الرئيسية - السياسية - العادات والتقاليد سبب رئيسي لحرمان الفتاة من التعليم
العادات والتقاليد سبب رئيسي لحرمان الفتاة من التعليم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لا يزال قطاع تعليم الفتاة في العديد من مديريات محافظة إب يشهد الكثير من العثرات والمشكلات التي تمثل عائقاٍ أمام النهوض بمستوى العملية التعليمية فيهاوقد يرجع ذلك إلى العديد من الأسباب الجوهرية التي تؤثر سلباٍ على تلك العملية ولعل أهمها هو ندرة الخدمات التعليمية من مدارس ومعاهد ووسائل تعليمية وكوادر وغيرها من الخدمات التي عجزت الجهات المختصة في الدولة عن توفيرها ناهيك عن العامل الجغرافي والعادات والتقاليد للعديد من المناطق الريفية . ولتسليط الضوء على واقع تعليم الفتاة وعن المستوى التعليمي والخدمات التعليمية المقدمة في سبيل تعليم الفتاة في محافظة إب التقينا مديرة إدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة الأخت / ماجدة يحيى الشويطر وخرجنا بالحصيلة التالية: • كيف تقيمون ما توصلتم إليه في مجال تعليم الفتاة¿ -لا يزال أمامنا الكثير لنحققه على صعيد تعليم الفتاة فطموحاتنا كبيرة ولا يزال الواقع اليمني بحاجة إلى الكثير من الجهود والمبادرات حتى نحقق ولو الحد الأدنى من تطلعات المجتمع فالكل يتمنى أن ينتهي الجهل والأمية وتتقلص نسبة الفقر وتتساوى المرأة مع الرجل في حقوق المواطنة وتحصل على حقها المشروع في التعليم وفرص العمل والعيش الكريم لكن قطاع الفتاة لا يزال بحاجة إلى جهود وطنية كبيرة يشترك فيها الجميع كل من موقعه ومكانته . ونحن بدورنا نبذل قصارى جهودنا وحتى الآن قد بذلنا ما بوسعنا على هذا المنوال. • من الملاحظ الزيادة الكبيرة في نسبة الأمية وتدني نسبة الالتحاق بالتعليم العام خصوصاٍ بين الفتيات في عدد من المديريات بمحافظة إب ما تقييمكم أنتم في إدارة تعليم الفتاة لذلك وما الحلول من وجهة نظركم ¿ -أولاٍ يمكنني القول أننا نواجه العديد من المعوقات والمشكلات في هذا الجانب وهذه تمثل أسباباٍ جوهرية في ارتفاع نسبة الأمية وعدم التحاق الفتيات في التعليم ولعل من أهم تلك الأسباب النظرة الدونية للمرأة في المجتمع اليمني خصوصاٍ أن العديد من العادات والتقاليد لا زالت هي الغالبة والمسيطرة على تصرفات المجتمع خصوصاٍ في المناطق الريفية ورغم أن تاريخ اليمن وحضارته قد شهدت وجود نساء يمنيات أصبحن ملكات ووصلن إلى أعلى درجات الحكم .لكن طغت بعد ذلك عادات سيئة قللت من شأن المرأة وأضحت تعتبر أن من المعيب حتى مجرد ذكر اسمها .. هذا بالإضافة إلى أن المجتمع التقليدي يرى عدم الجدوى والفائدة من تعليم الفتاة طالما أن مكانها هو بيتها وأنها ستصبح في الأخير مجرد زوجة وربة بيت لا أكثر.. وغير ذلك من الأفكار الخاطئة العتيقة والتي قد حان الوقت ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نواجهها ونتخلص منها أضف إلى ذلك جملة من المعوقات والعادات المتوارثة على مستوى الريف والمدينة وهي الاعتقاد بان المجتمع المحافظ يجب عليه أن يمنع الفتاة من الخروج من البيت لأي سبب كان حتى للتعليم لأن في ذلك يقع اختلاط بالذكور وهذا من المعيب .