الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة
أجرى اللقاء / صالح الدابيه –
لم تكن حادثة السفينة < داريا دولت > التي أْغرقت على مقربة من شاطئ عدن ـــ أبين سوى ذريعة لمحاولات سابقة متكررة لأطماع الإمبراطورية البريطانية في الإجهاز على عدن واحتلالها نظراٍ لموقعها الإستراتيجي الطبيعي في حركة الملاحة البحرية والجوية ومنذ تلك الحادثة البحرية المشؤومة التي تزعمها الكابتن هينس وقواته فقد نجح المستعمر البريطاني في احتلاله لمدينة عدن الباسلة وجنوب الوطن برمته في 19 يناير 1839م حيث وطأت أقدام قوات الاحتلال أرض الجنوب الذي ظل أبناؤه في مقاومة مستمرة رفضاٍ للاحتلال وتعميقه سياسة فرق تسد الرعناء التي اتبعها وكرسها المحتل للتفريق بين أبناؤه الجنوب ليس في شكل السلطنات والمشيخات فحسب بل بين أبناء اليمن والوطن الواحد تلك السياسة التي اتبعها منذ مطلع القرن 19 وقد توجت تلك البطولات وأعمال المقاومة التي أنتهجها المناضلون الثوار ضد قوات الاحتلال حتى انطلاق ثورة 14 أكتوبر العام 63م من قمم جبال ردفان الشامخة الأبية كحدث وواقع تاريخي لتحديد مسار الثورة في تبني الكفاح المسلح ـــ هدفاٍ للتحرير والاستقلال من تبعية الاحتلال على مدى 4 أعوام من الكفاح والتضحيات ـــ بقيادة الجبهة القومية حتى انتزاع الاستقلال الوطني لجنوب الوطن في 30 نوفمبر 1967م . ويأتي الاحتفال بمرور 46عاما ٍ على هذا الحدث التاريخي العظيم في حياة أبناء اليمن كافة على هذا والوطن يشهد تحولات سياسية جذرية في التأسيس لبناء الدولة المدنية اليمنية الحديثة التي ينتظرها وينشدها المواطن منذ انتصار ثورتي 26سبتمبر 62م و14 أكتوبر 63م وتتويجهما بالاستقلال في 30 نوفمبر 67م < الثورة > التقت الأستاذ حسين أحمد ناصر الردفاني في حديث من الثورة إلى الاستقلال.. فإلى تفاصيله:
رفض الاحتلال * في تجارب تاريخ الشعوب المتحررة من النْظم الاستعمارية وجنوب الوطن أنموذجا أن ينتزع الاستقلال بعد 4أعوام من الكفاح المسلح الذي حددت مساره ثورة 14أكتوبر 63م .. ما تقييمكم لذلك من وجهة نظركم ¿ ــــ في البدء أتوجه بالتهنئة الخاصة لكافة أبناء شعبنا وفي طليعتهم الأبطال المناضلون الذين أسهموا في صنع الثورة والاستقلال معاٍ كما أترحم على الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الوطن الغالي وعودة إلى الإجابة على سؤالكم فمنذ احتلال إنجلترا لجنوب الوطن في 19يناير 1839م ظل شعبنا خلال تلك الحقبة التاريخية من الزمن في مقاومة مستمرة لهذا الاحتلال الغاشم على الرغم من عدم تكافؤ القوة من حيث العتاد والإمكانيات المادية وقد كان آباؤنا وأخوتنا سباقين في رفض هذا المستعمر الأجنبي بل ومقاومته منذ احتلال جنوب الوطن وفي منطقة ردفان عمدت القوات البريطانية على تأسيس قاعدة لها لحماية قوافل إمداداتهم المتجهة من عدن إلى الضالع مروراٍ بمنطقة ردفان فكان الثوار الأبطال يتصدون لهم ببسالة رغم عدم توفر العتاد والذخيرة الكافية مقارنة بالإمكانيات الهائلة التي تملكها الإمبراطورية الكبرى في العالم التي لم تغب عنها الشمس. مقاومة مبكرة * منذ متى حدثت المقاومة ضد قوات الاحتلال وهل كانت منظمة ¿ ـــــ كانت المقاومة تدور بصورة عفوية وغير منظمة ومتقطعة أحياناٍ . وخلال الأربعينيات من القرن الماضي وتحديداٍ في منطقة ردفان حيث شهدت أعمالاٍ فدائية ضد قوات المستعمر البريطاني وكانت معركة الحمراء الشهيرة التي جرت بين القوات العربية التابعة للحامية البريطانية في ردفان التي أسست لها مركزاٍ عسكرياٍ على تلة الحمراء المطلة على مدينة الحبيلين ـــ وبين رجال القبائل الذين آثروا