الرئيسية - الدين والحياة - العلماء يدعون أبناء اليمن إلى تعزيز ثقافة التسامح للحفاظ على وحدتهم
العلماء يدعون أبناء اليمن إلى تعزيز ثقافة التسامح للحفاظ على وحدتهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دعا أصحاب الفضيلة العلماء كافة أبناء اليمن إلى تعزيز عرى التوحد والحفاظ على وحدتهم الوطنية انطلاقا من منهج الشريعة الإسلامية التي تحث على الإعتصام بحبل الله عملا بقوله تعالى”واعتصöموا بöحبلö اللهö جمöيعا ولا تفرقوا واذكروا نöعمت اللهö عليكم إöذ كنتم أعداء فألف بين قلوبöكم فأصبحتم بöنöعمتöهö إöخوانا وكنتم على? شفا حفرة مöن النارö فأنقذكم مöنها كذ?لöك يبيöن الله لكم آياتöهö لعلكم تهتدون”. وأكد علماء بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن في محاضراتهم الدينية التي ألقوها مساء اليوم في ندوة عقدت بالجامع الكبير بصنعاء وجامع الصالح ومسجد قبة المتوكل أهمية دور الدعاة والمرشدين في الحفاظ على الوحدة المباركة من خلال التوعوية المجتمعية بهذا المنجز التاريخي الذي تحقق في ظل تحديات جمة تواجه الأمة في كافة المجالات . وأوضحوا أن وحدة الأمة أصبحت ضرورة ملحة في عالم اليوم وليست ترفا يمكن الأخذ به أو الاستغناء عنه.. فهي ضرورة للبقاء والتنمية والحياة نظرا لحجم التحديات التي تواجه الأمة في مختلف الجوانب . واعتبروا التشتت والتناحر منهجا إبليسيا للقضاء على الإنسان ودوره ورسالته في هذا الكون. وشدد أصحاب الفضيلة العلماء على أهمية الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الدعاة في تهدئة النفوس من خلال تبيان النصوص القرآنية والنبوية الدالة على وسطية واعتدال ديننا الإسلامي الحنيف بالإضافة إلى عظمة الوحدة والتوحد وقيمتها في جعل الأمة في موضع قوة حتى لا تزداد تفرقا وتشرذما أكثر مما هي عليه الآن. وأشاروا إلى الواجب الديني والوطني الذي ينبغي أن يتحلى به الجميع في تعزيز ثقافة المحبة والتسامح والإخاء والإيثار وإشاعة روح الألفة ونبذ الخصام والتشرذم والحفاظ على وحدتهم وجمع كلمتهم على اعتبار أن الدين الإسلامي الحنيف يدعو ليس إلى وحدة إقليمية أو جغرافية فحسب وإنما إلى وحدة إسلامية . ولفت العلماء إلى واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بواجب النصح بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق وتقوي الألفة والأخوة بين المسلمين أسوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتفقد أحوال المسلمين ومعالجة مشاكلهم ونشر أعمال الخير وتقريب الناس إلى الحق . واستعرضوا التحديات التي تواجه اليمن وفي مقدمتها الأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر الشر والضلال من اغتيالات وتفجيرات وزعزعة للأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع بالإضافة إلى الاعتداءات التي تطال المصالح العامة والخاصة كأبراج الكهرباء وأنابيب النفط والتي تمس مصالح المسلمين وحياتهم ومعيشتهم . وأكدوا بهذا الخصوص حرمة الاعتداء على تلك المصالح وترويع الآمنين وانتهاك الحرمات وأكل أموال الناس بالباطل .. مشددين على ضرورة وقوف أبناء اليمن صفا واحدا ضد عناصر التخريب والإجرام والتصدي للعناصر الإرهابية التي أضرت بمصالح البلاد والعباد . كما دعا العلماء حكام الأمة إلى معالجة الخلافات والمناكفات التي ولدت العداوة والبغضاء وزرعت الحقد والحسد في القلوب وأدت إلى تفكيك المجتمع المسلم إلى فرق وطوائف متباغضة ومتناحرة حينا ومتقاتلة أحيانا أخرى ما أدى إلى تفرق الشمل وتمزق الصف وإضعاف الأمة وتسلط الأعداء عليها . وتحدثوا عن ما تمر به الأمة الإسلامية من مخاطر وعقبات أصابت بنيها بالفرقة والاختلاف حتى انفصمت روابط الإيمان وأخوة الدين وارتبط كثير من الناس في ولائهم وعداوتهم ووفاقهم واختلافهم بروابط انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والمذهبية والفكرية.. مؤكدين ضرورة القضاء على عومل الفرقة والشتات والاحتكام إلى الكلمة والحجة بعيدا عن لغة العنف والسلاح. وأهاب أصحاب الفضيلة العلماء بأبناء اليمن الاصطفاف في سبيل دعم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها الجميع على أرض الواقع باعتبارها السبيل الوحيد للخروج باليمن من دوامة العنف والأزمات إلى آفاق السلام والاستقرار والرخاء .. مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يحفظ اليمن من كل سوء ومكروه وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.