الرئيسية - الأخبار - إعلام الساحات.. الصوت الحر للثورة الشبابية
إعلام الساحات.. الصوت الحر للثورة الشبابية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

معاذ القرشي –

> في ساحات التغيير والحرية التي تشكلت وجعلها الثوار والثائرات نقطة الانطلاق للثورة الشبابية السلمية ولد نوع جديد من أنواع الإعلام والذي يمكن أن نطلق عليه إعلام الساحات الذي تشرب ثقافة البذل والتضحية والانتصار للقيم الوطنية إعلام استطاع رغم الإمكانيات القليلة والظروف الصعبة التي نشأ فيها أن ينقل وحشية النظام الحاكم في مواجهة شعب أعزل تواق للتغيير.. في تلك اللحظة التاريخية استطاع القلم كما استطاعت الريشة والصورة أن تنقل أحداث الفجر القادم الذي يبدد ظلمة الليل فكانت كل تلك الوسائل الإعلامية في صف الشعب الطامح للتغيير. لقد كان إعلاماٍ متحرراٍ من المصادرة والقيود والنفاق وكل صيغ المجاملات فكان يمثل الرصاصة الوحيدة التي حملها الثوار واطلقتها بنادق الثورة في كل ساحات الوطن استطاع إعلام الساحات أن يتجاوز رتابة الإعلام الحزبي الذي لطالما كان السبب في تسلط النظام الحاكم أكثر إعلام الثورة لم يخاطب فئة أو جماعة أو نظاماٍ سياسياٍ أو حزباٍ بل خاطب الإنسان اليمني أينما يكون ذلك الإنسان الذي ذاق كل أنواع المعانات وصبر كثيرا وتشرد في دول الاغتراب.. إعلام الثورة هو من استطاع أن يحدث شروخاٍ مزقت كيان النظام وفندت أكاذيبه بالدليل القاطع الذي أثبتته الكلمة والصورة والكاريكاتير والبيان والنشرة والصحيفة والموقع الالكتروني وكل أنواع وأشكال التواصل الأخرى. «الثورة الصحيفة» وبمناسبة 11فبراير ذكرى ثورة الشباب السلمية ترصد تجربة إعلام الساحات من خلال بعض من انخرط فيها مؤكدين أن هناك سيلاٍ من الإعلاميين في مختلف المجالات الإعلامية شاركوا في العمل الإعلامي في الساحات لا يتسع المجال لذكرهم لكن لا ينتقص عدم ذكر أسمائهم من كونهم هم من نقلوا أحداث الثورة الشبابية السلمية وإلى الحصيلة التالية : في البداية تحدث الإعلامي المعروف صادق الروحاني أبرز الإعلاميين العاملين في قناة سهيل إبان أحداث الثورة الشبابية السلمية حيث أكد أن إعلام الساحات أو الإعلام الثوري كان خير معين للشعوب في بلوغ لحظة الانعتاق والتحرر من الظلم والاستعباد ولنا شرف جميعاٍ إذا ما قلنا إن إعلام الساحات كان الناقل الوحيد لتلك التضحيات التي قدمها الشباب . وأضاف الروحاني : كنت كمذيع عندما أنقل خبراٍ ما عن بشاعة النظام ووحشيته اعتبر أنني اسقط جزءاٍ ولو بسيطاٍ من هذا النظام المستبد وعملنا من خلال مجموعة من الشباب عبر قناة سهيل التي كانت الناقل الأبرز لأحداث الثورة على نقل جرائم القتل ضد المتظاهرين من الشباب الذين خرجوا من أجل الحرية ينشدون القادم الأجمل. وأشار الروحاني إلى أن هناك مشاهد لا يمكن أن تنسى في مسيرة العمل الإعلامي في الساحات وأهمها منظر سبعة من شباب الثورة ودمائهم تنزف وأنا أتنقل أذهب إلى الأول فأجده لم يلفظ أنفاسه بعد فانتقل إلى الثاني فأجده قد فارق الحياة فأعود مرة أخرى إلى الأول فيكون قد فارق الحياة لقد كنت أنقل نقلاٍ مباشراٍ في ذلك الوقت.. وبينما أنا في هذا الوضع دخل أحد شباب الثورة ويديه ملطخة بمخ أحد الشهداء الذي كان قد تعرض لطلق ناري في رأسه حقيقة لم أستطع أن أتحمل وأنا أنظر إلى خيرة أبناء اليمن يسقطون وهم يزرعون شجرة الحرية. وأكد الروحاني أن الإعلام في الساحات استطاع أن يثبت بالصورة والكلمة والرسمة المعبرة أجمل صورة نضج في وعي اليمنيين في التاريخ الحديث ذلك