صادرات السعودية غير النفطية ترتفع 22.8 بالمائة في سبتمر 2024 العميد الأكحلي: شرطة تعز ماضية في تثبيت الأمن والاستقرار بالمحافظة اللواء الجبولي: الوحدة 16 طيران مسير تلعب دورًا محوريًا وحاسما في ميدان المعركة قائد لواء الريان بالمنطقة العسكرية الثانية يؤكد أهمية تعزيز الحس الأمني تدشين برنامج الطبيب الزائر الـ41 لجرحى القوات المسلحة في مأرب انطلاق البطولة الثانية لكرة اليد لأندية محافظة مأرب اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان
الزراعة: بعض التجار يستوردون مبيدات تحت اسم (خردة أو سلع أخرى من الصين)
أطباء يتساءلون: لماذا لا يتم التوعية باستخدام الفيرمون كمبيد مأمون
بدأت المتاجرة بمبيدات الصحة العامة حسب مسح ورصد تداول المبيدات بوزارة الزراعة بداية الستينيات حيث كان يستورد المبيد لغرض مكافحة الحشرات التي كانت منتشرة آنذاك في المنازل مثل ( القمل والكتن ) وغيرها ولم يكن هناك قانون ينظم تداول المبيدات إلا في العام 1999م بعد أن كان الاستيراد يتم بناء على قرارات في الثمانينيات ويدخل في تركيب كافة المبيدات مواد كيماوية سامة دورها القضاء على الآفات المنتشرة كالحشرات في الكثير من الأماكن ولكن يجهل البعض خطورة ذلك ويقومون باستخدام مبيدات عشوائية لمكافحة ما يعرف بالحشرات المنزلية يتم تداولها في الأسواق خاصة على الأرصفة والطرقات وقد تؤدي إلى حدوث أمراض يصعب معالجتها وتكلف الدولة مليارات لعلاج المرضى بسببها في الداخل والخارج . وفي هذا التحقيق نتحدث عن الأضرار التي قد تسببها تلك المبيدات جراء استخدامها العشوائي في المنازل.. فإلى الحصيلة :
تعتبر مبيدات الصحة العامة من الضرورات المنزلية لكل ربة بيت للقضاء على الحشرات لكن غياب الوعي بمخاطرها قد يؤدي إلى أضرار صحية نتيجة لسوء الاستخدام مما يعني تحقق الضرر على أفراد الأسرة وهذا ما حدث لأحد الأسر التي تضررت بسبب استخدام مبيد زراعي بطريقة عشوائية وخاطئة ورشه على آفة البراغيث ( الكتان ) الذي كان قد ملء المنزل وما يحويه من أثاث وتمت عملية الرش والأسرة تقطن المنزل مما تسبب في حدوث حالات من الإغماء والطفح الجلدي الذي لحق بهم جميعاٍ . سم في المنزل أم يحيى كاد طفلها أن يفقد حياته تقول : لقد لحقت طفلي البالغ من العمر 4 سنوات وهو يحاول فتح علبة لمبيد صراصير وكان قد بدأ بتناوله معتقداٍ أنه شوكولاتة أو حلوى والسبب حسب روايتها أنها كانت قد نسيت المبيد في مكان قريب داخل المطبخ ولم تتوقع أن يجده طفلها وإلا كانت ستتكرر مأساة ابنة جارتها التي في العاشرة من عمرها التي ماتت بمبيد الفئران في حالة مزاج مع أسرتها وهي تظن أنه لا يقتل وما هي إلا لحظات حتى قضى عليها السم وتتمنى أم يحيى أن تتنبه كل ربة بيت عند وضع أو استخدام مثل هذه الأشياء الضارة إلى خطرها وأن تجعلها بعيدة عن متناول الأطفال . نصر فتى صغير كان يقف أمام أحد العربات التي تبيع المبيدات الحشرية وبجوارها عربة لبيع البهارات في أحد الأسواق وعند سؤاله لماذا يبيع هذه المبيدات ومن أين