وفد اليمن في مؤتمر المناخ يبحث مع نائب وزير الصحة الاذربيجاني تعزيز أوجه التعاون المستشار العسكري للمبعوث الأممي يطلع على نشاط مشروع مسام بمأرب اللواء ثوابة: المليشيات الحوثية تهدم أي مبادرات لإنهاء الحرب وإحلال السلام قوات الجيش تفشل هجوم لميليشيا الحوثي على قطاع الكدحة غرب تعز الأغذية العالمي: نحتاج الى 16.9 مليار دولار لمعالجة أزمة الجوع العالمية "موديز" ترفع تصنيف السعودية الائتماني عند "aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة رئيس الامارات يبحث مع الرئيس الاندونيسي العلاقات بين البلدين وشراكتهما الاقتصادية فريق طبي يؤكد استقرار حالة جدري الماء في ميناء نشطون بالمهرة مأرب تحتفي باليوم العالمي للطفولة ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
يعد الكاتب والناقد الفني فاروق الجفري أحد ابرز من أثروا المكتبة اليمنية بالكثير من الكتب التي سلطت الضوء على تاريخ الفنون في العالم أجمع وتكاد أعماله تشكل بمجملها موسوعة في الفنون البصرية ..ومن أبرز الكتب التي رفد بها الجفري المكتبة اليمنية والعربية كتابه المهم والمرجعي “التصميم والزخرفة.. دراسة تاريخية وفنية تشكيلية” والذي يأتي في سياق الدراسات الفنية للجفري والتي تحاول تقديم صورة شاملة للفنون الجميلة من مختلف جوانبها وقد اشتمل هذا الكتاب على ثلاثة فصول قدم المؤلف في أولها لمحة موجزة عن تاريخ الزخرفة ففي الزخرفة قديما تحدث المؤلف عن نشأة الزخرفة بشكل فطري في حياة الشعوب وبقاء هذا الفن لردح طويل من الزمن والتغيرات التي طرأت عليه وتطوره عندها أحسن الإنسان بوجود قوة خفية تحرك الكائنات وتهيمن على شؤونها.. وفي هذا السياق يشيد المؤلف إلى أهمية الزخرفة كفن أصبح اليوم يميز الأمم عن بعضها والتي نشأت أي تلك الفنون الزخرفية كنتيجة لحاجة اجتماعية أضحت تنطق بحياة الأفراد والمجتمع لأنها تشمل كل دواعي الحياة وتضفي معالمها على كل شيء ولتدليل على ذلك يقول المؤلف :«ففي كل بيت لها فيه أثر وفي كل غرض عليه منها مسحة ويواصل المؤلف حديثه عن فن الزخرفة وبداياتها العربية حيث يشير تحت عنوان (الزخرفة المصرية القديمة) إلى أن مصر كانت المهد الأول للفن وأمتد التأثير المصري بعد ذلك إلى كافة أنحاء العالم حيث بلغ هذا الفن أزهى عصوره في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة فازدهرت معالمه حتى وصل قمة المجد.. وعند الزخرفة ومكانتها في الفن المصري القديم يتحدث المؤلف عن انتشار الفنون الزخرفية المصرية من خلال المعابد والقصور حيث تميزت «الزخارف المصرية بنماذج تزيينية تضم أشكالا تمثل قرص الشمس ناشرا جناحية ذات اليمين وذات الشمال كي يحيط المكان بحمايته».
الزخرفة الإغريقية ..رقة ورشاقة : وعن الزخرفة الإغريقية اليونانية يشير المؤلف إلى أن الرسامين في اليونان القديمة كانوا يزخرفون القصور والمعابد بأشكال رشيقة لماعة كانت أحيانا تقترب من الزخارف المصرية.. ويتحدث المؤلف عن الزخارف على الأواني الإغريقية التي يقول أنها اكبر شاهد على تطور هذا الفن في القرن السادس قبل الميلاد حيث ظهر الفن اليوناني في الفترة من 776 ق. م وظل ذلك الفن يزدهر حتى بلغ أوجه بعد ذلك ويمتاز الفن اليوناني كما يقول المؤلف بأنه المثل الأعلى لكمال التكوين وذلك لرقة تنسيقه وجمال تناسبه وبراعته في التعبير عن الخواطر والآراء المختلفة. وعن براعة الإغريق في فن الزخرفة تحديدا يقول الجفري:« يظهر أن للإغريق حظا وافرا من السعي وراء مجموعات الزخرفة فقد عرف الفنان الإغريقي كيف يزين مبناه أو يجري قلمه على سطح جداره بالزخرفة وعرف أيضا الوسيلة التي يكسب بها أعماله الرشاقة والحيوية واتزان التصميم»..
