بهدف مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية لتهويد القدس المحتلة في إطار مقترحات كيري السرية شهدت المنطقة العربية حراكا برلمانيا ودبلوماسيا خصص لبحث المخاطر المحدقة بالقدس حيث تستضيف الكويت المؤتمر العشرين لاتحاد البرلمانات العربية فيما انتهت في المغرب اجتماعات لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي. ففي العاصمة الكويتية يعقد وعلى مدى يومين المؤتمر البرلماني العربي بمشاركة بلادنا وعدد من ممثلي المجالس البرلمانية ومجالس الشورى في الدول العربية تحت عنوان «القدس عاصمة لدولة فلسطين» بهدف مواجهة المساعي الاسرائيلية الحثيثة من قبل سلطات الاحتلال نحو طمس الهوية. وذكرت مصادر برلمانية مشاركة أن المؤتمر يأتي في ظل المتغيرات الدولية التي طرأت خلال الأيام الماضية في منطقة الشرق الأوسط والمساعي الحثيثة من قبل سلطات الاحتلال نحو طمس الهوية الفلسطينية وتسريب لجنة المفاوضات العربية عن رفضها طلب المبعوث الأميركي بالاعتراف بيهودية الدولة وابقاء القدس عاصمة لإسرائيل وإلغاء حق العودة. وأكد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني المشارك في المؤتمر أن هذا المؤتمر والذي جاء بدعوة من رئيس الاتحاد البرلماني العربي- رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم يعقد في هذا التوقيت بالذات استشعاراٍ من البرلمانيين العرب لخطورة الأوضاع المحدقة بالقدس العربية هوية وتاريخاٍ وثقافة وفي ظل حملة تطهير عرقي تسابق الزمن وادعاءات إسرائيلية باطلة تستهدف مدينة القدس وتأكيدا على أن عاصمة الدولة الفلسطينية هي كامل مدينة القدس المحتلة منذ عام 1967م. وشاركت بلادنا بوفد برلماني برئاسة نائب مجلس النواب محمد علي الشدادي في المؤتمر العشرين للبرلمانات العربية . وأوضح الشدادي أن المؤتمر سيقف أمام السياسات التي تتبعها الدولة الصهيونية في الأراضي العربية المحتلة والإجراءات والممارسات الاستيطانية الاحتلالية بهدف تغيير ملامح مدينة القدس الشريف وطمس هويتها العربية الإسلامية وعزلها عن محيطها العربي. وقال: “إن المؤتمر سيقف أمام المحاولات التي تنتهجها سلطات الاحتلال لإفراغ القدس من سكانها العرب من خلال تجفيف مصادر رزقهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم وهدم منازلهم ومنعهم من بناء أية مساكن جديدة لهم. واكد رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى ما يحيط بالأمة العربية من تحديات تتطلب من جميع الدول العربية ومؤسساتها البرلمانية تكثيف الجهود واللقاءات لدعم وحدة الموقف العربي والرفع من مستوى التنسيق بين الدول الأعضاء خصوصاٍ بين المجالس البرلمانية التي تجسد موقف الشعوب العربية. وقال: إن المؤتمر الـ 20 للاتحاد البرلماني العربي اختار في هذه الدورة أن يكون القدس محور لقائه تحت عنوان” مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية” لبحث وسائل مواجهة الظلم والعدوان الذي تتعرض له الحقوق الفلسطينية واستجابة لما تواجهه مدينة القدس العربية على وجه التحديد من اعتداءات صهيونية تستهدف في المقام الأول طمس هوية المدينة الإسلامية والعربية. وقد جاء انعقاد مؤتمر البرلمان العربي في دورته عقب اجتماع الدورة الـ 20 للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي التي عقدت برئاسة الملك محمد السادس ملك المغرب رئيس لجنة القدس في مدينة مراكش المغربية والتي اختتمت اجتماعاتها أمس الأول لبحث الخطوات اللازمة في ضوء الإجراءات الإسرائيلية الجديدة . وكشف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن اجتماع لجنة القدس جاء ومدينة القدس الشريف ومقدساتها تتعرض لتهديدات واعتداءات ممنهجة ومتصاعدة وغير مسبوقة. وأكد أن الاحتلال يعمل من خلال انتهاكاته على تغيير وضع شرقي القدس كمدينة تقع تحت الاحتلال أسوة ببقية الأراضي الفلسطينية المحتلة وتغيير طابع المدينة وهويتها العربية والإسلامية من خلال الكثير من السياسات والقرارات والقوانين والإجراءات الإدارية وغيرها. وتزامن هذا مع ما أكدته لجنة المفاوضات العربية خلال اليومين الماضيين عن رفضها لطلب المبعوث الأميركي جعل القدس عاصمة لإسرائيل واعتراف العرب بيهودية الدولة. وأضاف جودة: “إن بلاده تقوم بالاتصال المستمر واليومي مع مختلف القوى الدولية المؤثرة لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المدانة وتنبه العالم إلى حقيقة أن المساس بالقدس ومقدساتها وفضلاٍ عن أبعاده وتداعياته السياسية الخطيرة فإن له أبعاداٍ روحانية ودينية ووجدانية من شأنها أن تستفز وتؤلب مئات الملايين من الناس لما للقدس من مكانة في قلوب ووجدانيات المسلمين والمسيحيين في شتى أنحاء العالم. وشدد على أن الأردن سيظل ينهض بدوره في الدفاع عن القدس المحتلة وأهلها ومقدساتها من منطق أن هذه مسؤولية تاريخية وواجب قومي مهما كبرت الصعاب وتنامت المشقة وبصرف النظر عن تطورات السياسة وابعادها.