وهذا ينعكس سلباٍ على نمط الحياة خصوصاٍ في الأرياف ويقلل من فرص التعليم للنساء ويحرمهن من مواصلة الدراسة عند ما تصل إلى مرحلة عمرية معينة ناهيك عن العوامل الكثيرة في قطاع التربية والتعليم التي تعيق تعليم الفتاة مثل قلة عدد المدارس في المناطق الريفية بالإضافة إلى العامل الجغرافي والتشتت السكاني وكذا ندرة المدرسات والخريجات الريفيات اللواتي من الممكن أن يعملن في مدارس تعليم الإناث وهذا يؤدي إلى رفض الكثير من الأسر في الريف تعليم بناتهم على اعتبار أن التعليم مختلط أضف إلى ذلك أن من المشاكل أيضا غياب الخارطة المدرسية الموضوعية والمنهجية أيضا التي تكشف حجم الاختلالات والقصور في العملية التربوية والتعليمية سواء على مستوى المدرسة الواحدة أو المديرية بشكل عام . كل ذلك بالإضافة إلى الطبيعة الجغرافية التي ساعدت على التباعد السكاني وارتفاع مستوى خط الفقر وزيادة الإعالة في الأسرة اليمنية أي أن الفرد الواحد يعول عدداٍ كبيراٍ من الأشخاص وهذا يؤدي إلى زيادة حرمان الأطفال من حقوقهم في التربية والتعليم والصحة خصوصاٍ بين الفتيات وهنا لا بد من تضافر جهود الجميع سواء الجهات المختصة والمدرسة والأسرة والمجتمع من أجل الإرتقاء بمفاهيم وأفكار الناس بأهمية التعليم بشكل عام . الالتحاق بالتعليم • كيف تنظرون إلى المؤشرات الخاصة بالتعليم العام من حيث نسبة التحاق الفتيات بالتعليم العام مقارنة بالذكور وكذلك معدلات التسرب عن التعليم¿ – المتابع لعملية الالتحاق بالتعليم بالمحافظة يجد أن نسبة الذكور تفوق على نسبة الإناث لأسباب متعددة سبق وان أشرت إلى بعضها لكن مع ذلك نجد أن التحاق الفتيات بالتعليم يسجل أرقام مقاربة للملتحقين بالتعليم من الذكور حيث يصل نسبة الملتحقين بالتعليم في المرحلة الأساسية للعام 2013 (529.595) طالباٍ وطالبة منهم (289.056)من الذكور و(240.530) من الإناث . أما الملتحقون في التعليم بالمحافظة للمرحلة الثانوية خلال العام 2013 فقد بلغ (72.258) طالباٍ وطالبة منهم (44.424) من الذكور و(27.834) من الإناث . هذا جانب أما عن المؤشرات الخاصة بالتعليم من حيث المقارنة بين نسب الملتحقين بالتعليم العام من الجنسين الذكور والإناث وكذالك معدلات التسرب من التعليم بين الطلبة في بعض مديريات المحافظة خلال العام 2013م فإن المؤشرات كانت كالتالي : -مديرية القفر نسبة التحاق الذكور بالتعليم (82 %) بينما تبلغ نسبة الإناث الملتحقات بالتعليم (59 %). -مديرية بعدان تبلغ نسبة الملتحقين بالتعليم من الذكور(81 %) بينما تبلغ نسبة الملتحقات في التعليم من الإناث (63 %). -مديرية الشعر تبلغ نسبة الملتحقين بالتعليم من الذكور(90 %) بينما تبلغ نسبة الملتحقات في التعليم من الإناث (66 %). -مديرية الرضمة تبلغ نسبة الملتحقين بالتعليم من الذكور(89 %) بينما تبلغ نسبة الملتحقات في التعليم من الإناث (67 %). -مديرية حزم العدين تبلغ نسبة الملتحقين بالتعليم من الذكور(91 %) بينما تبلغ نسبة الملتحقات في التعليم من الإناث (72 %). -مديرية حبيش تبلغ نسبة الملتحقين بالتعليم من الذكور(88 %) بينما تبلغ نسبة الملتحقات في التعليم من الإناث (68 %). وفيما يخص المؤشرات الخاصة بمعدلات التسرب من التعليم العام بين الذكور والإناث في بعض المديريات للعام نفسه فهي: -مديرية الشعر بلغ معدل التسرب من التعليم بين الذكور نسبة (21.9 %) بينما بلغ معدل التسرب بين الإناث نسبة (45.2 %). – مديرية القفر بلغ معدل التسرب من التعليم بين الذكور نسبة (21.5 %) بينما بلغ معدل التسرب بين الإناث نسبة (18.6 %). – مديرية فرع العدين بلغ معدل التسرب من التعليم بين الذكور نسبة (26.5 %) بينما بلغ معدل التسرب بين الإناث نسبة (28.6 %). – مديرية الرضمة بلغ معدل التسرب من التعليم بين الذكور نسبة (30.1 %) بينما بلغ معدل التسرب بين الإناث نسبة (29.9 %). – مديرية حزم العدين بلغ معدل التسرب من التعليم بين الذكور نسبة (17 %) بينما بلغ معدل التسرب بين الإناث نسبة (18.8 %). منح مالية لمساعدة الفتيات • ماذا عن الخدمات التعليمية التي تقدمونها في تعليم الفتاة ¿ – نحن دوماٍ نسعى إلى بذل قصارى جهودنا في خدمة تعليم الفتاة