على أنفسهم التصدي لها ومهاجمتها وإخراجها من ذلك الموقع وظلت المقاومة مستمرة لقوات الاحتلال حتى جاء نداء الواجب الوطني للثوار للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر62م وحصار 70يوماٍ وتحرك المئات من أبناء ردفان على دفعتين الأولى : بقيادة المناضل الكبير الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي والثانية : بقيادة المناضل الشهيد راجح بن غالب لبوزة وقوافل من الثوار المناضلين * من أبرز أولئك الثوار في المجموعتين ¿ ــــ كان من أبرزهم المناضل محمد عبيد الحوشبي والمناضل محمد صالح الضنبري والمناضل صالح شايف الردفاني والمناضل أحمد جودة المحلي والمناضل سعيد صالح المحلي والمناضل محمد صالح طنبح والمناضل صالح ناصر الداعري والمناضل حسن قاسم الوحدي والمناضل الشهيد صالح محسن فضل والمناضل محمد مقبل مانع والمناضل راشد البكري والمناضل حسن قاسم السحام وغيرهم من المناضلين الذين لايتسع المجال لذكرهم من الحواشب وآل محلي وآل حجيل والضنابر وآل داعر وآل حالمين عبر قعطبة وماوية إلى تعز ثم الحديدة في شمال الوطن . من الثورة * رفض الثوار للتهديد والوعيد من قبل قوات الاحتلال البريطاني بتسليم أسلحتهم ودفع ضمانات هل كان السبب الرئيسي للثورة ¿ ــــ نعم لأنه بعد عودة المجموعة بقيادة المناضل الشيخ راجح بن غالب لبوزة في أغسطس 1963م أي بعد انتصار ثورة 26 سبتمبر62م حيث اتفق الشهيد لبوزة مع المناضل الكبير قحطان الشعبي والمناضل الكبير الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي بأنه إذا تم استفزازهم أو التعرض لهم عند عودتهم إلى ردفان من قبل القوات البريطانية فإنهم سيفجرون الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وكان ذلك موثقاٍ بوثيقة تعهد وضعها الشهيد المناضل راجح بن غالب لبوزة لدى المناضل الشيخ سيف مقبل عبدالله القطيبي وتأكيداٍ لذلك فقد صدر بيان الجبهة القومية في 23 أكتوبر 1963م أي بعد 7 أيام من استشهاد لبوزة واعتباره أول شهيد لثورة 14 أكتوبر وهو التاريخ الحقيقي لإعلان تفجير الثورة بصورة منظمة ومتواصلة في كل مناطق الشطر الجنوبي من الوطن وهذه كانت بداية الثورة ولذلك فقد قوبل رفض الثوار مباشرة بمطالبة القوات البريطانية المرابطة في الحبيلين بتسليم أسلحتهم ووضع ضمانات بعدم العودة إلى شمال الوطن حينئذ جاء رد ثوار ردفان بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة حرفياٍ في رسالة خطية < إننا عدنا إلى أرضنا وأنتم محتلون ونحن لا نعترف بحكومتكم حكومة الإتحاد الفدرالي المزيف ونعترف فقط بحكومة الجمهورية العربية اليمنية بقيادة المناضل عبدالله السلال وإذا تجاوزتم حدودكم من منطقة الجبهة وما فوق فإننا سنواجهكم من فوهات البنادق > وأرفقوا طلقة رصاص داخل الظرف إلى جانب الرسالة التي حملها المناضل قاسم شايف الأصهفي ثم أقدمت القوات البريطانية المرابطة في قاعدتها في الحبيلين تعززها الدبابات والطائرات الهيلوكبتر والرشاشات المتوسطة والقوات العسكرية الكبيرة من القاعدة البريطانية المركزية في عدن ومن محميتها المرابطة في الضالع بالاتجاه إلى منطقة القرة مروراٍ بوادي المصراح وأقدمت على اعتقال المناضل أحمد مقبل عبدالله أحد المناضلين الثوار القادمين المشاركين في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن وعلى إثر ذلك تداعى الثوار من مختلف مناطق ردفان إلى عقيبة لإعداد العدة لمواجهة القوات البريطانية وعند وصول القوات البريطانية إلى منطقة شعب زيدة أسفل جبل البدوي حيث يتمركز الثوار في 4 مجموعات * كيف نظمت مهام كل مجموعة¿ ـــ تم تنظيم