الرئيسية - الدين والحياة - الخالدون 100 أعظمهم محمد رسول الله
الخالدون 100 أعظمهم محمد رسول الله
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لقد بعث الله محمداٍ صلى الله عليه وسلم ليحقن دماء الناس ويحثهم على مكارم الأخلاق : قال الله عز وجل في كتابه الكريم : “وما أرسلناك إلا رحمةٍ ٍللعالمين ” …تراهم ركعاٍ سجداٍ رحماء بينهم … إذاٍ فالرسول الأعظم قد بعثه الله لنشر الرحمة والمودة بين عباده المؤمنين كما بعثه الله تعالى ليتمم مكارم الأخلاق, ومن المهام الجسيمة التي كْلف بها محمد رسول الله هو أن يكون بشيراٍ ونذيراٍ ومبلغاٍ عن الله بما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المسلم المؤمن من خلق حسن وزهد وتقوى وتراحم ومحبة, وتعريف المسلم بطرق الحلال والحرام , كما أرسله الله ليبين للناس أوجه الخير والشر والحق والباطل والعدل والظلم والحب والكره والرضا والقناعة, وكيف يتعامل الناس في ما بينهم بالصبر والتواصي بالحق وطلب العلم والخروج من ظلمات الجهل إلى عالم النور والعلم والإيمان وإعمال العقل في البحث والنظر, والبحث عن مصادر الرزق وأوجه الإنفاق , كما بعثه الله ليهدي الناس إلى طرق العبادة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويريهم مناسكهم والابتعاد عن المعاصي والسيئات كما يدعوهم إلى التعاون على البر والتقوى وحقوق الوالدين والبر بهما والاهتمام بحقوق الأهل والأقارب والإحسان إليهم وصلة الرحم. وكان من أهم أسباب إرساله إلى الناس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل انتشار الفسق والغش والربا وارتكاب المحرمات وانتشار الفواحش وعبادة الأصنام والفساد في الأرض وانتشار الرذيلة وانعدام الفضيلة والظلم والبطش والإرهاب الذي كان يمارسه قوم قريش . لقد بعثه الله رحمة لتحرير العبيد من الاستعباد والذل والهوان والوقوف إلى جانب المستضعفين في الجزيرة العربية وأن يزرع فيهم مبادئ العدل والمساواة, كما بعثه الله رحمة لتحرير المرأة من الظلم والقهر والاستبداد والمتاجرة بها وإنصافها من عبودية الأقوياء وظلم الأقارب وإعطائها الحقوق التي فرضها الله لها من المواريث والحقوق المتساوية مع الرجل (لهن ما اكتسبن ولكم ما اكتسبتم ), كما منح الله المرأة الأجر والمغفرة وساواها بالمؤمنين في الحقوق الدينية والدنيوية في أكثر من آية قرآنية, كما بعثه الله رحمة ليوحد الناس ويدعوهم إلى عبادة إله واحد هو الله الخالق البارئ المصور, والابتعاد عن عبادة الأوثان التي هي من صنع البشر.. ومن أسباب بعث النبي محمد هو دعوة الناس إلى التفكر والتفكير في خلق السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى كما دعاهم إلى الصعود والنفوذ إلى أقطار السماوات والأرض أي دعاهم إلى العلم والاجتهاد بدلاٍ من ممارسة الحروب والرذائل والغزوات والنهب والقتل والاستعلاء والتفاخر بالقبيلة والكبرياء في الأرض . العظماء مائة وأعظمهم محمد: هذا هو عنوان الكتاب الذي قام بتأليفه العالم الأمريكي مايكل هارت وهو مسيحي الديانة وقد أصدر هذا الكتاب في مطلع ثمانينيات القرن الماضي . وقام بترجمته ونقله إلى اللغة العربية الكاتب المصري الكبير والمؤلف الصحفي والفيلسوف الأستاذ أنيس منصور رحمة الله عليه حيث قام الكاتب الأمريكي باستقراء الأحداث العالمية وقرأ الكثير عن المشاهير في العالم منذ ظهور الإسلام حتى العصر الحديث ودرس وقارن وبحث وتبحر وتعمق في مدى تأثير العظماء في العالم وما تركوه من آثار إيجابية لا زالت حية وباقية إلى عصرنا هذا . وحينما درس وتمعن ومحص واستوعب سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة إلى العالمين وجد أن ما تركه الرسول الأعظم من مبادئ وقيم وآثار على الإنسانية وكيف أن إتباعه ومناصريه من الذين آمنوا به قد وصلوا إلى ملياري مسلم وأن الدين الإسلامي قد أْثر فيهم هذا التأثير الراسخ وأن دعوة الرسول الأعظم لا زالت باقية ومازال المئات من الناس في العالم كله يدخلون في دين الله أفواجاٍ وبصورة متزايدة, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الرسول الأعظم وصدق رسالته وأن التعاليم والمبادئ الإسلامية التي أرساها محمد هي من أسمى المبادئ في أية ديانة أخرى في العالم لذلك جعل المؤلف النبي محمداٍ الرجل الأعظم رقم (1) بين عظماء العالم . و قد جاء في المرتبة الثانية أديسون مخترع الكهرباء وبيل رقم ثلاثة مخترع الهاتف, وجاء السيد المسيح عليه السلام رقم (17) والفاروق عمر بن الخطاب رقم (57) من بين عظماء العالم . *وكان ينبغي أن يكون احتفالنا في كل عام بعيد ميلاد الرسول الأعظم هو أن نستلهم منه ومن حياته روح المحبة والتسامح والعفو والإحسان إلى الناس فهو القدوة الحسنة في محبة الفقراء والمساكين وإقامة العدل والإنصاف والمساواة بين أمة الإسلام ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) , كما أكد الرسول الأعظم على التعايش السلمي بين الناس وقال ( ليس منا من دعا إلى عصبية ) وحض على مكارم الأخلاق بين الناس وقال (سلمان منا أهل البيت) وهو رجل فارسي ولكنه مسلم قوي الإيمان بالله وبرسوله, ولم يكن الرسول الأعظم ذات يوم حاقداٍ أو ناقماٍ أو كارهاٍ أو مبغضاٍ أو حاسداٍ أو شامتاٍ أو لاعناٍ أو شاتماٍ أو ساخطاٍ على أحد, وكان يقابل السيئة بالحسنة والقول الحسن ( اتبع السيئة بالحسنة تمحها), كما أنه لم يكن فظاٍ غليظ القلب بل كان صدره يتسع للجميع من عرب وعجم ولم يكن الرسول الأعظم ذات يوم متجهماٍ أو مكشراٍ أو غاضباٍ أو مزمجراٍ أمام القوم بل كان لطيفاٍ وعلى خلق عظيم وكان ضاحكاٍ ومبتسماٍ وممازحاٍ ويبدو على وجهه نور الإيمان والسماحة والمحبة والبساطة والبشاشة, ولذلك وصفه الله بأعظم وصف في كتابه عز وجل ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فهذه الصفات قد جعلته قدوة وأسوة حسنة للآخرين لكي يحذوا حذوه ويتصفوا بصفاته ويتخلقوا بأخلاقه. ويكفي نبينا ورسولنا محمداٍ أن الله قد رفع له ذكره على مدى 24 ساعة في العالم وعلى مدى الأزمنة والعصور حينما قال )ورفعنا لك ذكرك) . فلا تمر دقيقة على وجه الأرض إلا واسم النبي الأعظم يتردد بعد اسم الله عند كل آذان. ومن عظمة محمد الرسول الأعظم أن دعوته إلى الإسلام قد اجتاحت العالم كله ووصلت إلى كل مدينة وقرية , ومازال الإسلام ينتشر ويتوسع ويْقبل عليه الكثير من ديانات شتى. أما مسلمو هذا العصر من الدعاة والأئمة والعلماء ومن الدارسين للدين الإسلامي الذين يدعون بأنهم يتخلقون بأخلاق النبي ويتعاملون مع الناس بالحسنى فهم على عكس ما يقولون ويدعون فإنك وبمجرد النظر إلى هيئة أحدهم أو وجهه فإنك لن تجده إلا مكشراٍ مكفهراٍ أو ناقماٍ أو غاضباٍ أو عابساٍ أو كئيباٍ, ولا يبدو عليه الوقار أو السماحة أو الخلق الحسن أو التعامل الطيب مع الآخرين تعاملاٍ حسناٍ فهو غير مبتسم وغير ضاحك ولا يمازح المزاح الحسن المقبول بل تجده فظاٍ غليظ القلب ينفض الناس من حوله فهو متجهم ومزمجر ويكاد بعضهم يتطاير الشرر من وجهه ويدعي بأنه داعية وأنه يسلك سلوك المسلم الملتزم وهو بعيد كل البعد عن خلق الرسول وتعامله مع الناس. ومن مواقف النبي الأعظم هو ذلك التسامح الذي أبداه أمام أصحابه وأمام ابن عبد الله بن أبْي كبير المنافقين وأشدهم عداوة للنبي حينما تمادى في سب النبي فقال ابنه عبدالله: هل أذهب إليه يارسول الله وآتيك برأسه بحد سيفي هذا . فقال رسول الله (لا تفعل ذلك يا عبد الله هل تريد أن يقول الناس أن محمداٍ يقتل أصحابه) . وكذلك تسامحه وعفوه عن قريش حينما دخل مكة فاتحاٍ فقال لهم مقولته المشهورة (أذهبوا فأنتم الطلقاء). فهذا هو خلق الرسول الأعظم وينبغي أن نقتدي به وبسلوكه الحسن وهذا هو أعظم احتفال بعيد ميلاده كي نتعلم من خلقه وعفوه وسماحته تجاه الآخرين .ومن صفات مسلمي العصر الحديث هو الغلو والتطرف والإرهاب واستباحة دماء المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي وكذلك التشدد في الدين وعدم المرونة أو التسامح, ومن هؤلاء الجماعة التكفيرية التي تكفر المسلمين بغير وجه حق وتقوم بتصفيتهم وإعدامهم لأنهم كفرة وهم لم يعلنوا كفرهم بل لمجرد الاختلاف معهم في الرأي فهم يغتالون ويعدمون ويقتلون الآخرين باسم الله وباسم الدين, فهل هذا هو ما جاء به محمد النبي الأعظم وهل نشر دينه ودعوته بالسيف¿! وهل قام بإعدام كفار قريش والمشركين حينما رفضوا دين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.