يأتي بها رد: أبيعها مع عمي لكن لا أعلم من أين يشتريها وأضاف: إنها لا تسبب لي أي أضرار. (مبيد للصراصير والكتان والقْمل والفئران يقضي عليها برشة واحدة) هكذا يصدح صوت البائع قائد عبر الميكرفون وغيره من الباعة لكن هذه المرة ليس على عربة وإنما على بساط يفترشه على قارعة الطريق وبين يديه هذه المبيدات في مشهد يوحي وكأنها شيء مأكول والناس يمرون من جانبه وعندما نبهناه من خطورتها قال : هي في علب وقراطيس وأكياس مغلقة لن تتناثر وأنا منذ فترة طويلة أعمل واكسب من بيعها . وكذلك وجدنا بعض المحلات القديمة في صنعاء تبيع أنواع مبيدات الصراصير إلى جانب مواد غذائية أخرى دون مراعاة أنها قد تؤثر على المواد الغذائية لأنها تحتوى على مواد مركبة كيماوية وسامة . آثار خطيرة يقول الدكتور وديع قاسم الدبعي – أخصائي صدر وجهاز تنفسي: بسبب الاستخدام الخاطئ للمبيدات المنزلية قد يحدث تراكم للمواد السامة في جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق أو التصاقها بالجلد عن طريق التعرض المباشر أو عن طريق الفم وذلك بتناول هذه المواد من على الأطعمة غير المغطاة بشكل جيد أثناء الرش فتظهر آثارها السلبية على الأشخاص والتي تتراوح مابين الآثار الخفيفة مثل تهيج الأنف والعينين والجلد, والآثار المتوسطة مثل تفاقم حساسية الصدر عبر حدوث نوبات سعال شديدة مع الشعور بضيق في التنفس وكذلك الدخول في أزمات حادة للربو القصبي كما أنها قد تكون مهددة لحياة الإنسان وأكد أن لها آثاراٍ خطيرة على الصحة لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء والبروستات لدى الرجال وكذلك سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الدم ( اللوكيميا ) وأيضاٍ التشوهات لدى الأجنة والوفيات ما قبل الولادة . وقال: للتقليل من التراكم السمي لهذه المواد يجب تغطية الجسم بشكل جيد أثناء الرش واستخدام كمامات وعدم البقاء في المنزل ما لا يقل عن ثلاث ساعات وكذلك تغطية الطعام بحيث لا يصل إليه المبيد وينصح الدبعي باستخدام بدائل المبيدات مثل الفيرمون وهو مبيد الميكروبات والفطريات إلى جانب النظافة للتخلص من الصراصير والذباب وكذلك ردم البرك للتخلص من البعوض وأن يستخدم المزارعون السماد العضوي بدلاٍ من المبيدات. مبيدات غير مسجلة وعن تركيب هذه المبيدات أكد الدكتور عبدالرحمن ثابت – أستاذ سمية المبيدات وتلوث البيئة بكلية الزراعة جامعة صنعاء أن التركيب الكيماوي بين المبيدات سواء المستخدمة في الصحة العامة أو في الزراعة لا يختلف كثيراٍ وإنما الاختلاف في التجهيزات لأن مبيدات الصحة العامة تأتي بصورة ايراسولات (رش) وتحمل أسماء تجارية مختلفة وتعتبر أخطر من المبيدات التي تستخدم في الزراعة والسبب أن ما يستخدم في الزراعة يتعرض للهواء والريح فيقل خطورته أما المستخدمة في المنازل فإنها شظتحتك بالإنسان مباشرة بالاستنشاق أو اللمس أو عن طريق الأغراض والأواني وخطورتها أكثر على الأطفال وكل المتواجدين في المنزل . ثابت أكد أنه تم تقديم بلاغ للنائب العام بأن هناك