شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة طارق صالح يبحث مع سفير الإمارات مستجدات الأوضاع العرادة يناقش مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي المستجدات العسكرية والأمنية وتأثيرها على عملية السلام مجلس القيادة الرئاسي يناقش المستجدات الوطنية والاقليمية وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين
علي العماري – * الحب يجمع القلوب والخلافات تفرق شمل العائلات
ظلت كوبا على مدى عقود الحاضن الأكبر للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج إلا أن أعدادهم الآن أقل بكثير من السابق جراء تقلبات الأوضاع في كوبا والتحولات التي طرأت على الحياة السياسية في اليمن بعد الوحدة وكذلك انحسار المد الاشتراكي اثر انهيار الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية للكتلة الشرقية أواخر القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين تراجع أعداد الطلاب اليمنيين الموفدين للدراسة في معاهد وجامعات الدول الاشتراكية ومنها كوبا التي كادت تنهار وتسقط هي الأخرى مثل شقيقاتها دول الاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية وبلغاريا وهنجاريا وتشيكوسلوفاكيا وبيوغوسلافيا وبولندا .. الخ. غير أنها استطاعت أن تصمد وتقف بثبات أمام رياح التغيير العاصفة بفضل قياداتها الحكيمة مثلها مثل الصين وفيتنام وكوريا الشمالية واستفادت كثيراٍ من المد الثوري في قارة أميركا اللاتينية للتعويض عن خسارة الاتحاد السوفياتي مع وصول قوى وأحزاب اليسار إلى سدة الحكم في فنزويلا ونيكاراجوا وبوليفيا والبرازيل وتشيلي والاكوادور والارجنتين وغيرها. سنوات عجاف غيمت سحب سوداء على سماء كوبا خلال عقد التسعينيات ألقت بظلال كثيفة وثقيلة على كاهل كوبا وأوضاع الشعب الكوبي المعيشية بعدما فقدت حليفاٍ استراتيجياٍ أمدها بكل عوامل الصمود والقوة لمقاومة ومواجهة الحصار الأميركي الخانق والضغوط الأميركية الضخمة طالما مثلت الدول الاشتراكية المظلة الحامية لكوبا من غضب جارتها الشمالية وتعنتها وصلفها المتواصل وبنهاية الاتحاد السوفياتي خسرت كوبا وسائل الدعم والإسناد وبدت يومها على حافة السقوط إلى الهاوية السحيقة الرأسمالية المتوحشة التي ظلت تراقب الوضع عن كثب كالوحش القاتل لافتراس وابتلاع الجزيرة الصغيرة وهي في أضعف حالاتها عندما وجدت نفسها وحيدة بلا سند خارجي قوي. وبصعود قوى اليسار إلى السلطة في أغلب دول أميركا اللاتينية بمجيء الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز إلى الحكم وعودة دانييل أورتيجا إلى رئاسة نيكاراجوا وفوز الرئيس البوليفي أيفو موراليس وإلى آخر القائمة انزاحت غيوم الكآبة عن سماء كوبا التي دعمت حركات التحرر في أميركا اللاتينية وناضلت وحلمت بتحرر القارة من الهيمنة الأميركية الشمالية. وجاء دور هذه الدول لترد الجميل لكوبا وتقف إلى جانبها في أحلك الظروف فقدمت فنزويلا الدعم السخي لكوبا ومدتها بالطاقة الحيوية كالبترول ومشتقاته وفي المقابل أرسلت كوبا إلى فنزويلا وباقي دول القارة البعثات الطبية والمدرسين والمعلمين والمهندسين وفرق البناء والإعمار .. ونظراٍ للزخم الثوري الذي تعيشه أميركا اللاتينية بإمكان الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أن يحيا بقية عمره مطمئناٍ على مستقبل كوبا والقارة بأسرها. جسر المحبة والآن نتوقف