الرئيسية - كــتب - ملك الشاهري الظليل
ملك الشاهري الظليل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الشاعر امرؤ القيس..هل هو يمني¿ من ذلك السؤال ينطلق الباحث علي الشاهري في كتابه الذي صدر مؤخرا (ديوان امرؤ القيس..أبو يزيد حندج بن حجر بن الحارث..الملك الظليل) وذلك عن دار عبادي للدراسات والنشر. ليؤكد أن امرؤ القيس يمني! تقسيمات قْسم الإصدار والذي بذل الشاهري في سبيل تحقيقه جهداٍ كبيراٍ على مقدمة وضح فيها دواعي وأسباب كتابته للكتاب..واسم الشاعر ونسبه والشعر المنسوب إليه مع شرح بديع للمفردات..مع مقاربات تؤكد يمنية الشاعر.. ذكر بأن اسم الشاعر الحقيقي هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمر بم الحارث بن معاوية بن كهلان بن كندة معيدا نسبه إلى يعرب بن قحطان اليمن .. سيرة مضمخة بوادي دوعن وعن سيرة الشاعر امرؤ القيس والذي لم يْتفق بشأنها –على حد علمي حتى اللحظة- توصل الشاهري إلى سيرة بناها اعتمادا على الوثائق التاريخية والروايات الموثقة وأيضا على كل نتاجه الشعري إلى سيرة تكاد تكون شاملة للشاعر وحياته إذا أكد أن امرؤ القيس وأصحابه كانوا يقيمون بحضرموت أرض اليمن وفي ذلك يقول: تطاول الليل على دمون دمون انا مِعشرَ يمانيون وإنا لاهلنا مْحبون وقد كانت هذه المنطقة (دمون) هي المنطقة التي تعرف اليوم بوادي دوعن وهي التي عناها الشاعر باسم دمون وموجز القصة التي دعته لكتابة القصيدة السابقة هي أن أي امرؤ القيس كان مع أصحابه في جبل صليع..أتاه رسول يخبره بأن والده قد قتل في غارة شنتها بعض قبائل العرب .. وشرح بتأن بأن الشاعر عاصر دولة الحيرة في العراق في الوقت الذي كان حر بن الحارث يحكم مخلاف المعافر وهي المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة العربية تضم محافظات عدن وتعز وإب وحضرموت وهو التقسيم الذي تم على أساسه توزيع مملكة الحارث بن عمروا على أبنائه وكان سبب التآمر هو الحسد على الثروة .. وأكد في طرح عقلاني أن ما جاء في كتاب تاريخ العرب قبل الإسلام بأن أقدم نص في الشعر لفترة ما قبل الإسلام عمره لا يتجاوز القرن السادس الميلادي يخالف القول بأن أقدم نص للشعر كان في القرن الثاني الميلادي وهو شعر امرؤ القيس بن مالك الحميري الذي عاصر الملك شمر يهرعش.. صعلكة شعرية ويورد الباحث في بناء قصصي بديع حياة الصعلكة التي عاشها الشاعر امرؤ القيس قبل ممات والده: لحا الله صعلوكا مناهْ وهمه من العيش ان يلقى لبوسا ومطعما ينام الضحى حتى اذا الليل استوى تنبه مثلوج الفؤاد مْورما غزل للشاعر امرؤ القيس صولات وجولات في الغزل ويتضح في قصيدته صروف الدهر والتي أكد الباحث بأنها لامرئ القيس وليس لحاتم الطائي وحققها وشرحها بتعمق: يْضيءْ لِنا البِيتْ الظِليـلْ خِصاصِـةٍ إذا هـيِ لِيـلاٍ حاوِلِـت أِن تِبِسِمـا إذا انقِلِبِـت فِـوقِ الحِشيِـة مِـرِةٍ تِرِنِـمِ وِسـواسْ الحْلـيْ تِرِنْـمـا وِعاذلِتِيـن هِبِتـا بِـعـدِ هِجـعِـةُ تِلومـان متلافـاٍ مْفيـداٍ مْلِـوِمـا