تلك المجموعات على النحو الآتي : مجموعة المواجهة المباشرة مع العدو في أسفل الجبل والمجموعة الأْخرى موزعة في أعلى الجبل وفي جنوب وادي المصراح ومجموعة أْخرى مكلفة بالالتفاف على قوات العدو لتشديد الخناق عليها وتخفيف الضغط على زملائهم في المجموعة الأخرى واستمرت تلك المعركة من صبيحة يوم 14أكتوبر63م حتى 2 بعد الظهر وهي معركة شرسة تكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأفراد والعتاد وأثناء المواجهة غير المتكافئة تعرض الموقع الذي يتمركز فيه الشهيد لبوزة على رأس المجموعة على قمة جبل البدوي لقصف بالدبابات فارتدت شظاياها إلى جسده وأدت إلى استشهاده وتحت وطأة نيران الثوار الأبطال أْرغمت القوات البريطانية من سحب جرحاها وقتلاها وعادت أدراجها إلى موقعها في الحبيلين وتم بعد ذلك من إخراج جثمان الشهيد لبوزة ودفنه في منطقة حبيل ذنب في عْقيبة ومنذ ذلك التاريخ اشتعلت نيران الثورة وتواصل لهيبها إلى كل مناطق ردفان والضالع ويافع والحواشب والصبيحة ولحج والعواذل ودثينة والعوالق وحضرموت والمهرة حتى وصل لهيبها معقل القاعدة الرئيسية للقوات البريطانية في عدن ويعد يوم 14 أكتوبر 1963م هو الانطلاقة الأولى للثورة بصورة منتظمة تحت قيادة الحركة الوطنية بفصيليها السياسي والعسكري بقيادة الجبهة القومية وجبهة التحرير . مبعث فخر * ماذا يعني انطلاق الثورة من ردفان التي قادت إلى الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م بعد 4 أعوام من الكفاح المسلح ¿ ــــ إن انطلاق ثورة 14 أكتوبر من قمم جبال ردفان الشماء يعني لنا الكثير كأبناء وأحفاد المناضلين الثوارـــ أحفاد الذئاب الحمر ـــ كما أطلقت عليهم بريطانيا الذين صنعوا مجد هذا الانتصار الكبير الذي يجعلنا نفخر به إذ أنه مبعث فخر واعتزاز على مر السنين لأولئك الثوار الأبطال السباقين في تفجير الثورة وصناع انتصارها بتحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ولولا تلك التضحيات الجسيمة التي قدمها أولئك الأبطال لما وصلنا إلى هذا اليوم الذي ننعم فيه بالمنجزات الكبيرة التي تحققت خلال العقود الماضية وأهمها تحقيق الوحدة اليمنية المباركة على أن بعضاٍ من أولئك المناضلين الأبطال كصْناع لذلك الحدث الثوري الكبير لازالوا لم ينالوا ما يستحقونه من الرعاية والاهتمام اللازمين لهم ولأسرهم . * انتزاع الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م هل كان الهدف الرئيسي الوحيد لثورة 14 أكتوبر 63م ¿ ــــ في حقيقة الأمر أن الانتصار بتحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر ودحر المستعمر البريطاني عن أرض الجنوب يعد أهم أهداف الثورة وإلى جانب ذلك هناك أهداف أخرى تحققت حيث تم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 90م أي بعد22عاماٍ من انتزاع الاستقلال إلى جانب رفع المستوى الثقافي والتعليمي لدى أبناء الشعب في جنوب الوطن ويتمثل ذلك ببناء المدارس والجامعات وتعزيز البنية التحتية في كافة المجالات وإن لم تكن بمستوى الطموح المأمول جبهات فدائية * كيف جاء تشكيل فرقة جيش التحرير الموحدة في الضالع وردفان والشعيب لتنفيذ عمليات فدائية على معسكرات الإنجليز ¿ ــــ بعد تفجر ثورة 14 أكتوبر من على قمم جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة وإعلان الجبهة القومية في بيانها الصادر في 23 أكتوبر عام 1963م في اجتماعها برئاسة الشهيد الرئيس المناضل قحطان الشعبي والذي أعتبر فيه يوم 14 أكتوبر العام 1963م يوماٍ لانطلاقة الثورة المسلحة واعتبار الشهيد راجح بن غالب لبوزة أول شهيد للثورة وأكدت في بيانها إعلان