عند هذه الإطلالة السريعة حيث أن موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو علاقة اليمن واليمنيين بكوبا الأرض والإنسان والثورة فحتى بداية السبعينيات لم تكن توجد علاقة من أي نوع بين البلدين ولا أظن أنه كان يوجد يمني واحد في كوبا سواءٍ للدراسة أو العمل والهجرة قبيل ذلك التاريخ ولم تكن هنالك جالية يمنية على الأراضي الكوبية والهجرة العربية الوحيدة إلى كوبا جاءت من بلاد الشام سوريا وفلسطين ولبنان. لكن اليمنيين كانوا معجبين بالثورة الكوبية وظلوا يتابعون أخبارها ويحاولون الاستفادة من تجربتها الثورية الفذة. ومنذ أن بدأت العلاقة بين كوبا وجنوب الوطن عام 1972م بدأت كوبا تستقبل سنوياٍ مئات الطلاب اليمنيين في مختلف التخصصات ولتميز هذه العلاقة فقد انشأت كوبا مدرسة خاصة باليمنيين للدراسة الإعدادية والثانوية في جزيرة الشباب التي استقبلت أربع دفعات من الطلاب والطالبات اليمنيين خلال الفترة من عام 1982ـ 1989م وكل دفعة كانت مؤلفة من (400- 500) طالب وطالبة حتى أنه تم تحويل اسم المدرسة من مدرسة بيدرو بونيو فوينتسي إلى مدرسة ردفان اليمنية وكان يجري توزيع هؤلاء الطلاب وأنا واحد منهم بعد انهاء مرحلتي الإعدادية والثانوية على المعاهد والجامعات والكليات العسكرية الكوبية وكانت الدولة الكوبية توفر المسكن والملبس والكساء والغذاء والدواء والعلاج المجاني وتعاملنا مثل طلابها تماماٍـ ولم تكن مدرستنا الوحيدة فقد كان هناك حوالي 52 مدرسة لطلاب أجانب من 32 بلداٍ من بلدان العالم الثالث الفقيرة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في جزيرة الشباب لوحدها إلى جانب آلاف الطلاب الذين يدرسون في المعاهد والجامعات والكليات العسكرية وكانت كوبا تعلم وتطعم أعداداٍ كبيرة جداٍ من الطلاب الأجانب قبل أن تحل بها كارثة زوال المعسكر الاشتراكي. جالية يمنية وطوال سنوات تمخضت عملية الإيفاد المتواصل لأعداد كبيرة من الطلبة اليمنيين للدراسة في كوبا عن ولادة جالية يمنية صغيرة نتيجة بقاء العديد منهم للعيش هناك والزواج بكوبيات وإنجاب أطفال منهن بعد حصولهم على حق الإقامة الدائمة حتى بلغ قوام هذه الجالية 47 شخصاٍ تقريباٍ ولكن وراء هذه القصة قصص إنسانية عديدة بعضها مأساوية فالبعض ظل عالقاٍ هناك من دون مصدر رزق يعيل به عائلته الصغيرة وقد تقطعت بهم السبل ولا يستطيعون العودة إلى اليمن بسبب ظروفهم المادية أو لأنهم لا يريدون ترك أولادهم أو أن لديهم مشاكل مع عائلاتهم في اليمن أما البعض الآخر فقد تركوا كوبا وعادوا إلى اليمن ولكن من دون عائلاتهم فانقطعت أخبارهم وبقيت الزوجات والأبناء يبحثون عنهم ويترددون على السفارة اليمنية في هافانا لعل وعسى يحصلون على أخبارهم لمعرفة سبب هجرهم لهم وما إذا كانوا أحياء أم أمواتاٍ وسيستمرون في حلمهم لجمع شمل الأسرة في أي مكان من العالم المهم يكون هناك حل يشفي غليلهم ويطفي لوعة الفراق بزيارة الأب لكوبا أو دعوتهم للمجيء إلى اليمن. ثم أن البعض قد تزوج من كوبيات واصطحبوهن معهم إلى اليمن وهذه مخاطرة كبرى بسبب الفوارق المعيشية والعادات والتقاليد والقليل من هذه الزيجات صمدت أمام امتحان الزمن لسنوات عدة ولكنها في النهاية انتهت بالفشل فالزوجة مثلاٍ ترغب في زيارة عائلتها والزوج غير قادر على تحمل تكاليف السفر فتحصل الخلافات العائلية والمشاكل الزوجية وحتى الانفصال فتلجأ الزوجة إلى السفارة الكوبية في صنعاء لطلب المساعدة لمغادرة اليمن والعودة إلى كوبا وقد تصطحب معها الأطفال وقد يرفض الزوج ذلك وهنا تقع الكارثة وأكثر من يدفع ثمنها هم الأبناء لنجد أن نصف العائلة عالق في ضفة والنصف الآخر في الضفة الأخرى من العالم. صرخة عبدالواحد البجلي إن حكايا وقصص الجالية اليمنية في كوبا وحتى الطلاب متعددة الاوجه ومتشعبة ومتأرجحة بين مواطن الفشل والنجاح وبعضها مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة فالمواطن اليمني عبدالواحد عمر البجلي من أبناء منطقة عتمة يعيش في كوبا منذ حوالي 30 عاما خريج جامعي ولكنه عاطل عن العمل وقد هجرته زوجته ولديه ثلاث بنات الكبيرة عمرها 13 عاما وتعاني من مرض السرطان فكيف لنا أن نتخيل حياة هذا الإنسان اليمني الذي هجر بلده نظرا لصعوبة الحياة ليبحث عن وطن أفضل غير أن الحظ لم يحالفه والآن يقاسي الأمرِين فهو أمام خيارين لا ثالث لهما -إما أن يتخلى عن أسرته هناك ويعود إلى اليمن- وهذا أمر مستبعد تماما فالرجل من معدن إنساني أصيل أو أن يبقى إلى جانب بناته الثلاث وهذا ما سيفعله بالتأكيد فهو زميل لي وأعرفه جيدا وقد التقيت به خلال زيارتي لكوبا وشرح لي قصته المأساوية وبدوري طرحت قضيته على سفارتنا في هافانا وأنا هنا أناشد عائلته في عتمة وزملاءه والجهات الحكومية والحقوقية لمد يد العون والمساعدة له لإنقاذه وأسرته من الضياع وهذا رقمه في كوبا للتواصل معه 5358145500 . ثائر جريح يستغيث قصة إنسانية أخرى لا تقل مأساوية بطلها جريح الثورة الشبابية السلمية الثائر محمد عبدالله سعيد سيف (جسار) من أبناء منطقة المعافر وأحد ضحايا محرقة تعز في 29 مايو عام 2011م حيث تم نقله للعلاج في كوبا بعد حوالي سنة من اصابته وبقرار من المحكمة وقد أجريت له عمليتان جراحيتان وتبقت عمليتان أخريان وهذا الأمر متعلق بتسديد الحكومة اليمنية تكاليف العمليات السابقة للمستشفيات الكوبية. وقد وجه رسائل مناشدة إلى رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الوفاق ووزارة حقوق الإنسان واللجنة الوزارية والاستاذ أحمد سيف حاشد لمساعدته على استكمال علاجه وصرف مستحقاته فهو يعاني من الغربة والبعد عن الأهل والوطن ويعاني من آلام الانتظار والترقب والحذر واحتمال إعادته إلى اليمن من دون حل لمشكلته وهذا رقم تليفونه للتواصل معه في كوبا 5353050518 +.
ذماري في كوبا حكايات اليمنيين في كوبا كثيرة جدا ويمكن أن نقتبس منها أيضا قصة طالب كلية الطب في جامعة سانتاكلارا الأخ عدنان الخالدي الذي جاء إلى كوبا من منطقة قبلية شديدة المراس وهي منطقة آنس محافظة ذمار وقد مازحته قائلا: هذه نقلة نوعية اشبه بغزو الإنسان للفضاء أو القمر فضحكنا جميعا لهذه الطرفة الخفيفة وقد شرحت له وزملائه الطلاب اليمنيين ومنهم الشاب العزيز عيسى اليوسفي وحسان هيثم ثابت أن هناك قاسما مشتركا بين أهل ذمار وسكان كوبا وهي النكتة السياسية الحذقة المتبرمة من الاوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية المثيرة للسخط الشعبي والغضب الجماهيري والأمر نفسه ينطبق على طالب الطب نبيل عبدالله علي مروس الصعفاني وكذلك زميله عز الدين الصريمي وغيرهم فالقادم من اليمن إلى كوبا يتعرض لصدمة حضارية نتيجة الفوارق الكبيرة على المستوى المعيشي ومظاهر الحياة العامة في الريف والحضر فكوبا عالم مختلف تماما عن عالمنا العربي الرتيب والممل.