الرئيسية - عربي ودولي - فــــراغ لبنــان
فــــراغ لبنــان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ما لم يستلم مهامه الرئاسية من سلفه بعد فوزه في الانتخابات ودع الرئيس ميشال سليمان فترة ولايته الاحد الماضي دون أن يسلمها لخلفة بعد فشل انتخابه. ومع مغادرة سليمان سدة الحكم من دون حسم أمر الرئيس الجديد بعد أن فشل مجلس النواب للمرة الخامسة من التوافق على انتخابه يدخل لبنان دورة جديدة من الفراغ الرئاسي مفتوحة ليس على حمى الاستقطاب السياسي فقط بل وعلى لبنان في أمنه واستقراره. اللافت أن هذه النتيجة كانت تصدرت محذورات الأطراف السياسية اللبنانية المختلفة ولكن يبدو أن هذه الأقوال لم تنسجم مع الأعمال ولولا ذلك ما جرت الأمور على وارد نقيضه. فقد وضع توديع سليمان لسدة الرئاسة اللبنانية دون التوصل لاختيار خلف له تساؤلات وتوقعات واحتمالات عن مستقبل لبنان في ظل دولة الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده الساحة اللبنانية بين الكتل السياسية حول عدد من القضايا والملفات الداخلية والإقليمية والدولية الحاضرة في الحال اللبناني بتداعيات سلبية لأن المختلفين في حال تصلب وكل طرف يدعي أنه على الصواب المطلق ما يعني في ظل غياب توافق الرؤيا والشراكة في المسؤولية أن تكون الحصيلة ضياع الحق والحقيقة وهذا هو الفراغ اللبناني في النتيجة. من هذا يبدي العديد من اللبنانيين مخاوفهم الجدية من استمرار عدم توافق الكتل السياسية في حسم اختيار رئيس للبلاد خلال فترة وجيزة لأن من شأن اللعب والتلاعب السياسي على الوقت أن يدخل لبنان في أزمة أكثر تعقيدا ومما هو قائم بما يعني ذلك على أوضاع البلاد وأحوال العباد وعلى الموسم السياحي الذي لا يزدهر في ظل الإخفاق والخناق السياسي والسياحة في لبنان ثروة وطنية. نعم ليس رحيل سليمان عن الرئاسة دون انتخاب بديله هو المرة الأولى التي يشهدها لبنان.. لكن الظروف التي يمر بها هذا البلد وتلك المحيطة تستدعي مطالبة الساسة اللبنانيين بالخروج من شرنقة مشاريعهم الخاصة إلى أفق مشروع مستقبل لبنان في وحدته وسيادته واستقراره وازدهار حياة كافة أبنائه بطوائفهم ومذاهبهم الدينية وتياراتهم السياسية والفكرية أكانوا في الريف أو المدينة.