الكفاح المسلح رسمياٍ في عموم مناطق الجنوب اليمني المحتل وعلى إثر ذلك تواصل الثوار من ردفان والضالع والشعيب وتم التنسيق على تفجير جبهات فدائية ضد قوات الاستعمار البريطاني وبالفعل فتحت جبهة ردفان الشرقية والغربية وجبهة الضالع وجبهة الشعيب وتوالت العمليات الفدائية والتنسيق المستمر فيما بين تلك الجبهات واستمرت العمليات الفدائية ضد معسكرات الاحتلال البريطاني طيلة 4 سنوات وحتى الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م وأيضا بعد ذهاب العديد من المناضلين إلى القاهرة لإجراء التدريبات العسكرية على أيدي القوات المصرية والتقاء أولئك المناضلين بالقيادات الوطنية التي كانت متواجدة هناك والتي اتفقت على تشكيل فرقة جيش التحرير الموحدة من كل الجبهات . نشاط توعوي * ماذا عن نشاط هذه الفرقة للتوعية السياسية بين صفوف الجماهير في تلك المناطق بأهمية الثورة وحتمية الاستقلال ¿ ــــ كان هناك العديد من الفدائيين وخصوصا الذين تلقوا تدريبات ودراسة في مصر الشقيقة وتشكيل بعض الهيئات الفاعلة مثل النقابات العمالية في مدينة عدن التي خاضت نضالاٍ سلمياٍ راقياٍ ومنظماٍ بتنظيم الإضرابات والعصيان المدني ضد سياسة الاحتلال وممارساته التعسفية في مستعمرة عدن كرد على حملات الاعتقالات والقمع لأبناء الشعب في جنوب الوطن وتواجد العديد من المثقفين في تلك المنظمات والتي لعبت دوراٍ كبيراٍ في رفع مستوى الوعي لدى الجماهير وهو الأمر الذي أدى إلى تفاعل والتفاف كل أفراد الشعب في الجنوب والتحاق البعض في صفوف الفدائيين سواء أكان في جبهة التحرير أو الجبهة القومية أو حركة القوميين العرب أو النقابات العمالية الـ6 والطلابية والبعض منهم قدم العون المادي والمعنوي والبعض الآخر كان يقوم بمساعدة المناضلين من خلال إخفائهم عن أعين قوات الاستعمار البريطاني وعملائهم وتزويدهم بالمعلومات عن تحركات قوات الاحتلال وهذا كان نتاجا لتأثير النشاط التوعوي بين أوساط الجماهير ومن ضمنها فرقة جيش التحرير في جبهات ردفان والضالع والشعيب. سقوط المناطق * متى تم سقوط ردفان كليا بيد الثوار¿ ــــ أما في ما يتعلق بسقوط منطقة ردفان بيد الثوار فقد جاء بعد عمليات فدائية ناجحة كان ينفذها أبناء ردفان قبل انطلاقة الثورة بسنوات طويلة ولكنها كانت عمليات عفوية غير منظمة وعند انطلاقة الثورة صبيحة 14 أكتوبر عام 1963م بشكل منظم وإعلانها رسمياٍ في عموم مناطق الجنوب اليمني المحتل واستمرار العمليات الفدائية المتواصلة على مواقع القوات البريطانية في المناطق التي كانت تتوغل فيها تلك القوات وبعد اشتداد المقاومة المسلحة للقوات البريطانية في مختلف الجبهات والمناطق وهو الأمر الذي شدد الخناق على قيادة المستعمر وضل يعاني من اشتداد المقاومة له ووصل الضغط النضالي المسلح على المستعمر البريطاني باستيلاء الثوار بسقوط مدينة كريتر في 20 يونيو 67م وإحكام سيطرة الثوار على معسكر 20 في قلب كريتر عندها أيقنت القيادة البريطانية بضرورة وحتمية الرحيل فقد بدأت تحتد وطأة الهجمات الفدائية على مواقعها في الحبيلين منذ منتصف يوليو 1967م بعمليات نقل لقواتها ومعداتها من ردفان إلى عدن وحتى في أثناء عمليات النقل التي تقوم بها بريطانيا لقواتها من ردفان كانت تواجه بعمليات فدائية منها تعرض إحدى طائرات القوات البريطانية للهجوم بواسطة لغم زرع لها في مطار الحبيلين وكان آخرها طائرة تفجرت بلغم بمطار الحبيلين في بداية أكتوبر 1967م حيث أصبحت ردفان خالية من القوات البريطانية تماما وسيطر عليها الفدائيون الثوار بالإضافة إلى العناصر الفدائية من أفراد الجبهة القومية من أبناء