فِتِىٍ لا يِرِى الإتلافِ في الحِمد مِغرِما فِقْلتْ وِقِـد طـالِ العتـابْ عِلِيهمـا وِلِو عِذِرانـي أِن تِبينـا وِتْصرِمـا أِلا لا تِلومانـي عِلـى مـا تِقِدِمـا كِفى بصْروف الدِهر للمِرء مْحكمـا لقصيدة صروف الدهر والتي لم يتم التأكد سوى على خمسة أبيات منها يقول الباحث الشاهري (بذلنا كل جهدنا لجمع بعض الشعر الذي اخذ على الشاعر ونسب إلى غيره إذا لم يكن في ديوانه إلا خمسة أبيات من قصيدة صروف الدهر ثم عثرنا على خمسة أخرى في نفس الديوان ثم وجدنا قصيدة منسوبة إلى شاعر آخر بنفس الوزن والقافية فعرفنا من خلال نصوصها وأغراضها ان هذه القصيدة تخص شاعرنا –امرؤ القيس- وكانت منسوبة لحاتم الطائي ص17) تحقيقات حقق الباحث الشاهري عدداٍ من القصائد المنسوبة للشاعر امرؤ القيس مع شرح معمق للمفردات التي قد تغمط على القارئ…ويتكشف لدى القارئ الباحث للشعر المنسوب لامرؤ القيس بأنه لم يكن مجرد شرح أكاديمي صرف بل تحليلي إنساني جغرافي بمعنى أدق ..فمثلا في قصيدة صروف الدهر يوجد الباحث مقارنة بين القصائد وانتماء الشاعر لليمن وهي النقطة التي ركز عليها الباحث .. حقق الباحث الشاهري أيضا عددا من القصائد المنسوبة لامرؤ القيس هي بالترتيب (قصيدة حوك العراق قصيدة فيض الجمان قصيدة عهد الصبا قصيدة حوادث الأيام قصيدة يد المْسند قصيدة أغاني الصبوح قصيدة الغنيمة قصيدة الغارة الشعواء قصيدة حقوق القرابة قصيدة اللك قصيدة ليل البلابل قصيدة البارق الومضي قصيدة آفة العيش قصيدة مترعاٍ أجفانه قصيدة حديث الغواني قصيدة ديمة هطلاء قصيدة الآفاق قصيدة آل حجر قصيدة الحرب قصيدة برد أنيابها قصيدة ملك العراق قصيدة اعزَ نصر قصيدة جذور المنسية قصيدة ذات البقاع قصيدة بني ابيهم وأخيرا قصيدة لا أضيعه..).

موت الشاعر من أجمل ما ورد في الإصدار هي قصة موت الشاعر امرؤ القيس والتي سردها كروائي أكثر من باحث ..يذكر الشاهري بأن القبر الذي وجد عليه شاهدا في مقابر الغساسنة كتب عليه بالخط النبطي نصا (هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب)…وقد استخدم اليمنيون ميناء بيروت لتصدير اللبن واللبان إلى دول أوروبا عندما سيطر الحميريون على شبه جزيرة العرب وأجزاء كثيرة من بلاد الشاعر وللشاعر قصيدة بعنوان البارق الومضي يذكر فيها ميناء بيروت ويقارنه بميناء عدن: كأن شماريخ المعلا وصيرة شماريخ من لبنان بالطول والعرض تباري الرياح الحضرمية مْزنْة بمْنهمر الارواق ذي فزع رفضي للعلم أن الباحث علي أحمد الشاهري والمولود في محافظة إب مدينة ذمران عام 1957 إلى جانب اشتغالاته البحثية له اشتغالاته الشعرية الخاصة إذ له عدد من الإصدارات الشعرية وهي (حاجب السلطان) ديوان شعر 2004 م و (مثل ظلي) ديوان شعر 2004 م وكتاب بعنوان ( ديوان ثلاثة شعراء) 2004 م وكتاب مهم بعنوان ( ديوان امرؤ القيس بن مالك الحميري ) 2009م و(نديم القيصر) 2013م. لقد كرس الشاهري قلمه للإبداع ولتأكيد الهوية اليمنية لكبار الشعراء العرب وما امرؤ القيس إلا أنموذج ..