الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير
تعاني العديد من المدارس في محافظات الجمهورية من نقص في معلمي بعض المواد خصوصا العلمية منها والسبب يعود إلى عزوف بعض المعلمين عن التعليم متجهين إلى العمل في مهن أخرى لأسباب عدة فالبعض يعمل في بيع القات فيما البعض الآخر سافر للعمل في الخارج أما الشيء الذي يثير الضحك والغرابة في آن واحد فهو قيام بعض أعضاء المجالس المحلية بانتداب بعض المعلمين كمرافقين الأمر الذي يعد من خصوصيات اليمن …. وزير التربية والتعليم كشف لـ «الثورة» عن ممارسات خطيرة تعمل على هدم التعليم وتعكف الوزارة حاليا على حل المشاكل والصعوبات فيما يطلق خبراء ومختصون تحذيرات من تأثير ذلك على العملية التعليمية بشكل عام تفاصيل دقيقة في التحقيق التالي: , وزير التربية: 63% من المعلمين تأهيلهم ما دون الجامعي , لدينا آلية لحل مشكلة انقطاع المعلمين عن المدارس , تخلي المعلم عن مهامه سببه المحسوبية والرشاوى المدفوعة لبعض مدراء المدارس
في الساعة السادسة والسابعة من صباح كل يوم وفي زحمة تخلقها براءة الطفولة يستعد الأبناء للذهاب إلى المدارس وسط غضب الأمهات خوفا من التأخير فيخرج الأبناء من منازلهم آملين الحصول على حقهم المزعوم من التعليم وبعد طابور غير منظم يدخل الطلبة الفصول الدراسية فقد يكون المعلم موجودا أو خارج نطاق الخدمة فيقضي الطالب جل وقته في متعة اللعب وهكذا يوما تلو الآخر وسنة تلو الأخرى حتى تنتهي الثانوية العامة ويفاجأ الطلبة باختبارات القبول في الجامعات فمن كان معلمه موجودا قْبل ومن كان معلمه مقوتا أو مغتربا أو مرافقا فعليه التوجه إلى الكليات التي لا تعتمد اختبارات القبول أو يذهب إلى ما ذهبوا إليه وهذا ما نلمسه يوميا فالسفارات تستقبل العديد من الشبان الراغبين في الحصول على أي عمل كان بينما أسواق القات هي الأخرى تستقبل يوميا روادها الجدد. طلال بشير أنهى الثانوية العامة وهو لا يعرف من العربي إلا اسمه ومن الإنجليزي إلا رسمه ــ حد تعبيره ـ ويضيف ” غياب الرقابة الرسمية من قبل الدولة أدى إلى تساهل المعلمين في أداء مهامهم التربوية والتعليمية وبالتالي يصبح الطالب هو الضحية فنحن ندرس في اليوم من ثلاث إلى أربع حصص فقط وذلك بسبب غياب المعلمين والتحاقهم بمهن أخرى. محمد عبد الله الهتار “طالب” من جانبه أوضح أن المشكلة تكمن أساسا في مدراء المدارس حيث يتفق المعلم مع المدير على أن يعطيه جزءاٍ من الراتب مقابل اعفائه من الدوام الرسمي محمد يتساءل عن وزارة التربية والتعليم هل مازالت على قيد الحياة أم أن موظفيها أيضا يمشون على نفس النمط الذي يمشي به مدرسون ” يا الله طلبناك ” ويضيف ” المدرسون الذين يتغيبون عن التدريس هم من الذين تربطهم صلة قرابة مع مدير المدرسة أو مدير التربية أو شيخ القبيلة “ أما (أ ـ ص ـ م ) وهو معلم ومقوت في الوقت ذاته فيعلل سبب تركه للمدرسة بقلة الأجر الذي يتقاضاه من الدولة فهو لا يكفي للمصاريف ــ حد وصفه ــ المذكور أمضى ما يقارب تسع سنوات بعيدا عن المدرسة ليعمل في التجارة بالقات ولا ينوي ترك هذه المهنة لأنها تدر عليه الدخل الوفير. سعيد معلم أيضا ومنقطع عن المدرسة ست سنوات تقريبا ولكنه أفضل من غيره فهو يؤدي واجبه المتمثل في تعليم الأجيال على أكمل وجه حد تعبيره سعيد والذي يعمل معلما لمادة اللغة الإنجليزية لم يرتكب جرما كما يقول فهو ترك المدرسة الحكومية ليعمل في المدرسة الأهلية وبذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد شر البلية ما يضحك فهذا معلم “شاطر” تخلى عن مهنته لا لشيء سوى الغبطة والحسد يقول ” الكثير من