الرئيسية - كــتب - طريق البخور وطوفان الغضب
طريق البخور وطوفان الغضب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في الوقوف على أعمال المبدع منير طلال ومعايير النوع الأدبي يمكن للباحث أن يخرج بمقاربة لعتبة التعيين الأجناسي في روايتي (طريق البخور) و(طوفان الغضب)..وإذا كان ثمة من ي◌ْسلöøم بأن عمليú منير طلال الإبداعيين (طريق البخور) و(طوفان الغضب) يجمعان في تجنيسهما بين النوعين¡ المسرحي والروائي¡ باعتبار أن الكتابة الإبداعية الجديدة فرضت طرائق جديدة في تشكيل النص الأدبي بعيدا◌ٍ عن إرغامات نظرية الأجناس الأدبية¡ فلاشك أن النصوص الموازية¡ هي الأخرى لم تكن بمعزل عن هذا التجديد¡ الذي مس عتبة (التعيين الأجناسي) في الكتابة الإبداعية الجديدة¡ والذي تجلøت بعض صوره¡ في خلو بعض المؤلفات من التحديد الأجناسي¡ واستبدال بعضها الآخر إشارات تجنيسية قائمة على تضييق الحدود بين الأجناس الأدبية¡ أو إلغائها¡ بتحديدات تجنيسية اكتسبت عرفا◌ٍ أدبيا◌ٍ¡ وهو ما تشهده الساحة الأدبية من ظهور أعمال إبداعية قائمة على التهجين الأجناسي (قصائد – أقصودة – مسرواية – سيرة روائية)¡ وأخرى ترفض التجنيس من أساسه (نصوص – كتابات – أعمال). وهنا يحضرنا تساؤل¡ هو¡ لماذا لم يلجأ المؤلف إلى مؤشر تجنيسي هجين يجمع بين النوعين¡ ع◌ْرف بـ (مسرواية) ويعني (رواية ممسرحة) وهي الرواية التي يطغى فيها الحوار على بقية العناصر الأخرى¿. مع يقيني التام أن (طريق البخور) و(طوفان الغضب) نص◌ِøان مسرحيان بامتياز¡ لا يمتøان إلى النوع الروائي بصلة¡ وليس في ذلك ما يعيب المؤلف¡ أو يقلل من قيمتهما الفنية¡ بل إن محاولة إقحامهما في نوع أدبي تختلف شروط إنتاجه عن شروط إنتاجهما يحط من قيمتهما الفنية. نعم¡ قد يحدث التداخل بين الأنواع الأدبية¡ وهو أمر وارد في كثير من النصوص الإبداعية الجديدة¡ لكن مع ذلك كله تظل معايير النوع الأدبي علامة فارقة لتمييز نوع أدبي عن آخر¡ وعلامة مهمة لتكوين أفق انتظار القارئ في عملية التلقي. وبين استحالة الكتابة بعيدا◌ٍ عن معايير النوع الأدبي¡ وصعوبة الحديث عن حالة إبداع في ظل الالتزام الصارم بهذه المعايير¡ يظل التعيين الأجناسي المدون على أغلفة الأعمال الإبداعية¡ هو الفيصل في توجيه قراءة النصوص¡ والذي عادة ما ي◌ْراعى عند اختياره معايير النوع الأدبي وشروطه التي كتب بها العمل الإبداعي¡ المراد تربع التعيين الأجناسي صفحة غلافه الأولى إلى جانب العنوان واسم المؤلف.