وفد عسكري يطلع على سير العمليات العسكرية في محور علب بصعدة الارياني يرحب بإعلان حكومة نيوزيلندا تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية نيوزيلندا تصنف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية الارياني: استمرار تجاهل التهديد الحوثي وعدم التعامل معه بحزم، سيؤدي لمزيد من زعزعة الامن والاستقرار المكتب التنفيذي لأمانة العاصمة يناقش انتهاكات الحوثي وتحديات النازحين وكيل شبوة يفتتح إفتتاح مشروعات امنية في المحافظة الثقلي يؤكد دعم السلطة المحلية لمركز اللغة السقطرية للقيام بواجبه مجزرة إسرائيلية جديدة شمالي غزة تخلف عشرات الشهداء ومئات المصابين "التعاون الإسلامي" تدين "الفيتو" الأميركي ضد قرار مجلس الأمن لوقف اطلاق النار بغزة الزُبيدي: لا سلام في المنطقة في ظل استمرار الإرهاب الحوثي براً وبحرا
تمثل المخطوطات العربية والإسلامية رمزاٍ مهماٍ من رموز الحضارة وصورة معبرة عن الذات والهوية كما أنها ليست تراثاٍ عربياٍ وإسلامياٍ فحسب بل وقيمة حضارية وإنسانية تنير مسيرة التاريخ للأجيال القادمة وتزخر اليمن الموصوفة بأنها إحدى أكبر خزانة للمخطوطات في الوطن العربي فالمكتبة اليمنية تضم عشرات الآلاف من المخطوطات النادرة التي تتميز بتنوع مواضيعها في مختلف الفنون والعلوم تمثل وعاء ثميناٍ احتفظت فيه الأمة بذاكرتها ودونت فيه مآثرها ووقائعها كما أنها تشكل كنوزاٍ معرفية وثروة ثمينة للباحثين والمهتمين بتاريخ العالمين العربي والإسلامي. ويجمع اليمنيون بأن بلادهم تمتلك ثروة ضخمة وغزيرة من المخطوطات لكنهم يختلفون حول الرقم الدقيق لحجم هذه الكنوز ففي الوقت الذي يقدر فيه الباحثون ـ أمثال المستشرق الألماني (أريو ان) الذي عمل ثلاث سنوات خبيراٍ متطوعاٍ بهيئة الآثار والمخطوطات اليمنية ـ عدد المخطوطات بحوالي مليون مخطوط يشير المعنيون بدار المخطوطات إلى تضارب المعلومات حول التقديرات الحقيقية لحجم المخطوطات فهناك من يقول بأن العدد يصل إلى (300) ألف مخطوط فيما يؤكد العديد من المؤرخين أن النسبة تتجاوز هذا الرقم بكثير خاصة مع الاكتشاف الأخير للمخطوطات القرآنية التي عثر عليها بالصدفة في سطح الجامع الكبير بصنعاء سنة (1972م) والتي قدرت بنحو (40) ألف مخطوط بينها (12) ألف رق جلدي قرآني. وتنتشر المخطوطات اليمنية في المئات من المكتبات تتمثل في المكتبة الشرقية الموجودة داخل الجامع الكبير بصنعاء ومكتبة الأحقاف بتريم حضرموت. فالزائر للمكتبة الشرقية مثلاٍ يجدها تضم أكثر من (3000) مخطوط من العلوم المختلفة و(4000) مصحف مخطوط أقدمها وأهمها مصحف الإمام علي كرم الله وجهه الذي شاركه في كتابته الصحابي زيد بن ثابت وسلمان الفارسي رضي الله عنهما وورقه من جلد الغزال وخطه الخط الكوفي حيث يعد هذا المصحف ضمن سبعة مصاحف كتبت في المدينة المنورة ثم أرسلت إلى الأقطار الإسلامية وكان هذا المصحف هو نصيب اليمن. وتزخر المكتبة الشرقية بالعديد من نوادر المخطوطات التي يعود تاريخها إلى (103) للهجرة مثل ديوان (ذي الرمة) وهو مكتوب بالخط الكوفي بالإضافة إلى كتاب “المغني” للقاضي عبد الجبار بن أحمد شيخ المعتزلة المتوفي سنة (415هـ) وهو بحسب كلام المعنيين هنا يعد النسخة الوحيدة في العالم. وهناك بعض المخطوطات المحجوبة بالذهب مثل “القاموس المحيط” للفيروز أبادي وكذلك “الإسعاف في شواهد الكشاف” للشيخ خضر بن عطا الموصلي الذي أكمل تأليفه سنة (1003هـ). أما مكتبة الأحقاف بتريم محافظة حضرموت فتحتوي على نسبة كبيرة ومهمة من هذا التراث حيث تشير التقارير إلى أنها تضم (6) آلاف مجلد مخطوط يصل عدد عناوينها إلى أكثر من (11) ألف عنوان كتاب ورسالة وبحث في شتى الفنون والمعارف. وفي محاولة من السلطات اليمنية لجمع ما تبقى من مخطوطات داخل البلاد والتي ما تزال بحوزة المواطنين يقوم المشرفون على (دار المخطوطات) الذي يعود تاريخ إنشائه إلى (1980م) وبالتعاون مع وزارة الأوقاف بجمع تلك المخطوطات والاحتفاظ بها وصيانتها وعرضها داخل الدار حيث تنقسم محتويات الدار إلى ثلاثة أقسام: ـ النوع الأول (المخطوطات): ويبلغ مجموعها بالدار حوالي (4047) مجلداٍ مخطوطاٍ في مختلف الفنون والمعارف. ـ النوع الثاني (المصورات الفلمية): ويصل عددها إلى أكثر من (1500) مخطوط. ـ النوع الثالث (الرقوق القرآنية): تم العثور عليها في الجامع الكبير بصنعاء سنة (1972م) ويصل عددها إلى أكثر من عشرة آلاف قطعة رقية تضم (800) مصحف غير مكتمل بينها ما يقرب من (100) مصحف مزخرف. وجميع القطع ينحصر عصرها بين القرن الأول إلى القرن الرابع الهجري. وبالنسبة لنوادر المخطوطات الموجودة بالدار تعتبر الرقوق القرآنية من أقدم النماذج في العالم ولا يوجد لها مثيل حتى الآن سوى في جامع معاذ بن جبل بالقيروان بتونس ومكتبات المخطوطات بتركيا. وخلال العقود الماضية تعرض هذا التراث الإنساني إلى عمليات تهريب متكررة وصفت بعض العمليات بأنها تهريب من العيار الثقيل خاصة تلك التي تمت على يد الرحالة والمستشرقين والبعثات الأجنبية التي رفعت في الظاهر شعار التنقيب والدراسة وفي الباطن كانت المتاجرة هي الهدف. فكما يعلم الجميع بأن نسبة كبيرة من هذا التراث اليمني خرج في وقت مبكر الى خارج اليمن معظمه كان عن طريق البعثات الأجنبية والمستشرقين الذين اهتموا بدراسة التراث العربي والإسلامي فعلى سبيل المثال البعثة الدانمركية برئاسة نيبور التي زارت اليمن سنة (1763م) وضمت ستة أشخاص متخصصين في مجالات الطب والصيدلة والنبات حيث قامت البعثة بتجميع حوالي (70) صندوقاٍ تضم مخطوطات وأعشاباٍ طبية نادرة أما المكتبات الأوروبية التي وصلتها المخطوطات اليمنية فتتوزع ما بين مكتبة الامبروزيانا بإيطاليا عشرة ألف مخطوط ومكتبة الكونجرس الأميركية سبعين مخطوطاٍ ومكتبة المتحف البريطاني ومكتبة برلين ومكتبة الاسكوريال في أسبانيا إضافة إلى العديد من المكتبات الهندية التي وصلت اليها بوساطة المهاجرين وكذا المكتبة السليمانية بتركيا والمكتبة الوطنية بباريس وغيرها.. فيما يؤكد آخرون بأن المخطوطات اليمنية تتوزع أيضاٍ على مكتبات الفاتيكان وسويسرا وهولندا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا وروسيا وبولندا وغيرها