاقتصاد الوطني كونها سلعة محلية يتم تداولها محليا ولا يستفاد منها للتصدير الخارجي حتى يكون لها تأثير في الميزان التجاري والاقتصاد الوطني . عن أي امن غذائي نتحدث وحفارات المياه تجوب الارض شرقا وغربا دون حسيب أو رقيب تنخر جوف هذا الوطن ليلا ونهارا وبصورة غير مشروعة لتستنزف ما تبقى من المياه الجوفية المخزنة منذ آلاف السنين لري القات ولا توجد حتى خطط على الواقع تنفذ لتعويض الفاقد .. فيما الجهات المعنية في الحكومات المتعاقبة منشغلة بإعداد الاستراتيجيات والخطط والمشاريع الزراعية واستجداء عطف المانحين لتمويل تلك الخطط التي تكاليفها خلال العقد الماضي لو نفذت في مشاريع زراعية مباشرة كبناء السدود لتجاوزنا الكثير من الصعاب المتعلقة بحصاد المياه ودعم المزارع بصورة مباشرة ولكنها في اعتقادي فقط استراتيجيات تزرع الوهم في نفوس المزارعين بدلا من التوسع وتطوير زراعة المحاصيل الغذائية التي يتطلع اليها فهو يسمع الجعجعة ولا يرى طحينا فكم من خطط واستراتيجيات وورش عمل ودورات تدريبية تلتها لم يلمس المزارع نتائج مباشرة ومستمرة أثرت في حياته المعيشية وطورت من انتاجه رأسيا وأفقيا وليسمح لي القارئ الكريم بسرد عدد منها منذ العام 2000م فقط بدءاٍ من اجندة عدن والتي لم ينفذ منها مشروع على ارض الواقع واستمرت إلى اليوم بل انتهت بانتهاء الاموال المعتمده لها وما صرفت على من قام بإعداد اوراقها والتنظير فيها مرورا بالرؤية الزراعية 2000م – 2025م . إلى جانب سياسات وزارة الزراعة والري 2005م – 2009م ثم استراتيجية وزارة الزراعة بشأن الثروة الحيوانية 2010م والإستراتيجية الوطنية للري .. هل هذا يكفي ام اذكر القارئ والمهتم وحتى المسئول بالإستراتيجية الوطنية لقطاع المياه وبرنامجها الاستثماري 2005م والمحدثة في عام 2008م والإستراتيجية الوطنية لقطاع الزراعة 2012 -2016م وأخيرا الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2013م وغيرها .. فهل يكفينا استراتيجيات ورؤى وخطط نظرية وتمويلات وورش عمل غير ذي جدوى لهذا القطاع الغالب على امرة والتي تنتهي إن نفذ منها شيء بانتهاء مخصصات المشاريع الزراعية الممولة من قبل الدول الشقيقة والصديقة .. وكنا نتمنى أن تستمر تلك المشاريع بعد انتهاء فترة الممول الاجنبي سواء بتبني الحكومة لتلك المشاريع أو القطاع الخاص من أجل احداث تنمية زراعية حقيقية نستطيع ولو بالحد الادنى تقليص الفجوة الغذائية التي تعاني منها اليمن وإحداث تقدم بسيط نحو ما كنا عليه من انتاج للغذاء في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي .. وهذا في رأيي لن يتأتى سوى من خلال اتخاذ الحكومة ممثلة بالجهات المعنية خطوات عملية أولها منع زراعة القات في القيعان والوديان الزراعية الخصبة إلى جانب منع الحفر العشوائي للمياه الجوفية وتنفيذ السدود والحواجز المائية لحصاد مياه الامطار وتغذية الآبار الجوفية لتعويض الفاقد منها إلى جانب دعم المزارع الصغير ومحاولة ايجاد البديل له عن زراعة القات حتى يتوفر له دخل جيد يقارب المردود من زراعة القات حتى نقلص من مساحة زراعته أو وقفها عند ذلك الحد على الاقل .