النضج الذي أنتج ثورة شارك بها جميع اليمنيين رجالاٍ ونساءاٍ وأطفالاٍ وشباباٍ وشابات بخيار السلمية تلك السلمية التي كان الإعلام هو من يثبتها في مواجهة أدوات القتل ضد المدنيين العزل إلا من الإرادة والحلم بمستقبل مشرق وأكثر صعوبة واجهتها في تجربة العمل الإعلامي في الساحات هي مخاطبة العسكريين الذين لبوا النداء وانضموا لساحات الثورة. وبقدر الارتياح الذي شعرت به إلا إنهم تعرضوا للكثير من التعسف وتوقفت رواتب ومستحقات الكثير منهم لقد كنت التقي بهم فيقولون لقد لبينا نداء الثورة لكن هل تستطيع أن تصرف لنا مستحقاتنا الموقفة حقيقة كنت أشعر بالخجل منهم وأنا إعلامي لا أملك إلا قناعتي وقلمي. واختتم الروحاني حديثه قائلاٍ : لقد ساهم شباب الساحات في بلورة هذا النوع الجديد من الإعلام عبر الإصدارات التي تسابق فيها الشباب لتقديم الأفضل وكل تكتل أو حركة لها الصحيفة أو المنشور الناطق باسمها لما يخدم الهدف الأسمى وهو انتصار الثورة الشبابية السلمية. وأهم ما يجب أن يستفيد الإعلام من إعلام الساحات مغادرة زمن المجاملات إلى رحاب العمل الإعلامي المكرس لخدمة قضايا المواطنين وأن يتخلى الإعلام بكل أنواعه من التبعية لكن لن يكون ذلك إلا بالاهتمام برجال الإعلام من الناحية المادية. من جهته أكد عبدالمجيد الرضي- رسام كاريكاتير في صحيفة الثورة وأبرز الرسامين المشاركين في الاصدارات المختلفة من ساحة التغيير بصنعاء – أن مشاركته في الكثير من الرسومات الكاريكاتورية التي عبرت عن الرغبة الشعبية في التغيير كانت عن قناعة كاملة بضرورة التغيير رغم الصعوبات التي كانت حاضرة حيث كان وقت كانت الكهرباء مقطوعة والذهاب إلى الساحة لتسليم الرسمة نوعاٍ من المخاطرة حتى إني لم أكتب اسمي على أي من رسوماتي بسبب الظروف الأمنية والكثير من الاعتقالات التي طالت كثيراٍ من الصحفيين والناشطين السياسيين والفنانين التشكيليين. وقال الرضي: عدم كتابة اسمي ليس خوفاٍ كما سيعتقد البعض ولكن لأني أعمل في صحيفة رسمية كنت أحاول أن أكون واقعياٍ ولا اجعل قناعاتي الشخصية تؤثر على عملي الوظيفي رغم أن من كان ينشر رسوماتي كان يريد أن يعرف من هذا الذي يطرح كل هذه الأفكار التي تخدم الثورة ولا يفصح عن شخصيته لقد كان الهدف الذي سعينا إليه منذ البداية هو انتصار الثورة لم ننطلق من مصالح خاصة أو نحاول حجز كرسي في الصفوف الأولى في قادم الأيام كما فعل البعض ممن يجيدون الظهور. وأشار الرضي إلى أن العديد من رسوماته الثورية عرضت في الكثير من المعارض التي أقيمت في الساحة والبعض منها كانت تعيد نشرها بعض الصحف الحزبية نقلاٍ عن الصحف والنشرات التي تصدر في الساحة وأريد أن أؤكد هنا على حقيقة وهي أن البعض لم يرسم للثورة إلا بعد أن شاهد الثورة وتأكد من حتمية انتصارها لم يرسم للثورة وهي لا تزال تواجه كثيراٍ من العواصف لكنه كان في المقدمة لاستلام فاتورة ما قام به مثل هذا سيترك الثورة في أول مطب في طريق المواجهة. واختتم الرضي حديثه قائلاٍ : لا يعنيني أن يعرف الناس إني رسمت مخاض الثورة السلمية الشبابية وعبرت ريشتي عن أهدافها ما يعنيني حقاٍ هو التعبير عما اقتنع به ضميري. فيما أكد الرسام التشكيلي والكريكاتوري حميد المسوري أن الإعلام في الساحات هو الذي أظهر الوجه الأجمل للثورة بعد أن كان النظام السابق ووسائل إعلامه يعمل على تزييف وعي الناس باتهام الثورة أنها مجرد انقلاب على الشرعية فقد اختزلت في رسوماتي في الساحة المفاهيم العظيمة للثورة والتي تفاعل الشعب معها إيجاباٍ وهي مفاهيم الحق والعدل ورفض