الرئيسية - تحقيقات - الجمارك: تزايد دخول الأدوية المخدرة وضبط كميات كبيرة في المطارات والموانىء
الجمارك: تزايد دخول الأدوية المخدرة وضبط كميات كبيرة في المطارات والموانىء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> هيئة الأدوية: نحذر الصيادلة من صرف العقاقير المخدرة بدون وصفة طبية

> الفراغ والسهر وأصدقاء السوء أهم الأسباب المؤدية للإدمان .. والديزبام والبثدين الأكثر انتشاراٍ

مهدئات كيمائية محضورة يتناولها بعض الشباب أدخلتهم في دائرة الإدمان وأصبحت مادة أساسية في أجسادهم تحت ذرائع واهية منهم من يتعاطاها بحجة تعديل المزاج وآخرون يظنون أنها تزيد القدرة على الإنتاج ومنهم من يتمسك بها وكأنها العامل السحري الذي يجعل من أوراق القات منشطاٍ ذا فاعلية ومذاق خاص والحقيقة أنهم مدمنون ولا يستطيعون العيش من دونها الـ«الثورة» بحثت عن أسباب انتشار هذه المواد بين بعض الطلاب والمراهقين إضافة إلى تأثير الإدمان على المجتمع من الناحية النفسية وذلك من خلال التحقيق التالي:

