حوار / أسماء حيدر البزاز –

علىمصالح متبادلة تعززها المصداقية والوضوح

اليمن حقق شراكات دولية جادة في ملف مكافحة الإرهاب وأعمال القرصنة

خبير الإعلام والسياسي اليمني المقيم في أمريكا ورئيس المؤسسة الأمريكية ميديا ون للإعلام يتحدث للثورة عن جذور العلاقات اليمنية الأمريكية ومجالات التعاون بين الشعبين الصديقين والتي حققت شراكات واسعة على مختلف الأصعدة والمجالات التنموية والسياسية والأمنية , خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والتزام اليمن بشراكتها المعلنة من السابق في مكافحته وما حققته القيادة السياسية من أدوار منسجمة مع التوجه الدولي لمحاربة الإرهاب وفي الوقت ذاته للاحتفاظ بالتوازن المطلوب لإنجاح المرحلة الانتقالية من خلال بناء وضع توافقي يدخل اليمن من خلال مرحلة بناء يمن جديد بمباركة إقليمية ودولية واسعة إلى تفاصيل الحوار:

• بداية .. كيف تقيم واقع العلاقات اليمنية الأمريكية على ضوء اعتمال المشهد الداخلي اليمني اليوم الذي يتسم بالتعقيد¿ – لم تشهد العلاقات اليمنية الأمريكية مرحلة استقرار كما شهدتها في الفترة الأخيرة من الفترة الانتقالية و الحوار , وتعتبر هذه العلاقة حسب سياسيين أفضل مما سبق في فترات الشد والجذب التي اتسمت بالتوقيع مساءٍ والنقض في الصباح مما خلق أجواء عدم الثقة بين الطرفين إذ كانت تتسم بتوتر شديد دفعت السفير الأمريكي في فترات كثيرة للقفز فوق البروتوكولات الدبلوماسية والالتقاء بالمشايخ وزيارة المحافظات و تفعيل العديد من المشاريع ونذكر على سبيل المثال مشروع شراء الأسلحة من المواطنين الذي شاركت الدولة فيه باستحياء لأن كثيراٍ من جوانبه تعد خارج الأطر المتعارف عليها وكان ذلك مرده إلى عدم التعامل الواعي مع فن السياسة القائم على الممكن والمتاح والحصول قدر الإمكان على مصالح متبادلة تعززها مصداقية ووضوح . التزامات • من خلال اطلاعك على التقارير الأمريكية فيما يخص الشأن اليمني .. هل تمكنت اليمن من تحقيق التوازن المطلوب لإنجاح المرحلة الانتقالية ¿ – الفترة الانتقالية أتت وفق آلية المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية والتي جاءت نتاج جهود إقليمية قادتها دول الخليج العربي وجهود دولية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن بعد توافق داخلي أعقبها انتخاب الرئيس هادي وتشكيل حكومة الوفاق التي دفعت بالرئيس هادي وحكومته حكومة الوفاق الوطني إلى صدارة المشهد السياسي اليمني وخلال هذه الفترة أتت تصرفات القيادة اليمنية متسقة ومنسجمة بشكل مستقر باتجاه الاحتفاظ بالتوازن المطلوب لإنجاح المرحلة الانتقالية والشروع في مرحلة الحوار الوطني والذي تطلب تنسيق وفهم مشترك من قيادة البلدين ( اليمن وأمريكا ) ومصفوفة التزامات توفر قدر من الخروج الآمن من حافة الحرب الداخلية والدخول في بناء وضع توافقي لولوج اليمن في مرحلة بناء يمن جديد على أنقاض انهيار شامل كاد يعصف باليمن ولربما بالمنطقة بكاملها وضمنها مصالح الولايات المتحدة وحلفائها , لكن من خلال التمسك بالالتزامات المتفق عليها تحقق قدر كبير من الحفاظ على مصالح حساسة خدمة لمصالح الشعبين عزز ذلك مصداقية وهدوء ورصانة في التعامل مع هذا الوضع الحساس والابتعاد عن اللعب بعيداٍ عما تم الاتفاق عليه الذي يحفظ المصالح