جريمة ترتكب في حق الناس والأطفال تحديداٍ ومن يستخدمون المبيدات داخل المنازل وأنه يجب أن تحاسب الجهات المختصة بوزارة الزراعة والري ووزارة الصحة وذلك بسبب عدم تسجيل جميع المبيدات قبل استخدامها وتداولها في اليمن. ونبه إلى أهمية أن يجرب المبيد على الآفة قبل أن يصرح باستيراده حيث أن جميع مبيدات الصحة العامة التي عددها بالمئات لا يوجد لها تسجيل للتداول ويصرح باستيراد آلاف الكراتين منها دون الالتفات لمخاطرها وسميتها وتركيبها أو عمل ملف لتسجيل علاج هذه السميات عند حدوث تسمم منها والذي لا يمكن علاجه في اليمن . لا نص في القانون فيما أوضح عبدالله الحاج – رئيس الرقابة والتفتيش مأمور الضبط القضائي بوزارة الزراعة والري أن قانون المبيدات رقم (25) لسنة 1999م حدد اختصاصه في مكافحة تنظيم مبيدات الآفات النباتية ولا يوجد نص في قانون المبيدات يشير إلى مبيدات الصحة العامة والذي يستخدم ثنائي الغرض في مجال الصحة العامة داخل المنازل أو البيئة و مقالب النفايات في الشوارع أو الأحياء السكنية وقد يستخدم في المزارع لمكافحة الثعابين والفئران وغيرها وأيضاٍ لمكافحة الحشرات على الحيوانات .. وتستخدم كذلك ثنائية الغرض على المحاصيل الزراعية ويدخل باسم مبيد صحة عامة. وقال : نحن نمنح تصاريح بطلب رسمي من جهة اعتبارية لاستيراد مبيد الصحة العامة أما باقي التجار فيستوردونها بمسمى (خردة أو باسم سلع أو جمارك أخرى ) من الصين وتأتي في أنابيب ومواد لاصقة وبودرة وليس في عبوات كبيرة أي لا يوجد قانون ينظمها أو جهة مخصصة لمراقبة ومنح التصاريح لاستيرادها أو مختبرات لتحليلها مؤكداٍ أنها تصنع محلياٍ من قبل أفراد في المنازل وتستخدم من مبيدات آفات نباتية ويطبخ من الشوكولاتة والسكر والنشأة في ( دست ) ويعبأ بأقماع ويوضع في عبوات مخصصة وينزل الأسواق ويتم بيعه. واحدية القانون وأشار الحاج إلى أنه تم طرح الموضوع على اللجنة المختصة بمجلس النواب لتعديل القانون وأن يكون قانوناٍ واحداٍ ينظم المبيدات بشكل عام يدخل فيها مبيد الصحة العامة والمبيدات ذات ذات العلاقة بالحيوانات وكذلك الملاريا وأن كل مبيد يقتل أي حشرة أو غيره اسمه مبيد كما تحدث عن عوائق أبرزها تهرب قيادة الوزارة من تحمل المسؤولية لعمل قانون واحد وقال: نحاول جاهدين التواصل مع الجهات المعنية في الوزارات الأخرى لإيجاد حل للمبيدات التي تغرق الأسواق إلى جانب أننا نقوم بنزول وتنفيذ حملات الرقابة والتفتيش الدورية على مبيدات الآفات النباتية ونتدخل حال وجود ازدواجية بين مبيدات الآفات النباتية والصحة العامة والبيطرية وكما نرى أنه يتم استخدام مبيد معين لمكافحة جميع الآفات دون تخصيصها وعند الضبط والرفع للقضاء يحتار القضاء في اتخاذ الحكم ضد المخالف أو المتهم لعدم وجود نص حول مبيدات الصحة في القانون. وتابع: ولأن مخاطرها كبيرة يجب أن تتضافر الجهود لوضع تشريعات وقوانين تحد من التكاليف التي تتحملها البلد لعلاج الأمراض الناتجة عن هذه المبيدات والتي نقلت بقصد أو بغير بقصد . ● تصوير / مراد مبروك