خصوصاٍ على مستوى المديريات بهدف التنسيق مع المجتمع المحلي ومجالس الآباء والشخصيات المؤثرة والأعيان والوجهاء بغرض تحفيزهم للدفع بالأسر نحو تعليم الفتاة وتيسير كافة السبل أمام الفتاة لمواصلة التعليم وإتاحة الفرص للواتي لم يتعلمن للالتحاق بالمدرسة كما أننا نعمل حالياٍ على أحد المشاريع الخدمية بدعم من البنك الدوليلتقديم خدمات وتسهيلات تعليمية للطلبة وأسرهم والمشروع عبارة عن خدمات نقل ومواصلات للطلبة خصوصاٍ الفتيات وتوفير فرص عمل للعديد من النساء اللاتي يشرفن على هذا العمل حيث تم اختيار أربع مديريات: السياني يريم العدين جبلة و يتم اختيار 3 مدارس من كل مديرية خاصة المدارس البعيدة واختيار خريجات ثانوية أو ما يعادلها وتوفير فرص عمل لهن لمرافقة الفتيات والإشراف على عملية توصيلهن من البيت الى المدرسة والعكس وفي هذا الجانب يتم إعطاء منح مالية لمساعدة الطالبات والمشرفات أيضا ويشكل فريق من المدرسة ومن المركز و الإدارة التعليمية للمتابعة والإشراف على عملية صرف المستحقات المالية التي تمنح للمساعدات او المشرفات والطلاب وكذلك مكافئة للمشرفة على عملية صرف المنح المالية وفي هذا الاطارتم استهداف (12) مدرسة و(24)مساعدة للمعلمات و(1950) طالباٍ وطالبة حصلوا على بدل مواصلات كتشجيع لهم على مواصلة التعليم .إلا أن هذا المشروع لا يزال مقتصراٍ على أربع مديريات فقط ونتمنى أن يتوسع هذا المشروع بحيث يشمل معظم المديريات والمناطق النائية. فجوة تعليمية • كيف تقيمون دور منظمات المجتمع المدني وكذا السلطة المحلية وإسهامهم في دعم ومساندة إدارة تعليم الفتاة¿ – هناك دعم لا بأس به من قبل بعض المنظمات الأهلية والدولية وكذلك من الصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة اليونيسيف في خدمة هذا الجانب المتعلق بتعليم الفتاة في بلادنا ونحن دائما على تواصل مستمر مع هذه المنظمات وبالتأكيد فإننا نحصل منهم على مساعدات وتجهيزات و دعم أنشطة وبرامج تأهيل وهذا يساعدنا كثيراٍ للارتقاء بمستوى تعليم الفتاة هذا جانب أما السلطة المحلية فللأسف لا تساعدنا كما هو المأمول منها بل إن في كثير من القرارات والإجراءات التي تتخذها تعيق العمل أكثر مما تخدمه ففي عدد من القرارات الصادرة عن السلطة المحلية والتربية والمتعلقة بنقل المدرسين والمدرسات من المناطق الريفية أحدث فجوة تعليمية وأعاق سير التعليم ..هذا بالإضافة إلى وجود كثافة وظيفية في بعض الإدارات التعليمية التي يصل عدد موظفي بعضها إلى (120)موظفاٍ وموظفة في حين لا تتطلب حاجة العمل في تلك الإدارات إلا إلى حوالي (20)موظفاٍ فقط ومعظم أولئك الموظفين المكدسين في الإدارات يتم نقلهم من المدارس وكل ذلك على حساب العملية التعليمية .. وعي مجتمعي • ماذا عن الجانب التوعوي الذي تقومون به للتحفيز على التعليم وخاصة في الريف ¿ – بالنسبة للجانب التوعوي نحن بحاجة ماسة إلى ثورة حقيقية في التوعية والتثقيف المجتمعي حتى ننهض بمجتمعنا ليس على صعيد تعليم الفتاة فحسب بل لننتشل المجتمع من الواقع البائس وعموماٍ نحن نعمل ما بوسعنا من أساليب للتوعية والتحفيز والتشجيع والتوعية بضرورة تعليم الفتاة فهي عملية مستدامة لا تتوقف ونحاول قدر الاستطاعة تكريس جهودنا في تعزيز ونشر ثقافة المساواة بين الجنسين وأهمية العلم والمعرفة للجميع بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الانتماء لكن مع ذلك فلا زلنا بحاجة إلى الكثير من الجهود لان واقعنا لا زال متعثراٍ .ونرجو أن يشارك جميع أفراد المجتمع كل من موقعه ومكانته وعمله في الدعم والتشجيع والتنوير الهادف إلى خلق وعي مجتمعي بأهمية التعليم للذكور والإناث على حد سواء.