المشتركة أضف إلى ذلك التزام الحكومة اليمنية في هذه الفترة بالاستمرار في الملف الذي بدأ منذ وقت طويل العمل به وهو التعاون والشراكة في محاربة الإرهاب والذي ظهر مؤخرا بشكل أكثر التزاماٍ ومصداقية . اهتمام دولي • الاهتمام الأمريكي والدولي بسير المرحلة الانتقالية في اليمن كيف تقيمونه مقارنة بدول ربيع المنطقة ¿ – أولاٍ خروج الشباب والأحزاب والقوى الأخرى إلى الساحات لم يكن عبارة عن ردة فعل أو نتاج ترسبات طويلة من سوء إدارة الحكم كما هو الحال في مصر أو تونس ومصر بل أتت نتيجة تفاعل آني ونتائج أزمة حكم متجذرة شكلت المحاور المذكورة ركائزها بالإضافة إلى مظالم ودماء مازال نزيفها لم يجف بعد وقد تزامن ذلك مع مرونة سياسية لم تتوفر في دول الربيع العربي الأخرى وهذا أعطى ملامح مغايرة من التعاطي مع ملف اليمن وإمكانية معالجته سياسيا دون الإغفال بالطبع لوضع اليمن وقربها من منطقة الخليج كمنابع للنفط والتي تعد منطقة مصالح حيوية وهامة و لإمكانية تحول اليمن إلى منطقة تجمع لتنظيم القاعدة و منطلق ستصبح مسألة السيطرة عليها أمرا صعبا ومن هنا ظهرت ملامح سياسية للتعامل مع ملف الأزمة اليمنية لا يمكن تطبيقه على الدول الأخرى ونتيجة للدور التي قامت به دول الخليج العربي والولايات المتحدة وجد الاتحاد الأوروبي نفسه مشاركا فاعلاٍ في الدفع بعملية التسوية السياسية في اليمن لتحويل الاتحاد رقم يحفظ من جهة مصالحه من خلال ثبات خارطة اليمن السياسية والاجتماعية وأيضاٍ بحفظ استقرار المنطقة وعدم تحول اليمن إلى مرتع للعصابات الدولية كما حدث في نموذج الصومال وأيضا حتى لا تصبح جبال اليمن كجبال تورا بورا مركزاٍ لتجمع بقايا تنظيم القاعدة من مختلف دول العالم نموذج للدولة المدنية • كيف تنظر إلى أبعاد رؤية الإدارة الأمريكية لمسألة التغيير في اليمن وثمار ذلك التغير المبدئي على الواقع¿ – الولايات المتحدة الأمريكية بقدر توجسها الشديد وخوفها من انزلاق اليمن إلى مأزق تصبح فيه مأوى لعناصر متطرفة إلا أن استقرار الحكومة اليمنية وقناعتها الثابتة في أن شراكتها في محاربة الإرهاب تشكل مصلحة إستراتيجية لليمن بدرجة رئيسية ثم إن الأمر التزام دولي وإجماع عربي وإسلامي يحارب الإرهاب الذي يهدد الأمة الإسلامية ذاتها كل ذلك الأمريكية جعل الإدارة تنظر إلى أن اليمن في ظروفها الحالية بقدر ما تحتاج غالى الاستقرار فإنها يمكن أن تكون أنموذج لدولة مدنية قد تساعد على التغيير السلس في محيطها الذي يحتاج إلى إحداث تغييرات مرنة ومدروسة ولذا نرى الدعم الكبير والذي توليه الإدارة الأمريكية والذي يتمثل في التصريحات المتعددة لمسئولي الإدارة الأمريكية تجاه اليمن والرئيس هادي تحديدا والتي تصب في الدعم الواضح المعنوي والسياسي والدفع بالتعاون الاقتصادي عبر الإدارة الأمريكية أو عبر الدول الغربية الأخرى والصناديق المالية المختلفة وحتى في مؤتمر المانحين ومجموعة أصدقاء اليمن . والأموال الداعمة لميزانية وتكاليف مؤتمر الحوار الوطني الشامل كل ذلك يوضح إنما يتم تقديمه يأتي بثمار طيبة في إطار التحول في اليمن والابتعاد عن العنف والفوضى والاقتتال الذي لا تريده الأطراف المتعددة داخليا وخارجيا وإذا كانت الفترة الانتقالية التي مضت قد شابها الكثير من عوامل الإخفاق وخاصة في إطار تحسن الوضع المعيشي