بحثنا عن بعض من أدمن مثل هذه المهدئات والمسكنات في المجتمع وتحدث إلينا رشيد أسعد بعد إلحاح طويل وقال: بدأت تناول حبوب الـ (ديزبام) بعد تخرجي من الثانوية العامة العام الماضي وبسبب الفراغ القاتل والسهر على الانترنت طوال الليل بالإضافة إلى العديد من أصدقائي في الحي والذين يتناولون هذه الحبوب أما بالنسبة لي فإني أتناول هذه الحبوب بعيداٍ عن عيون والدي حيث نجتمع في المقيل (التخزينة) عند أحد الأصدقاء. يضع رشيد 4 حبات من حبوب الديزبام في مشروب الطاقة الذي يشربه أثناء تناول أوراق القات ويضيف : لم يحدث أن نصحني أو أرشدني أحد الأصدقاء بخطورتها إلا بعدما ادمنتها (وكلنا في الهوا سوا). حميد حسين يتصف بالعصبية الزائدة والمزاج المتقلب والتهور في بعض الأحيان ثلاثة أسباب جعلته وبحسب رأيه مدمناٍ (البثدين) وهي مادة مخدرة محظورة تستخدم كمسكن ألم شديد وفق ضوابط محددة يقول : أصبحت استخدم هذه المادة بشكل كبير وبدون أي دواعي للاستعمال فكل لحظة أشعر فيها بالتعب أو أفقد أعصابي فيها وربما يصدر مني سلوك لا إرادي أتوجه سريعاٍ صوب تلك الحبوب ويبدو أن هذه السلوكيات أصبحت سبب إدماني. مكافحة المخدرات العقيد علي ناجي الحجافي نائب مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات يربط حجم الظاهرة وانتشارها بالتهريب وغياب الدور الرقابي على الصيدليات ويوضح قائلاٍ : العقاقير الطبية المخدرة تستورد من قبل الهيئة العليا للأدوية وذلك لتوفير احتياجات المستشفيات وفي ما يخص أدوية القلق والمضادة للاكتئاب كالديزبام والتي تباع للصيدليات المرخصة, فإن قانون مكافحة المخدرات في فصله الرابع أشار إلى تنظيم عملية الأدوية التي تحتوي عدداٍ من المخدرات والتي تسمى بالمؤثرات العقلية وبحيث لا يتم صرف مثل هذه الأدوية من قبل الصيادلة إلا بوصفة طبية من قبل دكتور مختص. أظهرت إحصائيات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ضبط 434 ألفاٍ و608 حبات كبتاجون وروش وديزبام في العام الماضي وبالمقابل تم ضبط 279 ألفاٍ و96 أمبولة بثدين في العام الماضي. دائرة الإدمان والتهريب يعلق العقيد الحجافي : كلما اتسعت دائرة استخدام مثل هذه الأدوية المخدرة في المجتمع وبطريقة تسيء إلى استخدام بعض أنواع العقاقير الطبية المخدرة والتي تستخدم من دون وصفة طبية أدى ذلك إلى زيادة محاولات إدخالها عن طريق التهريب سواءٍ عن طريق تجار الشنطة في المطارات أو الموانىء والسواحل البحرية والاحصائيات التي تم عرضها تثبت ذلك. ويضيف : تدرج الإدارة العامة للمخدرات عدداٍ من العقاقير الطبية ضمن حبوب المواد المخدرة وهي جداول دولية معروفة كون هذه الظاهرة عالمية ولا تقتصر على بلادنا فقط. عقاقير مخدرة أنواع عديدة من الحبوب ينجر بعض الشباب والمراهقين إلى تعاطيها سواءٍ من باب الفضول والتجربة فيما يتعاطيها البعض الآخر خلال فترة الامتحانات اعتقاداٍ منه أنها تزيد التركيز وتساعد على السهر. يقول الدكتور عمر جابر أخصائي الأمراض النفسية والعصبية : إن أكثر الحبوب تعاطياٍ من قبل بعض الأشخاص هي حبوب (الديزبام) والتي تحدث تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت والمكان (المرحلة النفسية) وغالباٍ ما يصل المتعاطي لهذا النوع إلى أعراض جانبية خطيرة كتوسع حدقة العين وارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية وصعوبة التركيز والتفكير اضافة إلى ارتجاف الأطراف علاوة على تغيرات عديدة في الأحاسيس والمشاعر وردود أفعال عدائية. ويحذر الدكتور عمر من خطر ما يسمى (حبوب الهلوسة) قائلاٍ : ومن أخطر هذه الحبوب (الكبتاجون) والتي تجعل من متعاطيها ضعيف الشخصية دائم القلق إضافة إلى الهلوسة السمعية والبصرية كما يعتبر (الترامادول) من أخطر أنواع مسكنات الألم وكذلك (الأرتين) وكل هذه تدرج ضمن قائمة (المخدرات) في الإدراة العامة لمكافحة المخدرات. تأثير المتعاطي على المجتمع ويكشف الدكتور عمر عن الأثر السلبي الذي يطال المجتمع من مدمني هذه العقاقير المخدرة : الإدمان والفشل في محاولة التخلي عن استعمال العقار المخدر مراراٍ وتكراراٍ والقيام بتصرفات وسلوكيات غير أخلاقية وخارجة عن القانون بهدف الحصول على العقار المخدر واللجوء إلى الاستدانة والسرقة والبغاء وقد تصل في بعض الأحوال إلى محاولة القتل إضافة إلى التصرف بتهور وعدم الاهتمام وتعريض الآخرين إلى الخطر وكل هذه الأخطار يكمن وراءِها شعور خاطىء بأن هذا العقار سيحل جميع مشاكله. صيادليات مخالفة بعض الصيدليين يقومون بصرف الأدوية المخدرة بدون وصفات طبية هذه الإشكالية تطرق إليها الدكتور عبدالمنعم الحكمي مدير عام الهيئة العليا للأدوية ووصفها بالمعضلة وقال : هناك نوعان من المواد المخدرة والتي تؤدي إلى الإدمان النوع الأول : مسكنات الألم الشديدة مثل المودفين والبثدين وهي مواد مخدرة تستوردها الهيئة لتلبية احتياجات المستشفيات العامة ومركز الأورام فيما تتكفل الشركة اليمنية للأدوية بتزويد المستشفيات الخاصة بها هذه الأدوية يتم صرفها بطرق محددة ويتم رفع تقرير سنوي عن الجهات التي صرفت لها إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات. النوع الثاني: مجموعة المؤثرات النفسية وهي الأدوية المنومة والمضادة للأرق والقلق والتي لا يتم بيعها إلا للصيدليات المرخصة. وعن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه العقاقير المخدرة يؤكد الحكمي قائلاٍ : إن بعض الأطباء لا يلتزمون بالوصف الصحيح لهذه الأدوية لذا نحذر الصيادلة بعدم صرف هذه الأدوية إلا بوصفة طبية من طبيب مرخص له وهم أطباء الأمراض النفسية والعصبية كما أن بعض الصيادلة يقومون بصرف الأدوية بدون وصفة طبية مع العلم بأن الصيدليات لا تتبع الهيئة العامة للأدوية وإنما تتبع وحدات السلطات المحلية على مستوى المحافظات والمديريات لذا نطالب بإبلاغنا بأي مخالفات تسجل ولن نتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصيدليات المخالفة. 13 طناٍ في 2013م الدكتور عبدالرزاق المراني الوكيل المساعد لشؤون الضابطة الجمركية تحدث عن تزايد وتيرة دخول العقاقير المخدرة إلى بلادنا في الفترة الأخيرة حيث قال : نلاحظ في الأونة الأخيرة ضبط كميات كبيرة في المطارات والموانىء لبعض العقاقير الطبية المخدرة والمنشطات الجنسية بل وضبطنا بعض الأدوية التي لا نعرف محتوياتها نتيجة لغياب المواصفات السليمة وكان آخرها ضبط 13 طناٍ في مطار صنعاء خلال عام 2013م والتي قمنا باتلافها وكلها أصناف تسبب ضرراٍ كبيراٍ على المجتمع وتتنافى مع معتقداتنا الدينية ويجب أن تمر الأدوية قبل دخولها على الهيئات المختصة لكي يتم فحصها بحيث لا تضر بالمواطنين والمجتمع.