جد ووقار: بعد ذلك يتجه المؤلف للحديث عن الزخرفة الرومانية وعن أبرز سمات الزخرفة الرومانية تلك يتحدث المؤلف عن اشتهار الرومان بالجد والوقار وهو الأمر الذي لم يظهر اهتمامهم بالزخرفة على مبانيهم غير أن اتصالهم بالإغريق اخذ ينمي من اهتمامهم المتزايد بالفن وتأثرهم بالفن الإغريقي تحديدا. الأمر الذي نتج عنه أن «اقتبست الزخرفة الرومانية عن اليونانيين مع تغيير يتفق مع الزمن والبيئة.. حيث أن الزخرفة الرومانية تتركب من حلزون متفرع محلى بورقة الاقنثة ثم ينتهي بزمرة مستديرة الشكل تقريبا. أربع مدارس إسلامية وأربعة عناصر أما عن الزخرفة الإسلامية فيقول فاروق الجفري أنها كونت المظاهر المادية للحضارة الإسلامية وقد برزت أربع مدارس إسلامية في الزخرفة هي: 1- مصر والشام 2- فارس والهند 3- تركيا وجنوب أواسط أوروبا 4- شمال افريقيا واسبانيا ويرجح المؤلف تباين هذه المدارس إلى تباين المؤثرات المناخية والجغرافية والجيولوجية واختلاف العادات الاجتماعية. كذلك يتحدث المؤلف عن أربعة عناصر للزخرفة الإسلامية عموما وهي كالتالي: 1- الزخارف الهندسية 2- الزخارف النباتية 3- الزخارف الكتابية 4- الزخارف الآدمية والحيوانية وبشيء من التفصيل يفرد المؤلف بعد ذلك حيزا لكل مدرسة من مدارس الفن الإسلامي ففي الزخرفة العربية يتحدث المؤلف عن تقسيم الزخارف العربية إلى أربعة أقسام هي: 1- الزخارف الكتابية التي تتألف من الخط الكوفي والنسخي. 2- الزخارف النباتية المستمدة من الأوراق والفروع والإزهار. 3- الزخارف الحيوانية المكونة من الطيور والحيوانات. 4- الزخارف الهندسية التي تستمد من الأشكال الهندسية المنتظمة المتداخلة والمتشابكة مع بعضها البعض. ويتحدث المؤلف عن تأثير الخط العربي على الزخرفة حيث ساعدت طبيعة الكتابة العربية على اتخاذها عنصرا من العناصر الزخرفية الجميلة . المدرسة التركية امتداد للفارسية: الزخرفة الإسلامية الفارسية كانت عنوانا فرعيا ضمن الفصل الأول من الكتاب ويعتبر المؤلف أن الفن الفارسي تميز بالزخرفة التي ظلت هي الدافع المسيطر على الفنان وانعكس ذلك جليا من خلال المخطوطات المزخرفة. أما عن الزخرفة الإسلامية التركية فيعتبر المؤلف أنها متأثرة إلى أبعد الحدود بالمدرسة الفارسية. في وجود بعض الاختلافات الطفيفة التي يصعب التفريق بينها.. ويختتم المؤلف الفصل الأول من كتابه بالحديث عن الزخرفة في عصر النهضة والتي يقول أنها بدأت أواخر القرن الرابع عشر للميلاد في ايطاليا وقد كانت الفنون الزخرفية في عصر النهضة في أول عهدها مزيجا من القوطية والحديثة.. تشكيلات وعناصر زخرفيه: الفصل الثاني من كتاب (التصميم والزخرفة) لفاروق الجفري حمل ذات عنوان الكتاب وفيه يتحدث المؤلف عن أبسط الموحدات المستخدمة في مجال الزخرفة ومن ذلك: 1- تشكيلات النقطة 2- تشكيلات الخط 3- تشكيلات الربط بين تفرعات النقطة والخط ويتحدث المؤلف في هذا الفصل عن كل عنصر من العناصر السابقة على حده واستخداماتها ليصل بعد ذلك الحديث عن تصميم الوحدات الزخرفية التي يعتبرها الأساس المكون للتصميم ويقسمها إلى نوعين هما: 1- الوحدات الزخرفية الهندسية 2- الوحدات الزخرفية الطبيعية ويتحدث في هذا السياق عن تلك الوحدات بإيجاز ليصل إلى ما أسماه تصميم التجويد الزخرفي الذي يعرفه بأنه عمل فني ابتكاري يتطلب استعدادا تنمية المشاهدة والدراسة والتدريب. وعن أهم القواعد والنظم الزخرفية يتحدث المؤلف عن التوازن باعتباره القاعدة الأساسية التي يجب توافرها في كل تكوين زخرفي. كما يتحدث في ذات السياق عن التماثل والتشعب والتكرارات كأهم عناصر العمل الزخرفي. ويختتم المؤلف كتابة بالفصل الثالث الذي قدم من خلاله عدد من نماذج الزخرفة التي نقلها عن أحد أهم المراجع المعاصرة في فنون الزخرفة.