والأمني لكنهم رغم ذلك فإنهم ينظرون إلى الأمر بعين الرضا لمعرفتهم أن الأمور لربما كانت أسوأ من ذلك. إشادات •وأنت قريب من بعض المسئولين الأمريكيين.. كيف ينظرون لأداء القيادة لتحديات المرحلة الانتقالية لليمن ¿ – عكس الأداء السياسي الصادق من الرئيس هادي نفسه بشكل جلي نتج عنه تقدير بالغ وحفاوة متميزة وقد قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرحباٍ بالرئيس هادي ” تأتي هذه الزيارة لتعزز الشراكة القوية والتعاون الواسع والكبير بين الولايات المتحدة والحكومة اليمنية “ وبالتالي قاد هذا الاحترام والالتزام المبدئي والواضح في علاقات الرئيس هادي بالقيادة الأمريكية إلى تقدير الجهود التي يقوم بها هادي تعزيزا لخدمة البلدين والشعبين ومما قاله الرئيس الأمريكي أوباما في العام ???? في البيت الأبيض لضيفه ” الرئيس هادي يواجه بوضوح تحديات هائلة ولكن بسبب حنكته القيادية فإنه سيكون قادراٍ على بدء حوار وطني يضم في طياته جميع الأطراف في اليمن للخروج بدستور جديد والانتقال إلى حكومة ديمقراطية كاملة تكون قادرة على أن تخدم مصلحة الشعب اليمني “ وفي مجال الشراكة مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب فإن الولايات المتحدة أبدت تثمينا بالغا لقدرة القيادة في اليمن السياسية والعسكرية وأتذكر هنا ما قاله الرئيس أوباما ” أشكر الرئيس هادي وحكومته للتعاون القوي والمثمر والذي بدا واضحاٍ فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والذي جاء ثمرة إجراءات وتدابير عسكرية صائبة قام بها منذ بدأ توليه هذا المنصب” كل ذلك يعزز من احترام وتقدير الخطوات السياسية للرئيس هادي وهنا يقول وزير الخارجية الأمريكية أثناء لقائه بالرئيس هادي ” أن اليمن يمر بمرحلة تحول غير عادية لأنه ينتقل إلى الديمقراطية والولايات المتحدة مع الآخرين تدعم التحول الاقتصادي لليمن وفتح مجالات التبادل الاقتصادي مع دول الجوار وفتح الكثير من مجالات الاستثمار ” بما فيها التعاون العسكري بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وهنا نستذكر كلمة وزير الدفاع الأمريكي – تشاك هيغل – خلال اجتماع في وزارة الدفاع بقوله “أقدم شكري لفخامة الرئيس عبده ربه منصور هادي للتعاون الكبير في مجال مكافحة الإرهاب مع والولايات المتحدة “. في كل الأحوال تظل صورة القيادة اليمنية السياسية كما هي في الجوانب الأخرى تدفع على الثقة والطمأنينة ولقد شكرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الرئيس هادي لقيادته الحكيمة نحو العمل على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية التي ستقود التحول السياسي في اليمن. الإرهاب الدولي • اليمن شريك أممي في محارب الإرهاب.. كيف تتعامل السياسة الأمريكية مع ملف الإرهاب في اليمن ¿ – ملف الإرهاب بالنسبة للإدارة الأمريكية منذ ما بعد هجمات 11/سيتمر 2001م هو الملف الأول الذي من خلاله تتحدد أولويات السياسة الأمريكية وفي اليمن تمثل فترة حكم الرئيس هادي مرحلة جدية في مواجهة الإرهاب والتزام اليمن بشراكتها المعلنة من السابق في مكافحة الإرهاب لتتحول السياسة اليمنية إلى مزيد من الوضوح والجدية في علاقتها دوليا وخاصة مع الولايات المتحدة التي ثمنت أكثر من مرة مواقف القيادة اليمنية الواضحة والصريحة في