قائد محور البيضاء يكرم خريجي الدفعة الـ12 تأهيل ضباط من منتسبي المحور واللواء ١١٧ مشاة الأهلي يتفوق على الفيحاء في الدوري السعودي للمحترفين وقفة بمأرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة المنتخب الوطني لكرة القدم يبدأ معسكره الخارجي بماليزيا استعداداً لخليجي 26 الأمم المتحدة: حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على المحك الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن
الحديث عن الأهمية التي نكتسبها جمع وتوثيق المخطوطات ودور المجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة في الحفاظ عليها وجمعها في مكتبة خاصة يكتسب أهمية كبرى وعندما نتحدث عن المخطوطات فإننا نتحدث عن تكنولوجيا فكرية وإبداع متميز لأجيال ماضية قامت بثورة ثقافية وثقت من خلالها بفنها الأدبي والعلمي كنوزاٍ من أنهار الأدب العربي عبر الخطوط العربية والمتنوعة والمميزة في كل المجالات العلمية والأدبية والثقافية واليمن يعد واحداٍ من الدول التي طالتها ثورة الفكر الثقافي وفنون الخط العربي في قرون ماضية فالمخطوطات مثلت تحولا ثقافيا غيرت مجرى التاريخ العربي واليمني حيث وثقت كثير من العلوم والمعارف بالخطوط لعلماء نابغين أمثال الشوكاني والهمداني وغيرهما. أما في محافظة ريمة فكانت تمثل أربطة للإشعاع العلمي والثقافي وبرز فيها الكثير من المهتمين والعلماء في كافة العلوم الإنسانية والعلمية في الأدب والشعر وأصول الفقه وعلم الرياضيات وعلم الفلك وغيرها من العلوم التي لا زالت آثارها شاهدة على مبدعيها وعلمائها حتى اليوم أمثال العلامة والشاعر الأديب عمر النهاري والبكالي والقليصي والحسني والذرحاني والجباري وغيرهم ممن لا يسعفني ذكرهم هؤلاء أثروا المكتبة اليمنية والعربية بأمهات إنتاجاتهم الفكرية التي دونت بأيدهم البارعة والمتميزة فجمعوا بين الفكر الثقافي والأدبي وبين فن الخط العربي ولكل من هؤلاء العلماء طريقته وفن مخطوطه ومع مرور الزمن وظهور ثورة التكنولوجيا الحديثة التي سعت أن تطمس مصدر إلهامها ووجودها ممثلة بالتكنولوجيا العربية وثورة الخط العربي فإن أمام شرائح المجتمع دور هام في الحفاظ على هويتنا الثقافية المتمثلة بجمع وترميم المخطوطات في هذه المحافظة نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة في تأصيل وجودنا كيمنيين وحتى لا نضيع إرثا يعد أساس هويتنا الثقافية على أن تجمع في مكتبة خاصة تسمى المكتبة العامة للمخطوطات بالمحافظة. دور المجتمع المحلي في جمع وتوثيق المخطوطات إذا أردنا معرفة من أين يأتي الاهتمام بجمع وتوثيق المخطوطات ستجد أن المجتمع المحلي بشقيه الشعبي والرسمي والمتمثل بالمديريات والعزل والقرى هو المعني بالدرجة الأولى في التفاعل والاهتمام بهذا الجانب بالتنسيق مع الجهة الرسمية المعنية بهذا الشأن كالهيئة العامة للكتاب والثقافة بالمحافظة ولعل الكثير من المخطوطات في محافظة ريمة نجدها متناثرة ومتهدمة لدى أصحابها دون المعرفة بأهمية وقيمة هذه المخطوطة من ناحية ومن ناحية أخرى غياب دور الجهات المعنية في البحث عن هذا الكنز الثقافي والسعي إلى الحفاظ عليه وجمعه وتوثيقه ولقد ظلت محافظة ريمة ردحا من الزمن في منأى عن الجوانب الإعلامية والاهتمامات الرسمية إلا ماندر حتى تم إعلانها محافظة في مطلع العام 2004م وهذا العام الذي دخلت فيه ريمة تاريخاٍ جديداٍ نفض من على كاهلها غبار العناء والنسيان فاليوم لا بد أن تأخذ حقها في شتى الجوانب ومنها الجانب الثقافي الذي برزت فيه عبر علمائها ومثقفيها الذين تركوا لنا إرثا ثقافياٍ من خلال مخطوطاتهم التي ستبقى فإذا أردنا أن نكرم أنفسنا ونضع لها ثقلاٍ ثقافياٍ على مستوى الجمهورية اليمنية فلا بد أن نكرم إعلامنا ورواد ثقافتنا من خلال حفظ وتوثيق نتاجاتهم الفكرية لنقول للآخرين ها هي ريمة وها هي ثقافتنا وها هم أعلامها وعلماؤها فالمجتمع المحلي لا بد أن يدرك الدور الملقى على عاتقه من خلال التعاون مع الجهات المعنية في جمع وتوثيق المخطوطات من أجل حفظها في مكتبة خاصة على أن يدون كل جناح أو قسم في هذه المكتبة