المعلمين اتفقوا مع مدراء المدارس وذهبوا إلى أعمال أخرى يعني دخل من الجهتين ونحن نتحمل أعباءهم لذا عملنا مثل ما عملوا «وهذا الكلام بحد ذاته منطقياٍ فلماذا يا مدراء أنتم هكذا طيبين زيادة» خلوا كل الناس يعملوا لأن هذا المعلم يربط رجوعه إلى التدريس برجوع البقية فاعملوا خيراٍ ورجعوهم حتى لا يهربوا البقية . ما يتحدث عنه هذا المعلم ليس كذبا ولا بهتانا ففي إحدى المدارس في محافظة تعز قام مدير المدرسة بتفريغ ما يقارب 20% من إجمالي المعلمين المحسوبين على المدرسة البالغ عددهم 50 معلما ومعلمة بغية الحصول على مبلغ من المال آخر الشهر كجباية. في نفس المحافظة أيضا قامت إدارة إحدى المدارس بتفريغ خمسة من المعلمين تحت بند لو سمحت قدر الظروف “هؤلاء الخمسة أربعة منهم يعملون في مهنة القات ليس لأن الراتب قليل فقط وهم “موالعة” ويحتاجون إلى مبلغ كبير للقات ويوفرون الراتب للعيال ــ كما يقولون ــ أما خامسهم فهو «شيخ» الصباح في حالة نوم مستمر والعصر في الديوان شيخ وباقي مربعات الجدول فارغة ويستمر العرض . بالتالي أدى ذلك الإهمال إلى عجز في بعض المواد وهنا اضطرت إدارة المدرسة لعمل العديد من الحلول التي هي في الأصل مشاكل حيث أمرت مدرس التاريخ أن يقوم بمهمة مدرس مادة اللغة الإنجليزية كما أمرت مدرس الجغرافيا أن يجعل من نفسه مدرسا للرياضيات فيدخل المدرس الفصل الدراسي ليجد نفسه مضطرا لحفظ قصص جحا ليقص لطلابه كل يوم واحدة تنفعهم في المستقبل الزاهر الذي ينتظرهم. مدير آخر في محافظة نائية قام بتفريغ حوالي الثلث من العاملين أغلبهم من المعلمات والعذر أنهن نساء لا يقدرن على العمل إحدى المعلمات المفرغات تقول: إن سبب تركها للمدرسة هو منع زوجها لها من العمل فالمدير طيب “قدر الظروف” معلمة أخرى تقول لدي أطفال صغار ولا أحد يهتم بهم فأنا مضطرة للجلوس في البيت” وهكذا كلما كثر المدراء الطيبون كثر الفارون وهلم جرا. تحذيرات > مدير مدرسة خالد بن الوليد في أمانة العاصمة يناشد وزير التربية والتعليم أن يعمل على إيقاف كل الأيادي التي تمتد لهدم مستقبل الأجيال إذ أن مصيرهم محكوم بأداء المعلم ويؤكد أن ممارسة المعلم مهن وضيعة هي بالأساس مسألة أخلاقية لا تمت للتعليم بصلة ويوجه المدير رسالة إلى إخوانه مدراء المدارس أن يصححوا الأخطاء السابقة حتى لا تذهب الأجيال إلى مربع الضياع الدكتور طاهر الأهدل رئيس قسم أصول التربية بكلية التربية جامعة صنعاء يحذر من انهيار منظومة التعليم في اليمن بسبب غياب الرقابة التربوية على المدارس ويرى أن مسألة ممارسة المعلم لبعض المهن التي لا تليق به كمعلم تجعل من الطالب لا يحمل أي هم مستقبلي سوى لقمة العيش. ويرجع الدكتور الأهدل أسباب تخلي المعلم عن مهامه إلى المحسوبية والرشاوى المدفوعة وقد أثار نقطة مهمة وهي جعل المدرس في قائمة التوجيه التربوي ما يجعله مفرغا طوال العام من جهة أخرى ربط الدكتور الأهدل عملية ضعف التعليم الجامعي بضعفه في المدارس والمثال على ذلك حد قوله ضعف الطلبة في الإملاء والخط ويضيف ” إذا ما أردنا التغلب على هذه المشكلة فعلى وزارة التربية والتعليم أن تكون حازمة لأن غياب الرقابة فاقم من المشكلة. ويدعو الدكتور طاهر الأهدل الأسر إلى تفعيل دور الرقابة المجتمعية في ظل غياب الرقابة الوزارية فالتعليم يحتاج إلى تعاون الكل بدءاٍ من الأسرة ومرورا بالمدرسة وانتهاء بوزارة التربية والتعليم أرقام مخيفة > أكثر من 35 ألف معلم ومعلمة هم إجمالي المتغيبين عن أداء مهامهم التربوية والتعليمية في مدارس الجمهورية حسب مصادر مطلعة وتعود خلفية تخليهم عن مهامهم إلى أسباب عدة في مقدمتها