المنطقة الذين كانوا في صفوف تلك التنظيمات منذ وقت مبكر. خاصة باعتبار أن ردفان كانت البداية النضالية منها في التصدي لقوات الاستعمار البريطاني وما عانته مناطق ردفان جميعها من قصف بالمدافع والطائرات شملت جميع قرى ومناطق ردفان فقد انعكس ذلك على الفرحة العارمة التي عمت الجنوب خاصة والوطن اليمني عامة بذلك الانتصار باعتباره تتويجا لنضالات الشعب في مناطق الجنوب وكان تحقيق الاستقلال بمثابة وسام على صدر أبناء ردفان الذين كان لهم السبق في انطلاق الثورة ومقارعة الاستعمار البريطاني كبقية مناطق الجنوب منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م . توحيد السلطنات * ما تقييمكم لتجربة توحيد أكثر من 22 سلطنة ومشيخة وإمارة عقب الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م¿ ــــ عقب الاستقلال قامت القيادة السياسية بزعامة المناضل الرئيس قحطان محمد الشعبي والمناضل فيصل عبداللطيف الشعبي والمناضل سالم ربيع علي والمناضل علي أحمد ناصر عنتر والمناضل علي شائع والمناضل سيف الضالعي والمناضل محمد صالح عولقي وكوكبة من القيادات التي استلمت الحكومة بعد خروج المستعمر البريطاني من جنوب الوطن في 30 نوفمبر حيث بذلت جهوداٍ جبارة في توحيد أكثر من 22 مشيخة وإمارة وسلطنة في كيان واحد سْمي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية والحقيقة أن تلك الخطوات لم تتم وحدها بعد نيل الاستقلال بل سبقتها تحضيرات وتهيئة قبل ذلك بكثير وصولا إلى التتويج بتوحيد تلك المشيخات والسلطنات في إطار واحد كما ذكرنا والحقيقة أن تقييمي لتلك التجربة أنها تجربة رائدة جديرة بالاحترام والتقدير وهي بالفعل ما أسست لثقافة العمل الوحدوي على المستوى الوطني الأكبر وصولا إلى اليوم الذي حلم فيه أبناء الشعب جنوباٍ وشمالا بتوحيد الوطن أرضاٍ وشعباٍ وإعلان الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م وللأمانة لولا دسائس القوى الاستعمارية والمخابرات العالمية التي أخرت كثيرا من تطور شعبنا في كافة المجالات وسيظل الحلم لدينا لإصلاح وإنجاز ما لم يتم إنجازه وتأخر تنفيذه على الصعيد الوطني في كافة المجالات. التفاوض والاستقلال * بعد 46 عاماٍ من الاستقلال الوطني كيف تنظرون لعظمة الحدث ¿ ــــ في حقيقة الأمر إن مرور 50 عاماٍ على قيام ثورة 14أكتوبر المجيدة الذي أحتفل بها شعبنا قبل أيام قلائل كذكرى نفتخر بها لأنها أعادت للإنسان عزته وكرامته بتحقيق وانتزاع الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م وأرغمت الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس على الإذعان لصوت رصاصات الثوار في عموم جنوب الوطن وأجبرتها على الامتثال للرحيل بعد أن دخلت في مفاوضات مباشرة مع ممثلي الجبهة القومية ووفدها المكون من الرئيس المناضل قحطان الشعبي والمناضل فيصل عبداللطيف الشعبي والمناضل عبدالفتاح إسماعيل والمناضل محمد صالح عولقي والمناضل سيف الضالعي والمناضل محمد أحمد البيشي وكوكبة من المناضلين ضمن وفد المفاوضات في جنيف وكان مهندس المفاوضات المناضل فيصل عبداللطيف الشعبي الذي أرهق المفاوض البريطاني خلال جولة المفاوضات مع بقية زملائه من أعضاء الوفد ليصلوا إلى اقتناع في التوقيع على وثيقة الاستقلال لجنوب الوطن من الاحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 67م كتتويج وانتصار لثورة 14 أكتوبر وللثورة الأم 26سبتمبر 62م ودعم ومساندة قيادة القومية العربية بقيادة الزعيم العربي الخالد جمال عبدالناصر الذي قدمت قيادته المال والسلاح لدعم الثورتين وانتزاع الاستقلال الوطني الذي نحتفي به اليوم