الظلم. وأضاف المسوري : إن الإعلاميين والأدباء والمثقفين هم من أول الناس الذين ساهموا في إظهار المعنى الجميل للثورة السلمية فهم دعاة التغيير وصانعه وكان لي شرف إقامة الكثير من المعارض الفنية في ساحة التغيير من خلال الفعاليات التي كان يقيمها ائتلاف أحرار وكذلك شاركت بأكثر من 120 عمل كاريكتيرياٍ في ائتلاف محافظة عمران وكنت أعمل للرسمة تعليقاٍ باللغة العربية والانجليزية كما نشرت الكثير من الرسومات في بعض الصحف الحزبية الأخرى مثل «الناس وشبابيك» وكذلك صحيفة «يمن تايمز». وقال : تعرضت للكثير من المواقف الصعبة بسبب العمل الإعلامي في مجال الرسم في الساحة حيث تعرضت للضرب الشديد وأنا أشارك في إحدى المسيرات في قاع العلفي وتعرضت للاعتقال أما في مسيرة ملعب الثورة فقد اصبت في رجلي واسعفت إلى المستشفى الميداني كنت عندما اتعرض للضرب يأخذون مني بطائقي وأقلامي. وأردف : أكثر ما يمكن أن نقول أن الصعوبات في تلك المرحلة هي العمل دون دعم أو غطاء يحافظ حتى على حياتك لكن الهدف كان عظيماٍ لذلك تلاشت تلك الصعوبات وأبرز رسم اعتز أني رسمتها كانت في بداية الانظمام للمركز الفني للثورة وهي عبارة عن رسمة تشكيلية لولد وبنت وهما يرفعان بيديهما شعار الثورة النصر أو الشهادة واعتز بها لأنني اردت فيها أن أتحدث عن إنجاز المرأة ومشاركتها مع أخيها الرجل في الثورة السلمية. اما المصور محمد حويس مصور الوكالة الفرنسية وأبرز المصورين في ساحة التغيير بصنعاء فقال : إن تجربة تغطية فعاليات الثورة الشبابية السلمية تجربة فريدة وجديدة على كل الإعلاميين اليمنيين لأن مشهد المشاركة للناس والتفاعل والحضور والتحمل للكثير من الصعوبات في سبيل انتصار الثورة ثقافة جديدة لم يألفها الناس والحمد لله كان لي شرف تغطية أغلب فعاليات الثورة الشبابية السلمية التي وضحت للشعب أهمية الإعلام ودوره في كشف كثير من الممارسات. وأضاف حويس : أستطيع أن أقول إن الثورة الشبابية السلمية وأحداثها علمت المواطن ثقافة التصوير وأهمية تصوير الأحداث قبل ذلك كان يوجد قيود على التصوير.. المواطن اليوم هو من يبادر بطلب التصوير بل يمارس التصوير بنفسه ويصور كثيراٍ من الحوادث وأشار حويس : كمواطن قبل أن أكون مصوراٍ لوكالة أجنبية كنت اعتبر نفسي وأنا أصور أحداث الثورة جندياٍ في معركة وطنية أدافع فيها عن الشباب وعن جميع الناس بواسطة الصورة الفوغرافية والحمد لله صورت أحداث عام ونصف من أحداث الثورة وكل تلك الصور تذكرني بملحمة من التضحيات قدمها خيرة شباب اليمن أتذكر الآن أحداث الدائري وهائل وجمعة الكرامة. وقال حويس في بداية الثورة كنت أحاول أن أضع الكاميرا في كيس وأنا داخل الساحة خوفاٍ من أي اعتداء لقد كان بالنسبة للبعض الإعلامي الهدف الأبرز لإيقاف مسيرة الثورة لكن بعد جمعة الكرامة تيقن الثوار بأهمية وسائل الإعلام لنقل أحداث الثورة.. ومن الصعوبات التي كانت موجودة ولكوني مصور وكالة أجنبية ويفترض أن أكون محايداٍ كنت أنقل فعاليات الساحة وكذلك السبعين وكنا وبعض الزملاء عندما نذهب إلى السبعين كانوا يقولون أنتم قادمون من الساحة فنقوم مع بعض الزملاء بتوضيح أننا محايدون في نقل الأحداث. وأكد حويس في ختام حديثه أن كل الصور التي صورها لأحداث الثورة تمثل متحفاٍ وهي غالية بالنسبة إليه لكن تظل الصورة التي التقطتها للطفل أنس الذي تعرض لطلقة قناص لها مكاناٍ في قلبي كنت أنقل صورة طفل في سكرات الموت وصورة الأب والأم وهم يعيشون لحظات حياة طفلهم الأخيرة تلك الصورة التي أظهرت الانتهاك الصارخ للطفولة.