الحقوق المالية مهتمون بالشأن التعليمي وأكاديميون ومثقفون وحقوقيون دعو إلى اقتلاع الفساد الذي يخيم على التعليم كما دعو إلى تحسين وضع المعلم الذي يعاني من ويلات الفقر فالمعلم يدخل الفصل الدراسي وهو يفكر بالمصروف اليومي الأمر الذي ينعكس على أدائه التعليمي والتربوي مما يعرض الطلبة للجهل المطبق معالي الوزير > في لقاء خاص مع السيد معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول لم يكشف من خلاله عن عدد المعلمين الذين يعملون خارج أسوار المدارس لأن الوزارة ما زالت في مرحلة التشخيص ــ حد وصفه ــ إلا أنه أوضح أن هناك توجهاٍ صادقاٍ من قبل الوزارة لحل المشكلة وقد قدم الوزير خلال اللقاء عرضا متكاملا لما تقوم به الوزارة من محاولات لإنقاذ المنظومة التعليمية من الانهيار حيث أوضح أنه ــ وفور وصوله إلى الوزارة ــ قام بعمل تحليل للوضع في الوزارة وخرج بعدة نتائج وقد واجهته الكثير من المشاكل في مقدمتها ما يتعلق بالمعلم ومهامه وهمومه من حيث المستحقات المالية وكذا التأهيل ويؤكد أن حوالي 63% من المعلمين تأهيلهم ما دون الجامعي . وحسب الوزير الأشول فإن الوزارة قد لمست مشكلة انقطاع المعلمين عن أداء مهامهم في المدارس منذ الوهلة الأولى وهي الآن بصدد اتخاذ العديد من الإجراءات التي تنهي هذه الظاهرة الوزير أشار أيصا إلى أن وزارته سارت في مسارين اثنين للتغلب على هذه المشكلة التي أدت إلى إضعاف التعليم في اليمن المسار الأول يتمثل في تفعيل دور الإشراف التربوي والمسار الثاني الزيارات المكثفة للمدارس وقد اختارت الوزارة 300 مدرسة ــ كعينة ــ للتأكد من سير العملية التعليمية بشكل صحيح وتبين بعد النزول الميداني أن أغلب هذه المدارس لا تؤدي إلا أربع حصص في اليوم الواحد ما يعني أن هناك نوعاٍ من الانفلات التعليمي وعن أنواع الانقطاع يقول الوزير ” كشفنا العديد من الاختلالات التي تمس المنطومة التعليمية كان في مقدمتها انقطاع المعلم عن التدريس إما للعمل في مهن أخرى أو للاغتراب وكذلك للعمل كمرافقين لأعضاء المجالس المحلية مما سبب شرخا في العملية التعليمية “ وعن الحلول التي اتخذتها الوزارة يقول ” اعددنا آلية لحل مشكلة المنتدبين والمفرغين ونحتاج هنا إلى تعاون أربع وزارت بدءا بوزارة التربية إضافة إلى وزارات المالية والإدارة المحلية والداخلية وقد خاطبنا وزارة الداخلية بشأن المعلمين المنتدبين كمرافقين لأعضاء المجالس المحلية على أساس ضمهم إلى الداخلية أما بقية المفرغين فسيتم اتخاذ العديد من الإجراءات لإنهاء هذه الظاهرة “ويضيف ” قامت الوزارة بعمل رؤية متوسطة المدى بدءا من العام 2013م وحتى العام 2015م تضمنت 10 برامج كلها تهدف إلى بناء منظومة التعليم بشكل سليم “ أما أسباب تسرب المعلمين فقد أرجعها الوزير إلى ضعف الإدارة والإشراف التربوي والرقابة التي لا ترتقي إلى المستوى المطلوب مما أدى إلى تراجع المستوى التعليمي عند الطلاب في اليمن وتأكيداٍ لذلك فقد دخلت اليمن الاختبار العالمي (c l p ) الخاص بالمستوى التعليمي وحصلت على المركز الأخير . ختاما > يا سادة يامديري المدارس ويا مديري مكاتب التربية الأجيال ليست لعبة تديرونها واعلموا أن عملكم اليوم هو مستقبلكم غدا واتقوا الله في اليمن للمعلم نقول : إن ممارسة مهن أخرى يخل بالمعادلة التربوية التعليمية فالطالب يكتسب أخلاقاٍ سيئة إضافة إلى ضعف التحصيل العلمي ومن خلال نتيجة هذا التحقيق نتوجه برسالة إلى الأسر لتفعيل دور الرقابة على المدارس عبر مجالس الآباء والمجالس المحلية لأن وزارة التربية والتعليم مقصرة في هذا الجانب مما يجعل حال المدارس أكثر سوءاٍ.