الشراكة مع المجتمع الدولي في مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب وقد بدا واضحا ما حققته القوات المسحة والأمن اليمنية منفردة أو بتعاون دولي في تتبع عناصر الإرهاب ومواجهتها بشكل لا يدعو للريبة بل بمزيد من العزم والإصرار. اختطاف الأجانب •ورقة الاختطافات للأجانب كأداة للابتزاز والضغط للحصول على مكاسب ما.. ما مدى تأثير ذلك على العلاقات اليمنية الغربية و الأمريكية على وجه الخصوص¿ – هذه الظواهر الشاذة من اختطافات واغتيالات للأجانب في اليمن سوف تأثر في صورة اليمن خارجياٍ بشكل كبير و واضح وتضرب السياحة والاستثمار وكل عمل من هذه الأعمال تتلقفه وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعية خلال ثوان معدودة لتشكل صورة غير طيبة وتترك آثارا بعيدة المدى في ما يتعلق في ذاكرة وذهن المتلقين والمهتمين في مختلف أرجاء المعمورة ودون شك فإن ذلك يصيب المسئولين والقيادات في المجتمعات والشعوب الأخرى وخاصة في الغرب وبالذات أمريكا بنوع من الإحباط وخيبة الأمل والخوف من عدم القدرة على الحد من توسع هذه الظواهر لتصبح معضلة غير قابلة للحل لكنها في نفس الوقت تتلقى إشارات واضحة بأن الحكومة اليمنية تتعامل بمسئولية كاملة مع هذه الظواهر وطالما وهذا هو الحال فإن حدوث ذلك يصبح أمراٍ قابل الحدوث في أي مكان حتى في قلب العاصمة الأمريكية ذاتها , وهذا يوسع من رقعة التفهم لمعطيات هذه الإشكالية بما يعزز المزيد من الثقة في بناء علاقات تسودها المصداقية والرغبة الكاملة في تعاون يخدم مصالح كل الأطراف . مجالات التعاون • ما أبرز مجالات التعاون اليمني الأمريكي حاليا ¿ – العلاقات اليمنية الأمريكية ممتدة منذ أمد بعيد تعود إلى اتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين في العام ???? وفيما بعد تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية عبر وكالة التنمية الأمريكية وأن كانت الحرب الباردة بين المعسكرين عكست نفسها على الدعم والتعاون بين البلدين كذلك حرب ???? التي أدت إلى قطع العلاقات بين أمريكا والجمهورية العربية اليمنية وما تلاها في حرب الخليج إلا أن العلاقات ظلت تأخذ طابع المصلحة المباشرة الحادة حتى ?? مايو من العام 1990م الذي كان للولايات المتحدة الأمريكية موقف واضح وداعم للوحدة اليمنية وظل هذا الموقف حتى يومنا هذا في نفس الوقت الذي تشجع فيه على الدفع بخطوات ديمقراطية توسع من رقعة الحريات وبما ينسجم مع مصالحها الإستراتيجية هذا إلى جانب موقفها الرافض لدخول اليمن في صراعات وحروب داخلية في فترةٍ الربيع العربي ويبقى التعاون في مجال الأمن الإقليمي والدولي كان هو العنصر الأنجح والأكثر ثباتاٍ في العلاقات بين البلدين عززته الشراكة الجادة في مكافحة الإرهاب وأعمال القرصنة خلال الفترة القريبة الماضية إلى جانب التعاون في مجالات التأهيل والتدريب في مختلف المجالات والدعم السياسي لليمن في المحافل الدولية والمنظمات الاقتصادية والسياسية في سبيل إنجاح الشراكة والتعاون بين البلدين وما الدعم الكبير للمرحلة الانتقالية وفترة الحوار الوطني مادياٍ وغيرها من المجالات إلا تتويجاٍ لتفهم واضح للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه اليمن في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين .