صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
تمر علينا اليوم الذكرى الثالثة ليوم الـ18 من مارس 2011م, والذي مثل محطة تحول في مسيرة ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية لأنه وضع الأسس الأولى للتغيير بعد أن ضحى خيرة شباب ورجالات ساحة التغيير بأرواحهم من اجل هدف سام ونبيل خرجوا لأجله وهو تصحيح مسار الثورة وإحداث التغيير المنشود الذي ظل طوال عقود هاجسا يؤرقنا لكننا لم نستطع أن نخطو قيد أنملة على درب التغيير وبقينا مكبلين بقيود الواقع المرير فكان الشباب وحدهم وبوعيهم الذي تجاوز لحظات ضعفنا وهواننا وأعاد لنا مساحات الحرية والضوء الذي فقدناه حيث رسموا البدايات الأولى للانطلاق صوب دورب التغيير .. ومن اجل مستقبل أفضل لليمن وللشباب ولجيل الغد ..ولولا تلك الكوكبة من الشهداء والجرحى الذين سقطوا في درب الحرية والتغيير لما حدث هذا التحول الذي نعيشه اليوم .. حيث تحولت الثورة من دائرة الفئوية ( الشباب ) والذين كانوا هم شعلة وقودها إلى فئة (العمومية) لتصبح ثورة التغيير الشبابية الشعبية – ثورة الشعب بمختلف فئاته وشرائحه وفي ذلك اليوم المشهود وحظيت الثورة الشبابية الشعبية بعد مجزرة الكرامة بدعم وإسناد وتأييد شعبي كبير عندما تقاطر اليمنيون بعدها جماعات إلى الساحات والميادين والشوارع رجالا ونساء وشيوخا وفتيات وأطفالا بعمر الزهور ليشاركوا الشباب ثورتهم السلمية كما حظيت بدعم وتأييد عربي ودولي واسع .. ومضى اليمنيون جميعا صوب تحقيق الهدف الأكبر في إحداث التغيير وصياغة مستقبل جديد لليمن وطي صفحة سوداء من الماضي الأليم .. ويسجل التاريخ هذا اليوم المجيد بأنصع صفحاته فهو يوم لن ينسى من الذاكرة الجمعية للوطن لما له من دلالات عميقة وعظيمه في تاريخ اليمن المعاصر .. ثلاث سنوات مرت على هذا الحدث الثوري النضالي السلمي وقد شهدت اليمن الكثير من التحولات السياسية والتاريخية الهامة بفضل يوم الثامن عشر من مارس 2011م وهو اليوم الذي انطلق فيه ابرز حدث في التحول السياسي في 2013م وهو الحوار الوطني الشامل الذي جمع تحت سقفه مختلف الأطياف والمكونات الشعبية والحزبية والشبابية والمرأة وكل فئات وشرائح المجتمع لرسم خارطة الطريق لمستقبل اليمن الجديد .. فطوال عشرة أشهر من الحوار الجاد والمسؤول أسدل اليمنيون الستار على أهم استحقاق تضمنته المبادرة الخليجية ووآليتها التنفيذية وخرجوا بوثيقة جمعية شاملة اجمع عليها كل المتحاورين ترسم أفقا جديدا لمستقبل البلاد والعباد على أساس العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد وتقاسم السلطة والثروة وبناء وطن جديد يتسع لجميع أبنائه دون إقصاء أو تهميش لأحد .. مخرجات تضع اللبنات القوية لبناء الدولة الاتحادية المدنية الحديثة دولة النظام والعدالة والمساواة التي تعيد إشراقات الحضارة والتاريخ ومسايرة ركب التقدم الكوني بخطى متسارعة مع إغلاق صفحات الماضي وجراحاته ومآسيه بانتهاج العدالة الانتقالية وجبر الضرر والمصالحة والتآخي والتسامح وجعل الماضي خلف ظهورهم والتفرغ لبناء مستقبل الغد المشرق .. وينتظر الشباب والمرأة وكل مكونات المجتمع والشعب تنفيذ كامل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على الواقع والتي بدأت تجلياتها بتحديد وإقرار شكل الدولة اليمنية الاتحادية وتشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد للدولة الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار الوطني .. التي تضمنت حزمة كبيرة من المحددات الدستورية والقرارات والتوصيات التي تحتاج إلى وقت ليس بالقصير لتنفيذها كما تحتاج إلى تكاتف كافة الجهود الرسمسة والمجتمعية لنجاح تنفيذ هذه المخرجات التي تشكل قواعد وأسس بناء الدولة المدنية الحديثة التي ضحى اليمنيون كثيرا من أجلها وفي مقدمتهم الشباب الذين وهبوا أرواحهم رخيصة من اجل وطن الحرية والكرامة والعدالة المتساوية وسيادة القانون والحكم الرشيد .. وهكذا سيظل شهداء الكرامة بشكل خاص, وشهداء الثورة الشبابية بشكل عام في ذاكرة الوطن وقلوب أبنائه كونهم أضاءوا الشعلة التي أوقدت الثورة وهم الأبطال الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن هذا الوطن الذي ظل مغتصبا طوال عقود.