باسم أصحاب المخطوطات وتعطى لهم وثيقة بملكيتها أذن فمشروع جمع وتوثيق هذه المخطوطات يعد حرصا من الجهات المعنية فالدور الأول يكمن لدى أصحاب هذه المخطوطات وتفاعلهم مع الجهات المعنية في المحافظة فالمستفيد الأول هو صاحب المخطوطة كونه يحافظ على إرث والده أو جده أو قريبه وتظل نتاجاته الفكرية باقية عبر الزمن في مكتبة خاصة بذلك أما دور الجانب الرسمي المتمثل بالمجالس المحلية فإن دورهم مهم جداٍ كونهم يمثلون شريحة من المجتمع المحلي وعلى عاتقهم التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لجمع وتوثيق هذه المخطوطات. والتوعية بأهمية هذا الجانب في الاجتماعات الرسمية والعادية مع المواطنين كاجتماعات مناسبات الأعراس والمقايل وغيرها فالمجلس المحلي عبر المديرية أو العزلة يعد واعظا ومرشدا ثقافيا واجتماعيا وخدميا وسياسيا فلم ينتخب إلا من أجل تنمية مجتمعه المحلي الصغير تنمية شاملة كما أن المدارس لها دور في توعية أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات عن أهمية الحفاظ على هذه المخطوطات والحرص عليها وتوصيلها إلى الجهة المعنية التي تقوم بحفظها ونبين لهم أن هذه الثروة هي ثقافة تركها الآباء والأجداد. المحور الثاني: دور الجهات المعنية والمنظمات المحلية والدولية في حفظ وتوثيق المخطوطات أما دور المنظمات المحلية والدولية والجهات الرسمية والهيئة العامة للكتاب كوزارة الثقافة وغيرها في جمع وتوثيق المخطوطات فيأتي بعد دور قيادة المحافظة والمجالس المحلية في المديريات إذ لا يمكن لأية جهة أو منظمة أن تتفاعل مع مثل هذا المشروع الإنساني والثقافي الوطني إلا عندما تظهر اهتماماتنا وتفاعلنا إزاء هذا الموضوع فدور وزارة الثقافة والمنظمات الدولية والمحلية والجامعات يكمن في إيجاد الدعم الفني والمادي عندما تكون المخطوطات جاهزة لدى الجهة المعنية بالمحافظة وعلى وضعها الموجود فتقوم هذه الجهات بشراء ما هو متاح وترميم وصيانة الأخرى وحفظها في مكتبة خاصة بعد التأكد من وجودها ونحن إذ نوجه نداءنا إلى هذه الجهات بضرورة الاهتمام بهذه الثروة الأدبية والثقافية والتفاعل مع هذا المشروع الحيوي كونه يمثل جزءاٍ لا يتجزأ من الهوية اليمنية والموروث الثقافي اليمني والعربي والإنساني بشكل عام فمحافظة ريمة عزيزة بثروتها الثقافية. لذلك نأمل أن تبادر الجهات المعنية ممثلة بالمنظمات الدولية ووزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب إلى حفظ تراث محافظة ريمة وإخراجه إلى حيز الوجود فهي البوابة الغربية إلى جانب جارتها زبيد للمرابط العلمية والثقافية. المحور الثالث: ضرورة إنشاء مكتبة ثقافية خاصة بالمخطوطات بالمحافظة ريمة تم حفظها أرضاٍ وإنساناٍ في محافظة نظراٍ لما تتمتع به المحافظة من مقومات جغرافية وديموغرافية فإن جمع وتوثيق وحفظ المخطوطات في مكتبة خاصة بعد هو الآخر من الأمور الهامة والضرورية ليس من أجل حفظ المخطوطات بحد ذاتها فحسب بل من أجل حفظ هويتنا وإبداعاتنا ونتاجاتنا الفكرية لتكون منارة للأجيال الحاضرة والقادمة وتكون مفخرة لنا أمام العالم وهنا لا بد أن نشير إلى ضرورة وإيجاد مقر حكومي قديم للمكتبة يتناسب مع المعنى الحقيقي للمخطوطات بحيث يتم تسليمه للجهة المعنية بالمحافظة بوثيقة رسمية حتى تتمكن هذه الجهة من مخاطبة الجهات المعنية التي ستقوم بالدعم للبدء في إجراءات التجهيزات الفنية. وما يهمنا هنا هو أن يكون على عاتق قيادة المحافظة والمجلس المحلي وكذا المجالس المحلية بالمديريات والمشايخ والمهتمين دور كبير في التعاون مع الجهة المعنية في جمع المخطوطات من عند أصحابها والاتفاق معهم وفق معايير وشروط يتفق عليها تخدم صاحب المخطوطة والمصلحة العامة وهذه الندوة هي النواة الرئيسية وبداية تعريفية بالمخطوطات في مركز المحافظة فنتمنى أن تتبعها ندوات ومحاضرات أخرى مع أصحاب المخطوطات والمعنيين في المديريات حتى يفهم الآخرون القصد الحقيقي من جمع هذه المخطوطات وحفظها. ● مدير عام هئية الكتاب بمحافظة ريمة قدمت هذه الورقة في ندوة حول المخطوطات نظمتها الهيئة العامة للكتاب بمحافظة ريمة.